06-مارس-2020

خلال فعاليات الصالون

بعد ست سنوات من بقاء المشروع مجرد جروب على الواتساب والفيسبوك، تمكنت الشابة اليمنية بثينة المختاري من تجسيده على أرض الواقع بمشاركة صديقات لها، عبر إنشاء صالون ثقافي لتبادل الخبرات والمعارف، ونشر ثقافة القراءة في أوساط المجتمع قبل ثلاثة أعوام. 

بدأت سيرة صالون نون في صنعاء بجلسات لبعض الناشطات والصحفيات والأديبات، من أجل مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية

يعتبر صالون "نون" النسوي الأول في اليمن، بدأ بجلسات تقيمها بثينة في منزلها في العاصمة صنعاء لبعض الناشطات والصحفيات والأديبات، من أجل مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى الاطلاع على الكتب والأعمال الأدبية، ليتطور نشاط الصالون ويتوسع ليستهدف فئات اجتماعية أخرى مثل الأطفال، من ضمنهم الأيتام، لتشجيعهم على القراءة والمعرفة.

اقرأ/ي أيضًا: 4 من أشهر اللهجات اليمنية

يهدف صالون نون إلى تعزيز قيمة القراءة وتوسيع دائرة القراء للقضاء على الجهل، حيث تعتبر نسبة الأمية في اليمن كبيرة جدًا، خصوصًا في أوساط النساء، ولذلك جعلت رؤية الصالون "مكتبة في كل حي وقارئ في كل بيت".

شرحت بثينة بداية انطلاق صالونها النسوي، الذي تمكن من ضم شريحة واسعة من النساء اليمنيات بالعاصمة صنعاء: "بداية كنت أقيم الجلسات في منزلي حبًا في فكرة نشر الثقافة والمعرفة وتشجيعًا للقراءة في قالب جلسة نسائية ممتعة وقريبة من قلوب السيدات والآنسات وفي نفس الوقت مفيدة، فبعد كل جلسة كنا نخرج بحصيلة كبيرة من المعرفة والطاقة الإيجابية، الأمر الذي جعلنا نستمر حتى الآن".

أطلقت النسوة على تجمعهن اسم صالون، لتحقيق حلمهن بأن يكون في المجتمع اليمني صالونات أدبية، كتلك التي كانت موجودة قديمًا حيث عرفت المرأة منذ أزمنة قديمة بأنها الرائدة في تنظيم الصالونات الأدبية كصالون عمرة، وصالون سكينة بنت الحسين، وصالون ولادة بنت المستكفي في الأندلس، وصالون مي زيادة، وغيرها من الصالونات الأدبية والثقافية التي كانت توفر فسحة من الصفاء الأدبي والثراء المعرفي.

اما تسميته بـ"نون" فجاء لسببين، الأول نسبة للآية الكريمة "ن والقلم وما يسطرون"، والثاني نسبة إلى "نون النسوة" حيث إن أعضاء الصالون كلهن نساء، ولكن رغم نسويته إلا أن أنشطته الثقافية متنوعة وتستهدف المجتمع بكافة شرائحه. بحسب حديث بثينة لـ"ألترا صوت"

رسالة الصالون الذي يضم ثلاثين عضوًا أساسيًا من النساء، هنَّ العمود الفقري له، بالإضافة إلى المئات من النساء الأُخريات؛ خلق فسحة من الصفاء الأدبي والثراء المعرفي، لكافة شرائح المجتمع اليمني، وبالدرجة الأولى المرأة المقيدة بسلاسل العادات والتقاليد.

يهدف الصالون إلى تعزيز قيمة القراءة كمفتاح للمعرفة وغرسها في ثقافة المجتمع، بالإضافة إلى إثراء الحياة الثقافية في المجتمع اليمني بكافة أشكالها، والاهتمام بتنشئة جيل محب للمعرفة والقراءة.

كما يسعى نون إلى تعزيز التوجه الثقافي المعرفي في الأوساط الاجتماعية النسوية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قصص النجاح الأدبية والعملية في المجتمع اليمني. ويطمح الصالون إلى إنشاء مكتبات عامة في كافة أحياء العاصمة صنعاء.

خلال السنوات الماضية تمكن الصالون من إنجاز الكثير من المشاريع، أهمها إقامة جلسات ثقافية شهرية، استضاف الصالون خلالها العشرات من المبدعات والكاتبات ومثقفات اليمن، بالإضافة إلى عدة مسابقات في مجال القراءة والكتابة، وختام كل شهر تناقش النسوة، كتب تمت قراءتها بشكل جماعي.

يسعى صالون نون إلى تعزيز التوجه الثقافي المعرفي في الأوساط الاجتماعية النسوية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قصص النجاح الأدبية والعملية في المجتمع اليمني

أطلق الصالون فعالية "سيرك المعرفة" في عدة أماكن بصنعاء للأطفال للربط بين المتعة وحب المعرفة، بالإضافة الى حملة "لنستبدل الرصاص بقلم الرصاص" في تأكيد على دعم حب المعرفة في المجتمع اليمني، بالإضافة إلى إنشاء عدة مكتبات صغيرة في مدارس ودور أيتام.

اقرأ/ي أيضًا: "أزمة غير مفاجئة".. القصف والبرد يقتلان النازحين في شمال سوريا

وعن الصعوبات التي تواجه الصالون تقول بثينة: "لأن الصالون يعمل بجهود ذاتية من أعضائه، نواجه صعوبة في إيجاد دعم لأنشطتنا الثقافية، خصوصًا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد".

 

اقرأ/ي أيضًا:

عملاق الطرب الحضرمي أبو بكر سالم.. ما السر وراء أبو أصيل؟

شوقي الزغير.. موروث حرفة العود اليمني