18-يوليو-2021

لوحة لـ هانس هوفمان/ أمريكا

1

 

كافٌ وقافٌ

كونٌ يزني بجدران عوالمِه

قوانينُ تُطبّقُ على بؤسائه

تُهتِّكُ أعراضَ إنسانيّتها

سِفاحُ قُربى

تُمارسُ بكلّ مَن كانَ له فَاهٌ من عصيان

صُلبانُ

مشانقُ

جلّادون

نصبوا أنفسَهم وزراءَ الربّ

ينقلبون عليه

يأخذون بأيديهم كلَّ امتيازاتِه

يهمّشونه

يَطرحونه جانبًا

حتى يُلغونه...

باسمه أباحوا لأنفسهم

اغتيالَ الأفكارِ والأضدادِ

لَيَّ أعناقِ مَن حاولَ رفعَها شامخةً

قتلٌ

سفكٌ

دماءٌ بضّةٌ

تنبثِقُ من ينابيع مُقلِهم

لتتلقّفها لِحَاهم

فتتشرّبها أرواحُهم المتعفّنةُ

العطشى للحيونة

أو

للأنسنة...

دمارٌ

خرابٌ

وموتٌ يتراقصُ على أنقاض الحياة

هي رقصةُ رغبة

بكلّ كريهٍ

مُتفسِّخٍ

مُتآكلٍ

بكلّ صَرخةٍ مشوّبةٍ ضعفًا.

فاءٌ وميمٌ

فواجعُ باتتْ تحتلُّ أدمغَتنا وواقعَنا

حتى أصبحْنا كالمدمنين

لا نُجيدُ غير النحيبِ حرفةً

مآسٍ نتشرّبُها كلّما حاصرَنا عطشُ التمرّد.

 

2

 

غادرَنا الزيتونُ والحبُّ

الحمَاماتُ واللهُ

لنتحوّلَ سيزيفًا

محكومٌ علينا جرُّ صخرةِ الخنوعِ والخضوعِ.

 

3

 

ظلامٌ نتلحّفُه

بصمت مخلوقاتٍ مسيّرةٍ

لا ترى في الأفق سوى وهجٍ ضئيلٍ

هو وهجُ موتٍ أمسينا نتوسّلُه

ليحرّرَنا من اللاجدوى

التي عجلاتُها باتتْ تُصيبُنا بالعبثيّة.

 

4

 

أبجديّةٌ باتَتْ تئنُّ تحتَ وطأةِ الفواجعِ

ماكينةُ كرهٍ

حقدٍ

جهلٍ... تحوّلَتْ

تلفظُ نيرانَ الهلاكِ

من رحِمها الملقّحِ بالبُغض

تسترحمُ ما تبقّى من ضمائرهم:

أن كفى خَبْلًا وغيًّا

لا تحمّلوني ما أنا ناكرةٌ له.

 

اقرأ/ي أيضًا:

استعادة جسدي

هايزنبرغ والقاتل