كان شهر كانون الأول/ديسمبر شهرًا مأساويًا للطيران المدني، ففي ظرف أسبوع واحد منه سجلت خمس حوادث مميتة أودت بحياة 229 شخصًا، وهي حصيلة تعد الأعلى مقارنة بالعامين 2022 و2023 وفقًا لبيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا".
وقد وقعت الحوادث في بلدان من قارات مختلفة، حيث غطت كلاً من البرازيل وروسيا (طائرة أذربيجانية) وكوريا الجنوبية وألمانيا والإمارات وهولندا.
ووقعت آخر تلك الحوادث أمس الإثنين في ألمانيا، حيث أصيب شخصان جراء تحطم طائرة صغيرة من طراز Cessna C-172 في مدينة شتوتغارت.
في أسبوع واحد وقعت 5 حوادث طيران مدني راح ضحيتها 229 شخصًا
وسجلت كوريا الجنوبية العدد الأكبر في الضحايا، حيث أدى تحطم طائرة من طراز بوينغ في العاصمة سيول إلى مقتل 179 شخصًا، ويعد هذا الرقم على الصعيد المحلي الأكبر جراء أي حوادث طائرات وقعت في البلاد سابقًا.
وأمام هذا الحدث الصعب قررت السلطات في كوريا الجنوبية وقف طائرات بوينغ 737 لحين الإعلان عن نتائج التحقيقات التي تجريها لمعرفة الأسباب وما إذا كانت تقنية أم بشرية؟
تجدر الإشارة إلى أن العام 2023 كان الأكثر أمانًا بالنسبة للطيران المدني حيث لم تسجل سوى حادثة واحدة مميتة النيبال توفي على إثرها 72 شخصًا. وفي العام الذي قبله 2022 سجل عدد أكبر من الحوادث راح ضحيتها 158 شخصًا، وفقًا لإحصائيات الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
أما بالنسبة لحوادث العام الجاري 2024 فقد وقعت فقط خلال الأسبوع المنصرم، حسب وكالة الأناضول، على النحو الآتي:
22 كانون الأول/ديسمبر: طائرة بالبرازيل
تحطمت طائرة صغيرة في مدينة جرامادو البرازيلية، ما أسفر عن مصرع جميع الركاب العشرة وأفراد الطاقم، كما أصيب أكثر من 12 شخصًا على الأرض في الحادث، بحسب هيئة الدفاع المدني البرازيلية في بيان على منصة إكس.
وقالت الهيئة "إن الطائرة اصطدمت بمدخنة منزل ثم بالطابق الثاني لمبنى قبل أن تتحطم على متجر في منطقة سكنية."
25 كانون الأول/ديسمبر: طائرة أذربيجانية
تحطمت طائرة ركاب أذربيجانية في المجال الجوي الروسي أثناء رحلتها بين باكو والعاصمة الشيشانية غروزني، ما أسفر عن مصرع 38 شخصا.
وقال مسؤولون أذربيجانيون لوكالة لأناضول، "إن طائرة الركاب تعرضت لهجوم من نظام دفاع جوي روسي، ونجا من الحادث 29 راكبا" فقط، حيث كانت الطائرة الروسية تقل 62 راكبا بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 5 أفراد.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم اعتذارا لأذربيجان عن الحادث، في حين طالب الرئيس الأذري إلهام علييف بتقديم موسكو لتعويضات عن الحادث.
28 كانون الأول/ديسمبر: طائرتان في كوريا الجنوبية والنرويج
اشتعلت النيران في طائرة من طراز بوينغ 737-800 أثناء محاولة هبوط في مطار موان في سيول. وتشير التوقعات إلى أن السبب "كان تعطل عجلات الهبوط بسبب اصطدام الطائرة بسرب طيور" وفقا لما نقلته وكالة الأناضول عن وكالة الأنباء الكورية الرسمية "يونهاب".
ولوحظ أن الطائرة انحرفت أثناء محاولتها الهبوط عن المدرج لتصطدم "بجدار سياج في مطار موان". ولم ينج من الحادث المميت سوى شخصان من أفراد الطاقم من أصل 181 شخصا كانوا على متن الرحلة القادمة من بانكوك.
وفي اليوم نفسه انحرفت أيضا طائرة من طراز "بوينج 737-800" تابعة للخطوط الهولندية عن المدرج بعد هبوطها في مطار أوسلو جنوب العاصمة النرويجية، دون إصابات بين الركاب البالغ عددهم نحو 182 شخصًا على متن الطائرة.
29 كانون الأول/ديسمبر: طائرة إماراتية
شهد يوم الأحد الماضي تحطم طائرة خفيفة تابعة لنادي الجزيرة للرياضات الجوية، في مياه البحر قبالة سواحل إمارة رأ الخيمة الإماراتية، وأسفر الحادث عن وفاة قائد الطائرة ومرافقه.
أما أمس الإثنين 30 كانون الأول/ ديسمبر فقد عرف تحطم طائرة ألمانية أثناء هبوطها. وعلى الرغم من أن الحادث لم يكن مميتا فقد أغلق على إثره مطار شتوتغارت مؤقتا، فيما تتواصل التحقيقات في أسباب الحادث.
أوامر كورية جنوبية بوقف طائرات بوينغ:
على إثر حادث الطائرة التي تحطمت في مطار سيول الدولي قادمة من مطار موان الدولي في تايلندا أصدرت هيئة الطيران الكورية الجنوبية أمرا "بوقف طيران جميع الطائرات من طراز بوينغ 737-800 وإجراء فحوص سلامة عليها للتأكد من عدم وجود خلل في تصنيعها يتعلق بالآلية الهيدروليكية لإنزال العجلات".
وبحسب رئيس مكتب النقل الجوي جون جونغ وان تعمل حاليا في كوريا الجنوبية 101 طائرة من طراز بوينغ 737-800 مضيفا أنهم "يدرسون إجراء عمليات تفتيش خاصة لهذا الطراز تحديدا"، وحض على الأمر ذاته القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية تشوي سانج-موك الذي أمر "بإجراء فحص طارئ لمنظومة تشغيل الطائرات في البلاد".
ومما يزيد المخاوف من وجود مشاكل تقنية في هذا الطراز، تعرُّض "طائرة ركاب تابعة لشركة الطيران جيجو الكورية الجنوبية لمشكلة في عجلات الهبوط بعد إقلاعها من مطار جيمبو في سول في طريقها إلى مدينة جيجو".
كما شهدت كوريا الجنوبية قبل عامين وبالتحديد في 15 نيسان/إبريل 2022 "حادثة تحطم طائرة من طراز بوينغ 767 تابعة للخطوط الجوية الصينية قرب مطار بوسان مما أدى إلى مقتل 129 شخصا".
تجدر الإشارة إلى أن شركة بوينغ التي تعدّ المصنع الرئيس لنموذج الطائرة التي تحطمت في كوريا الجنوبية قالت إنها على اتصال بالجهات المعنية في كوريا الجنوبية وأنها "مستعدّة لتقديم الدعم لها".