26-مارس-2019

صباح فخري (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

صدر حديثًا عن "دار هاشيت أنطوان/نوفل" كتاب "صباح فخري: سيرة وتراث" للسورية شذا نصّار. يحمل الكتاب بين طيّاته سيرةً كاملةً للفنّان صباح فخري، ومشواره الفنّي، دوّنتها نصّار من خلال حواراتٍ طويلة امتدّت لأكثر من ثلاث سنواتٍ مع الفنّان المولود في واحد من أحياء مدينة حلب القديمة، شمال سورية.

صباح فخري رسول مدينته، وناشر تراث بلده، وسفيره إلى العالم أجمع

وبمناسبة صدوره، تستضيف "دار النمر للفن والثقافة" يوم الخميس، 28 آذار/مارس ندوةً حول الكتاب، وحفل توقيع بحضور المؤلّفة، وعددٍ من الشخصيات الإعلامية والثقافية، من بينهم المؤرّخ الموسيقي إلياس سحّاب، وبتنظيمٍ من الناشر، هاشيت أنطوان.

اقرأ/ي أيضًا: عامر سبيعي وأسئلة الأغنية السورية

على ظهر الكتاب الذي تتضمنّ صورًا وحكاياتٍ جانبية عن مدينة حلب وعددٍ من الفنّانين، كتبت نصّار تصف فخري إنّه: "رسول مدينته، وناشر تراث بلده، وحامل راية وطنه، وسفيره إلى العالم أجمع، إنّه حارس تراث حلب". وتؤكّد المؤلّفة أنّ فكرة الكتاب بدأت في لقاءٍ جمعها بصباح فخري في بيروت، على شاطئ الروشة تحديدًا، حين ألقت بسؤالٍ فجّر جُملةً من الأسئلة آنذاك، وشكّل أساس الكتاب، وهو السؤال عمّن اكتشف جمال صوته لأوّل مرّة.

من لحظة ولادته في حارة "الأعجام"، أحد أحياء حلب القديمة (القصلية)، تبدأ نصّار كتابها باستعادة لحظات ولادته التي تمّت على وقع أصوات المنشدين الذين ردّدوا كلمة "الله" دون انقطاع حتّى ساعات الفجر الأولى، حين أبصر الطفل النور أخيرًا، فكان اسمه تيمنًا بوقت ولادته: صباح الدين أبو قوس. ومن الطرائف التي تأتي نصّار على ذكرها أنّه كان لصباح في طفولته صوت بكاء لفت وشدّ انتباه السامعين، حتّى أنّ البعض كان يتقصّد فعل ما يدفع الطفل للبكاء من أجل سماع صوته.

صباح الدين أبو قوس، وكما جاء في الكتاب، ولد في بيئة محافظة ومتديّنة، فوالده كان إمام مسجد والمسؤول عن تعليم أولاد الحارة القرآن والحساب والكتابة في ما يُعرف بـ "الكتّاب". وتؤكّد نصّار أنّ لهذه البيئة الفضل في اكتشاف صوت صباح الدين، فالموالد والحفلات الإنشادية الدينية قدّمت الفتى صباح للجمهور، حين عرض أحد المشايخ آنذاك، من أصدقاء والده، أن يُنشد مقابل ليرتين ذهب، لتشكّل تلك الحادثة البداية في مشواره الفنّي.

الموالد والحفلات الإنشادية الدينية قدّمت صباح فخري الفتى للجمهور في حلب

لكنّ الحدث الأبرز الذي نقل صباح الدين أبو قوس من أجواء الحارة والموالد الدينية كان الذهاب به إلى الموسيقار السوريّ سامي الشوا، القادم من القاهرة لاكتشاف المواهب والأصوات الجميلة في مدينته، أي حلب. الشوا وجد في الفتى ضالته، فشرع في الاهتمام به وتدريبه، ليكون أبو قوس على موعدٍ مع أوّل حفلٍ موسيقي بحضور رئيس الجمهورية السورية آنذاك، شكري بك القوتلي الذي أعجب بصوت الفتى، ودعاه إلى القصر الجمهوري لإحياء حفلة هناك.

اقرأ/ي أيضًا: أبو غابي.. صوتٌ بنفاسة المخطوطات

الشوا، وكما جاء في الكتاب، أراد الذهاب بصباح الدين أبو قوس، أو محمد صباح كما أسماه آنذاك، فنيًا، إلى القاهرة، ولكنّ الأخير رفض نزولًا عند رغبة والدته التي فضّلت قبول عرض فخري البارودي بعمل صباح في الإذاعة السورية، ليكون منذ ذلك التاريخ، 1948، صباح فخري بدلًا من محمد صباح، وصباح الدين أبو قوس.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

نظرة إلى الموسيقى العربية في 2018

دار النمر.. خليط سينمائي بين اللبناني والسوري