17-مارس-2017

دعوات في الإعلام المصري للامتناع عن شراء لوازم رمضان المستوردة (فايد الجزيري/NurPhoto)

في برنامجه، المذاع على فضائية "أون.تي.في"، الموالية للنظام المصري، دعا عمرو أديب المصريين إلى الامتناع عن شراء ياميش رمضان هذا العام، مكسرات ولوازم لشهر رمضان، بحجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري. وقال أديب في برنامجه "كل يوم": "سألت عددًا من الشيوخ: هل الصيام يجوز من غير مكسرات؟، فقالوا لي: نعم". وأضاف: "يحصل إيه السنة دي لو الحكومة قالت: بلاش سلع رمضان، مش معقول نضيّع حوالات المصريين في الفسدق والكاجو". وتابع ساخرًا: "اللي نفسه في الحاجات دي يخطف رجله لبيروت يشتري الفسدق بتاعه".

دعا عمرو أديب المصريين إلى الامتناع عن شراء ياميش رمضان هذا العام ويعد ما يكشفه في برنامجه أداة لجسّ النبض تمهيدًا للتنفيذ  

وتوقع أديب، الذي يعدّ ما يكشفه في برنامجه من تنبؤات ودعوات أداة لجسّ النبض تمهيدًا لتنفيذه بسبب قربه الشديد من النظام المصري، أن يرتفع الدولار الجمركي، إذا استمرّ ما أسماه بـ"هوس الياميش" إلى 40 جنيهًا، مشدّدًا على أنّ "الشيء المسموح في رمضان هو الصلاة والصوم، والفرجة على المسلسلات، واعمل رز بلبن، وبلاها قمر الدين منعًا لأن يتسائل أحدهم: شفت الكيلو بكم السنة دي؟، لو مفيش السلعة مش هيقول خالص".

اقرأ/ي أيضًا: الإعلام المصري.. خارطة مشبوهة

التقط محمد الغيطي، رئيس تحرير مجلة "الإذاعة والتليفزيون" الحكومية الأسبق، المعروف بقربه من دوائر الحكم أيضًا، خيط الهجوم على ياميش رمضان، والمطالبة بمنع استيراده هذا العام، عبر برنامجه المذاع على فضائية LTC، وقال: "مش مهم ياميش رمضان، مش هنموت، نشوف بدائل له، نأكل حرنكش عشان بيتزرع هنا، فول سوداني، لب، بلاش نأكل أي شيء نستورده من الخارج".

ولم تنتظر لميس الحديدي، مقدمة برنامج "هنا العاصمة"، حتى تهدأ نيران المعركة المشتعلة على ياميش رمضان، وطالبت على شاشة قناة CBC بعدم استيراده، قائلة: "ممكن نصوم رمضان من غير مكسَّرات". تبدأ القرارات في مصر بالتبشير لها على شاشات التليفزيون، طقوس جسّ النبض تقتضي ذلك، فروض تجهيز الجماهير لاستقبال الإجراءات الصعبة لا بدّ أن تمر بهذه المرحلة قبل تنفيذها على الأرض، وفي موانئ السفر.. ويصبح القرار رسميًا "منع استيراد ياميش رمضان".

تبدأ القرارات في مصر بالتبشير لها على شاشات التليفزيون، طقوس جس النبض تقتضي ذلك، هي فروض تجهيز الجماهير لاستقبال الإجراءات الصعبة

ويترجم اتِّجاه الإعلام للترويج لمنع ياميش رمضان من دخول مصر دعوة عدد من النواب بالبرلمان المصري إلى وقف استيراد بعض السلع غير الضرورية وعلى رأسها ياميش وفوانيس رمضان بغرض "توفير العملة الصعبة وتشجيع ودعم الصناعة الوطنية والمنتجات المحلية". وتبنَّى أعضاء اللجنة الاقتصادية مبادرة "بلدنا أولى" لعدم استيراد عدّة منتجات، على رأسها الرمضانيّة، بحجة أنّ جلبها من الخارج يكلف اقتصاد الدولة مليارات من الدولارات دون جدوى.

اقرأ/ي أيضًا: "لا أرى لا أسمع لا أتكلم".. خطة الإعلام المصري

وطالب النائب محمد عبد الله زين الدين، وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، حكومة شريف إسماعيل بالقاهرة، بإصدار قرارات عاجلة وسريعة بمنع استيراد الفوانيس والياميش، كانت تلك الخطوة الثانية بعد حملة الشو الإعلامي، التي استهدفت حظر بعض من طقوس رمضان لدى المصريين، خلال استعداداتهم لاستقبال الشهر الفضيل، الذي سيحلّ بعد 75 يومًا تقريبًا.

وبفعل اقتصاد السوق، الذي سلَّط "حذاءه" على رقاب المستهلكين، قفزت أسعار ياميش رمضان بما يتراوح بين 9% و136% مع بداية العام الجاري، وتشير التوقعات إلى زيادة جديدة نتيجة انخفاض حجم المعروض من السلع، وانهيار الأسواق، التي كان يتم الاستيراد منها، وأبرزها سوريا واليمن والعراق، فارتفعت أسعار القراصية والمشمشية إلى 96 جنيهًا للكيلو، وكانت 44 جنيهًا فقط، والفسدق وعين الجمل إلى 260 جنيهًا مقابل 110 في العام الماضي، والبندق إلى 200 "ضِعْف السعر". ولهذه الأسباب، تقلَّصت واردات مصر من ياميش رمضان حوالي 50 مليون دولار عن العام الماضي بنسبة تراجع بلغت 50%.

اقرأ/ي أيضًا:

"عسكرة" الإعلام المصري.. لم تعد الموالاة كافية!

حوارات البرادعي.. إعلام السيسي يهيج مرة أخرى