28-مارس-2023
رسالة الإمام

مسلسل "رسالة الإمام" أثار انتقادات كبيرة بسبب احتوائه على مغالطات تاريخية. (تويتر)

مع بداية شهر رمضان بدأت شركات الإنتاج تتسابق لجذب انتباه المشاهدين، إذ يعد شهر رمضان موسمًا مهمًا تزداد فيه أعداد المشاهدات للدراما العربية. ولكن مسلسلًا يتناول الأعوام الأخيرة من حياة الإمام الشافعي أثار انتقادات واسعة وموجة من السخرية لما احتوى عليه من مغالطات.

مسلسل "رسالة الإمام" يتناول السنوات الأخيرة من حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي التي قضاها في مصر، والذي يعد واحدًا من الأئمة الأربعة ومؤسس علم أصول الفقه.

يتناول مسلسل "رسالة الإمام" السنوات الأخيرة من حياة الإمام الشافعي التي قضاها في مصر، إلا أنه احتوى على مغالطات تاريخية كثيرة أثارت انتقادات واسعة.

المسلسل احتوى على مقطع يتحدث فيه خالد نبوي، الذي يمثل دور الإمام الشافعي، باللهجة المصرية العامية مع ممثل آخر يمثل دور أبي يعقوب بن يحيى البويطي، أحد رواد المذهب الشافعي.

من ناحيته، قال أستاذ التاريخ، محمود سالم الجندي، إن مصر في الوقت الذي يتناوله المسلسل، أي في الفترة العباسية، كانت فيها مجموعتان من اللغات لا ثالث لهما، هما العربية الفصيحة التي انتشرت في المناطق التي سكنتها القبائل العربية بعد الفتح مثل الفسطاط التي بناها الصحابي عمرو ابن العاص، وبلبيس وقرى الدلتا وبعض مناطق الصعيد، وقد كانت لغة فصيحة خالية من الشوائب على حد قول الجندي.

أما المجموعة الثانية فهي تتكون من اللغتين اليونانية واللاتينية اللتين انتشرتا في بعض المدن الإغريقية. ويضيف الجندي أن العامية المصرية لم تبدأ بالظهور إلا بعد 400 عام بعد الهجرة.

وفي إحدى حلقات المسلسل، يلقي الممثل الذي يؤدي دور الشافعي شعرًا نسب إلى الإمام، إلا أنه في الواقع شعر حديث للشاعر السوري حذيفة العرجي.

كما يحتوي المسلسل على مشاهد أخرى تظهر الشافعي وهو يتحدث إلى الخليفة المأمون عن القول بخلق القرآن، إلا أن الباحث وأستاذ اللغة العربية، أشرف حسن، يقول أن الوقائع التاريخية تشير إلى أن المأمون لم يدخل بغداد إلا في عام 204 للهجرة وأنه تبنى القول بخلق القرآن في عام 212 للهجرة، في حين أن الشافعي توفي عام 204 للهجرة.

وقد استغل باحثون وعلماء في الأزهر الظرف للتنبيه من خطر المعلومات المغلوطة والأقوال التي تنسب زورًا إلى شخصيات تاريخية في التاريخ الإسلامي في الأعمال الدرامية.

 

وسائل إعلام مصرية كانت قد روجت للمسلسل قبل نشره وأشارت إلى أن 14 كاتبًا وباحثًا عملوا على السيناريو الخاص بالمسلسل ذكر منهم الباحث علاء عزمي المتخصص بالدراما التاريخية، والكاتب والصحفي محمد هشام عبية. كما ذكرت أن الكتاب عادوا إلى مراجع عدة لكتابة السيناريو من أهمها كتاب "الأم" للشافعي.