06-مارس-2017

لقطة من برنامجه "القاهرة 360" الذي كان يعرض على قناة أون تي في (يوتيوب)

النميمة في مصر كثيرة، وأغلبها من صنع الخيال، لكن بعضها حقيقي، والقليل يشفع للكثير، فيصبح كل شيء قابلًا للرواية، ومن يريد أن يصدق سيصدق، ومن لا يريد سيكذِّب، فالمسألة، في النهاية، استعداد نفسي، وليست تفتيش في النوايا.

ونميمة اليوم بدأت تتردد بعد شهادة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، المعارض "المزمن" لكل العصور، على ألسنة مستشارين وضباط وفلول وثوار، لكن لم تجد طريقها إلى ورق الجرائد، أو صفحات المواقع أو ماكينات المطابع حتى الآن، وهي إنه حصل على شيك بـ25 مليون جنيه مقابل شهادة الزور، التي برَّأت مبارك من قتل شهداء 25 يناير.

يعارض مبارك، يساند السيسي ثم يعارضه.. هذه دورة حياة إبراهيم عيسى المتخمة بالدراما

يعرف عيسى إنه سيظل المعارض الأهم في التاريخ المصري، ويفخر بأنه حصل على جائزة أفضل صحفي في العالم، ويعرف إن الناس لن تنساه لأنه يريد أن يبقى، ويفعل كل شيء ليعيش أكثر، يعارض مبارك، يساند السيسي، يعارض السيسي. هذه دورة حياة كاتب صحفي متخمة بالدراما، وتستحق الخلود.

ويعرف أيضًا، إن مبارك سيظلّ في نظر أنصاره بطلًا شعبيًا حمى مصر من شر الفرقة والحرب الأهلية، وأبعدها عن "تراك" سوريا والعراق، وفي نظر معارضيه، الذين خرج أغلبهم صباح الخامس والعشرين من يناير، ومات بعضهم في الثامن والعشرين، قاتلًا.. لا يستحق السجن فقط، إنما يستحق العذاب الأبدي.. ولهذا فقط، فلا شيء سيتغير إن خلد في السجن، لكنه لو حصل على حكم البراءة ستتغيَّر حياة إبراهيم عيسى.

اقرأ/ي أيضًا: عندما بحث دوار اللؤلؤة عن ميدان التحرير

هناك من يسأله من أين لك هذا؟، يبحث عن سر ثراءه السريع، وحسابه الضخم في البنك، ويفتش وراء نموه السريع في بيزنس الفيللات والعقارات، وقصره الفخم بمنطقة "6 أكتوبر"، الذي يقال إن بعض من ديكوره ذهب، لكن لم تلتقط له صورة واحدة من الداخل. هذه مجرَّد نميمة يمكن أن تأخذ منها ما يخصك، وتستوعبه، وتترك البعض الآخر لضمير غيرك سيصدقه.

إرث إبراهيم عيسى من براءة مبارك كثير، كراهية وبغض وطرد من صف الثورة وسخرية ستلازمه للأبد

إرث إبراهيم عيسى من براءة مبارك كثير، كراهية وبغض وطرد من صف الثورة وسخرية ستلازمه للأبد ونبذ من جميع التيارات، التي اعتبرته خانها، فلا هو ظلَّ صديقًا للرئيس السيسي، ولا شاكرًا ومسبِّحًا بحمد البرلمان، الذي حرك دعوى قضائية ضده أحالته إلى المحكمة، وخرج أمس بكفالة! ولا ظلَّ صديقًا للثوار أو نشطاء السياسة.

الأستاذ يكتفي، ويريد تفجير العالم وحده، ويرى إنه - في كل ذلك - يدافع عن حقه في أن يقول رأيه، ويرجع فيه، ويقسم إنه رأى الرصاص يخترق صدور المتظاهرين ثم يكذب عينيه ويقول إنه رأى قتلى ولم يرَ إطلاق نار. فالرجل يراجع نفسه، لا تلوموه، اتركوه لنفسه، الأمَّارة بالسوء، هو معجب بنفسه، ويعبد ذاته، وكل عبدة ذواتهم معجبون بهم.

إبراهيم عيسى ناجح فيما يريد أن يصل إليه، وأعداءه ناجحون في تشويه صورته وكشف حقيقته، لكنهم لا يعرفون إنه متصالح نفسيًا معها، هو فقط يناور ويلعب بالكلام ويهاجم ويدافع ويحقق مكاسب.. اللهم بارك له في مكاسبه.. الخمسة وعشرين مليون وما بعدها!

مبروك يا أستاذ، يتربّوا في عزك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كل انتخابات والإعلام المصري "بخير"!

إبراهيم عيسى خارج حظيرة السيسي.. "طباخ السم يذوقه"