22-فبراير-2018

طرابلس، شارع عمر المختار

كأن القاصّة والرّوائية اللّيبية شريفة القيادي (1947) أدركت مبكّرًا أنها ستتعرّض للنّسيان، في فضاء ليبي يصرف فيه النّظام السّياسي القائم على تكريس هذه الثّقافة، فبادرت عام 1994 إلى كتابة رواية عن سيرتها هي "هذه أنا". وهو ما حصل فعلًا عام 2014، حيث كانت ليبيا مشغولة عن رحيلها بجبهات الاقتتال.

بعد أربع سنوات مرت من النسيان لرحيل القاصّة والرّوائية اللّيبية شريفة القيادي جرى إحياء ذكراها

بعد أربع سنوات من النّسيان، بادرت "دار الفنون"، التي تحتفل بالذّكرى الخامسة والعشرين من تأسيسها، إلى تنظيم أمسية لإحياء ذكرى الفقيدة شريفة القيادي، والخوض في سيرتها الإنسانية والإبداعية، شارك فيها الكاتب منصور بوشناف والشّاعرة فريال الدّالي، وأرسلت الكاتبة لطيفة القبائلي ورقة قرئت بالنّيابة عنها. يقول رئيس "دار الفنون" خليفة المهدوي إنه غير مسموح للنخبة المثقفة أن تسمح للموت بأن يقتل أحدها مرّتين، "أن ننسى مثقفًا راحلًا، يعني أننا قتلناه مرّة أخرى".

اقرأ/ي أيضًا: ما يجب أن يقال في يوم المرأة

وقالت الكاتبة سالمة المدني إن جنازة شريفة القيادي كانت بائسة، رغم أنها واحدة من كبيرات المشهد الأدبي اللّيبي، "لقد حضر عدد قليل من الأدباء للمشاركة في حفل التأبين، ولم يحضر أحد من أسرتها". فيما دعت الشّاعرة فريال الدّالي إلى تكريس ثقافة الاعتراف بالمبدعين قبل رحيلهم، "ففي ذلك تثمين لجهودهم وتشجيع للأجيال الصّاعدة".

راهنت شريفة القيادي على المرأة في ليبيا، منذ بداية ثمانينات القرن العشرين، حيث كانت مذكّرة الماجستير التي أعدّتها (الحركة الصحفية - الأدبية النسائية في ليبيا بين الأربعينيات والسبعينيات)، وقد صدرت لاحقًا في كتاب "رحلة القلم النسائي الليبي". وواصلت التعبير عن هذا الهاجس في إصداراتها الأخرى، منها "هدير الشّفاه الرّقيقة" 1983، و"كأيّ امرأة أخرى" 1984، و"نفوس قلقة" 1993، و"هكذا صوّرت المرأة نفسها" 2008.

في كتابها "رحلة القلم النّسائي اللّيبي" عام 1997، كتبت شريفة القيادي أن اللّيبيين شطر من هذا العالم قريبه وبعيده، "ولا بدّ أن نهضم هذه الحقيقة ونتصرّف على أساسها"، في إشارة منها إلى سياسة الانغلاق التي تبنّاها نظام معمّر القذافي، منذ وصوله إل السّلطة عام 1969.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عالَمٌ بلا نِساء!

9 نساء قويات من أزمنة أقل نسوية