05-فبراير-2021

فعالية تضامنية مع الإيغور في برلين (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرًا مطولًا يوم 3 شباط/فبراير 2021، يرصد شهادات حية حول معاناة النساء المحتجزات في معسكرات اعتقال الإيغور في مقاطعة شينجيانغ الصينية. وتفيد الشهادات تعرض النساء للتعذيب والعنف والاعتداء الجنسي والاغتصاب بشكل ممنهج. وقد تقدم للاعتراف عدد من العاملين السابقين في المعتقل، من ضمنهم حارس للسجن، وقد شهدوا جميعًا على وقوع انتهاكات عديدة. فيما استطاعت هيئة الإذاعة البريطانية، حسب ما أفادت، الوصول إلى قصص النساء من مصادر موثوقة تم التأكد منها.

أعادت الشهادات المنشورة حديثًا عن الانتهاكات الممنهجة بحق الإيغور في الصين جملة من الإدانات الدولية إلى الواجهة

وتوضح الشهادات بالتفصيل الانتهاكات الجسدية والجنسية التي وقعت بحق النساء أثناء اعتقالهن في المعسكرات، والتي وصفها الخبير في سياسات الصين في شينجيانغ، أدريان زينز،  بأنها "بعض من أكثر الأدلة ترويعًا التي رأيتها منذ أن بدأت الفظائع" وأضاف "هذا يؤكد أسوأ ما سمعناه من قبل. إنه يوفر أدلة موثوقة ومفصلة على الاعتداء الجنسي والتعذيب على مستوى أكبر وبشكل واضح أكثر مما افترضناه" بحسب الشهادة التي  نشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية.

اقرأ/ي أيضًا: إبادة عرقية في تخوم "الغرب الصيني الجامح".. ماذا يحصل للإيغور؟

إحدى المعتقلات السابقات، والتي قضت 9 أشهر في مخيم الاعتقال قالت أنها تعرضت للتعذيب والاغتصاب 3 مرات من قبل شخصين أو ثلاثة في كل مرة. وبسبب التعتيم الإعلامي والقبضة الأمنية الحديدية في الصين، كان من الصعب الوصول إلى الحقائق الكاملة، إلا أن وصف مخيم الاعتقال من قبل الشاهدة يتطابق مع الصور الملتقطة من الأقمار الاصطناعية لطبيعة وشكل مخيم الاعتقال مما يدعم شهادتها، حسب ما استدل به تقرير هيئة الإذاعة البريطانية. ويذكر أن المعتقلة فرت من الصين بعد إطلاق سراحها وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

امراة أخرى اعتقلت لمدة 18 شهرًا، قالت أنها أجبرت على تعرية عدة نساء من ملابسهن وإخضاعهن بالقوة ومن ثم تركهن مع رجال آخرين بمفردهن، بينما "تجلس خارج الباب بصمت حتى ينتهي الرجال من فعلتهم، لتصطحب المرأة المغتصبة للاستحمام". وأشارت الشاهدة إلى أن "الاعتداء الجنسي بحق النساء في مخيمات الاعتقال منهجي"، وأضافت أنه كان يدفع مبالغ مالية من قبل بعض الرجال من أجل اختيار المرأة الجميلة، وفق ما أفادت المعتقلة.

فيما أكدت إحدى السيدات المعتقلات أن النساء المحتجزات أجبرن على استخدام مانع للحمل. وتم إخضاعهن "لفحوصات طبية عدة تناولن على إثرها حبوبًا لمنع الحمل وتم حقنهن بالقوة كل 15 يومًا". ووفق الشهادات المنقولة فالرجال الصينيون كانوا يرتدون الأقنعة، وأحيانًا يأتون بعد منتصف الليل لاختيار امرأة من بين النساء واقتيادها والاعتداء عليها. وتم استخدام التهديد لمنع أي امرأة من التحدث لزميلاتها عما حدث لها، فيما لم تعد نساء أخريات إلى الزنزانة. وقال أحد الحراس أنه تم استخدام أجهزة كهربائية من أجل التعذيب والإهانة واستخراج المعلومات في التحقيقات. 

شملت شهادات النساء عن تجاربهن في معسكرات اعتقال الإيغور الحديث عن تفاصيل التعذيب والاغتصاب الممنهج وفرض استعمال وسائل منع الحمل

بينما نفت الصين على لسان سفيرها في لندن ليو شياو مينغ، في مقابلة متلفزة، الأخبار المتداولة، وقال السفير أن المعسكرات المذكورة هدفها إعادة التأهيل المهني والتدريب، ولا أساس للمعلومات عن الاغتصاب والتعذيب من الصحة وهي أخبار كاذبة ومفبركة من قبل الاستخبارات الغربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، أن "وسائل الإعلام تشارك في نشر معلومات مضللة ومغلوطة دون أي إثباتات" حسب ما نقلت وكالة رويترز.

اقرأ/ي أيضًا: اضطهاد الإيغور في الصين.. معسكرات اعتقال لتعليم الشيوعية!

في المقابل تمت إدانة الصين بشدة بسبب معاملتها لمسلمي الإيغور، حيث وجهت واشنطن اتهامات إلى الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية والسجن التعسفي والتعذيب والعمل القسري واستخدام التعقيم القسري والإجهاض القسري وتنظيم الأسرة القسري. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية "لا بد أن تكون هناك عواقب جدية ضد الانتهاكات الفظيعة الحاصلة هناك والتي تهز الضمير الإنساني" وطالبت وزارة الخارجية بضرورة إجراء تحقيق دولي حول المسألة. فيما كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد فرضت عقوبات على جهات ومسؤولين في الصين على صلة بهذه القضية، أكدت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن على المضي قدمًا في هذا الاتجاه، وفق تقرير لوكالة رويترز.

كما علق الوزير البريطاني، نايجل أدامز، قائلًا أن التقرير المذكور يظهر ارتكاب "أفعال شريرة بشكل واضح"، وأشار إلى أن الحكومة البريطانية "تقود الجهود الدولية لمحاسبة الصين والضغط عليها". فيما غردت النائبة في البرلمان البريطاني نوس غاني بأنها ستدعو لمساءلة عاجلة في مجلس العموم البريطانية حول ما يجري في الصين. من جهة أخرى علقت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين على التقرير قائلة "يجب منح الأمم المتحدة إذنًا فوريًا بالدخول إلى مناطق الإيغور ومعسكرات الاعتقال". 

يذكر أن أقلية الأيغور المسلمة تضم حوالي 11 مليون إنسان في مقاطعة شينجيانغ  شمال غرب الصين، 45% من السكان في المقاطعة، التي تتمتع بالحكم الذاتي "نظريًا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الإقليم المنسي.. محنة الإيغور مع الحزب الشيوعي الصيني

جرائم عبر الكوكب.. ابن سلمان يدعم "هولوكوست" الإيغور