12-نوفمبر-2016

الفنانة شمس في مقابلة معها (يوتيوب)

تزداد موجة التصريحات "الساخنة" التي تطلقها الفنانات. وفي عالم الشهرة، يبدو الكلام مباحًا، أكثر من اللزوم. لكن في عالم تحكمه التقاليد والأعراف، وأيضًا أحكام الدين، تصبح هذه التصريحات أشبه بإطلاق "عموميات" هدفها زيادة الرصيد أو التحول إلى مادة دسمة في الإعلام ومواقع التواصل.

والحال، أن مغنيات وممثلات عرب، لا يمنعن أنفسهن من الإدلاء بآرائهن، (مهما كانت)، في السياسة والمجتمع والفن وبالطبع آخر صيحاتهن، الكلام في الدين، لا بل "الإفتاء" فيه. ولربما، اعتبار هذا، مردّه "سطوة الشهرة" وازدياد أعداد المعجبين والمتابعين، على "تويتر" و"فيسبوك"، وهؤلاء يحتاجون إلى مادة يتداولونها، وليس هناك أسهل من "فقاعات" التصريحات، التي تبدو مسيئة وسطحية، أكثر مما هي ذات فائدة عامة. 

تفتي الفنانات في العالم العربي بأمور دينية من دون أي مسوغ أو دليل بهدف إثارة الجدل وتداول أسمائهن

البداية، مع الفنانة الكويتية شمس، التي أشعلت جبهات من ردود الفعل، بعد تصريحها، الذي قالت فيه (خلال حوار مع خالد صلاح) إن "الكلام عن الحوريات هو أفلام هندية وعيب لأن الجنة مش أوتيل والله أرقى من أن الواحد يفجر نفسه عشان شاف كام بنت. وإنه من المستحيل في فلسفة القرآن أن تكون الحور العين هي النساء وأن هذا مجرد إغراء". وهو كلام "عام"، ولا ينطبق على أي "حكم شرعي"، ويتنافى مع معتقدات سائدة. بالطبع من حق الفنانة القول والإدلاء برأيها، لكن هل يكفي إطلاق أحكام على الهواء، أمام ملايين المشاهدين، بهذه السهولة والاستسهال؟.

اقر/ي أيضًا: الدراما اللبنانية.. جرائم ترتكب باسم الفن!

وأضافت شمس أن "القرآن كلام إلاهي وليس له مفسرون. كلام الله أكبر من أي شخص ليفسره. ولو كان الأحق بتفسيره النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعض من يفسرونه الآن هم من خريجي السجون ويفسرون الكتاب الإلهي على مزاجهم. ولذا أمشي أتبع قلبي. وأميل أكثر للنظريات. القرآن لكل عصر وزمان وليس لمرحلة بعينها وهو مصدق لما قبله من الكتب"، مؤكدة رفضها للتطرف أيًا كان سواء الوهابية أو الإخوان أو الليبرالية.

وجاء كلامها أشبه بـ"قنبلة" فجرّت جدلًا في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر البعض أنها محاولة منها لـ"الإطلالة على الجمهور، بعد أن خف بريقها"، فيما هلل البعض الآخر، لمضمون كلامها، واعتبره بـ"مثابة تصريح جريء"، أما المتدينون فوصفوا كلامها بـ"التكفيري".

أما المخرجة المصرية إيناس الدغيدي فهي من المعروفات بآرائها شديدة التمرد وأفلامها شديدة الجرأة. حتى أن نبيه الوحش، المحامي المتخصص في ملاحقة الفنانين والفنانات بدعاوي قضائية، تقدم بدعوى قضائية لمنع إيناس الدغيدي من الظهور على شاشة التلفزيون في رمضان الماضي واعتبرها من "مبطلات الصوم". وانضمت الدغيدي إلى "جوقة" المتحدثين بالإفتاء. حيث قالت في إحدى المرات إن "الحجاب مجرد عادة لتوفير ثمن مصفف الشعر. وإخفاء عيوب الشعر والوجه".

كما ذهبت إلى أنها ستسن قانونًا لمنع تعدد الزوجات، و"سأعطي المرأة حقها كاملًا حتى لا تتبهدل بعد الطلاق من الرجل". بالطبع بعض كلام الدغيدي يفسر على أنه "تقدمي"، ويأتي في إطار تحرير المرأة.

أما هالة سرحان، المذيعة المعروفة وصديقة الدغيدي، فقد ذهبت إلى حد الدعوة إلى منع التبرع للمساجد، فهي لا تعرف أين تذهب هذه الأموال، على حد تعبيرها. وهي إشارة "ضمنية" إلى اتهام "المساجد" كمكان لرعاية "الإرهابيين" والجهاديين. وهو تصريح "عام" وقد يكون فيه إجحاف لمرتادي المساجد.

أما الفنانة يسرا، فقد قالت في حوار لها مع المذيع اللبناني نيشان إن "عمرو بن العاص كان من أولياء الله الصالحين وإنه من الأربعة المبشرين بالجنة".

والأمر انسحب أيضًا على الراقصة والممثلة فيفي عبده، فهي من اللواتي تحدثن في الدين بكل ثقة، ومن ذلك أنها قالت إن "مصر مذكورة في القرآن" من خلال قول: "خشوها آمنين".

وعلى نفس النهج قالت سمية الخشاب، وهي تحاول استعادة الآيات القرآنية من ذاكرتها: "ويكيدون ويكيد الله والله خير الكائدين".

وأحيانًا يكون التردد لعدم فهم معاني الكلام، كما حدث مع إلهام شاهين التي حاولت الربط بين مذهب السنة والجماعة وولاية الفقيه في أحد اللقاءات مع خالد صلاح لكن دون أن تستطيع إيصال الفكرة.

اقرأ/ي أيضًا:

5 إعلانات رمضانية تتصدر الجدل في "السوشيال ميديا"

 تحرش جنسي في إعلان "فودافون" المصري!