15-مايو-2019

توسع إسرائيل من خلال بيع تقنيات الاختراق الإلكتروني علاقاتها الدبلوماسية (ا.ف.ب)

لم تتوقف التقارير والتحقيقات خلال الفترة الماضية، عن إيراد تفاصيل عديدة عن شركة NSO الإسرائيلية ذائعة الصيت، خاصة من جهة تورطها في استهداف معارضين وناشطين سياسيين، ودعم الديكتاتوريات والحكومات الشمولية حول العالم، من خلال سلسلة من تقنيات الاختراق، وهو بالتأكيد ما لن تفوته السلطات في السعودية والإمارات، التي أصبحت رمزًا لمناهضة التغيير في الوطن العربي، والوقوف ضد التحول الديمقراطي. يتضمن هذا التقرير المترجم عن صحيفة "فاينننشال تايمز" متابعة دقيقة لمسار هذه الشركة المثيرة للجدل.


لم يمض وقت طويل على الحملة الإعلانية التي أطلقتها شركة أبل الشهر الماضي، والتي ادّعت فيها أن هاتف الآيفون خاصتها عصيّ على الاختراق، رافعة شعار "الخصوصية. إنه آيفون"، حتى تسربت أنباء بأن شركة إسرائيلية مثيرة للجدل قد دعت كبار مسؤولي المبيعات فيها من أجل مناقشة تحديثات مهمة مصممة خصيصًا من أجل تهديد هذه الخصوصية بالتحديد.

عبر برمجية "بيغاسوس"، باتت إسرائيل تمتلك حضورًا، رسميًا كان أو غير رسمي، في مراكز التحكم العسكري لشركاء غير تقليديين، كما يقول بعض الباحثين، ومن بينها السعودية والإمارات العربية المتحدة

فوفق أحد الحاضرين لذلك الاجتماع، فإن المسؤولين في مجموعة NSO قد أعلنوا بأن لديهم القدرة، عبر مكالمة فائتة واحدة وحسب على واتساب، أن يخترقوا أي هاتف ويزرعوا فيه برمجية خبيثة تعرف باسم "بيغاسوس" (Pegasus)، والتي يمكن أن تخترق أعمق أسرار أي جهاز آيفون.

اقرأ/ي أيضًا: إدوارد سنودن: السعودية استعانت بخبرات إسرائيلية لتعقب خاشقجي والتجسس عليه

وبغضون دقائق وحسب من المكالمة الفائتة، يبدأ الجهاز بكشف كل المحتوى السري، الذي يظهر على شاشة حاسوب قد يكون على الطرف الآخر من المعمورة. ثم يبدأ بنقل أخطر التفاصيل من الجهاز، مثل الرسائل الخاصة والموقع، مع إمكانية تشغيل الكاميرا والمايكروفون للتلصص على اللقاءات والأحاديث.

البرمجية بذاتها ليست جديدة، فهي تحديث لتقنية طورت منذ عقد من الزمن، وقد بلغ الاهتمام بها وبخطورتها أن قامت وزارة الدفاع الإسرائيلية نفسها بالإشراف على مبيعاتها. لكن هذا الاختراق الجديد لتطبيق واتساب يعد "ثغرة" جديدة ومخيفة، وتمثل، وفق شخص مطلع من الشركة، "نقطة ترويج عظيمة للبرمجية".

فهذا الاختراق بمثابة "عرض مبيعات" من الشركة للحكومات المهتمة بالتجسس على مواطنيها حول العالم، وهو ما يجعل الشركة تقدّر قيمتها السوقية بحوالي مليار دولار أمريكي. ويدعي المهندسون العاملون مع الشركة أنهم يمتلكون القدرة على تجاوز أي عائق أمني تضعه الشركات التقنية الكبرى، وعلى رأسها شركة أبل. ولم نحصل من شركة أبل على تعليق لتوضيح مدى صحة هذا الادعاء.

 وفي أحد المعارض الاستثمارية في لندن في نيسان/أبريل الماضي، ادعت شركة NSO الإسرائيلية أن التحديثات الأمنية في أبل لم تعالج نقاط الضعف التي يمكن لبرمجية بيغاسوس استغلالها، ورغم التحديثات العديدة التي تجريها الشركات التقنية مثل أبل، إلا أن لشركة NSO سجلًا موثقًا في اكتشاف الثغرات في أجهزتها والقدرة على اختراقها.

ويعد بيع هذه التقنيات المؤثرة والمثيرة للجدل من أدوات السيطرة الدبلوماسية في يد إسرائيل. فعبر برمجية "بيغاسوس"، باتت إسرائيل تمتلك حضورًا، رسميًا كان أو غير رسمي، في مراكز التحكم العسكري لشركاء غير تقليديين، كما يقول بعض الباحثين، ومن بينها السعودية والإمارات العربية المتحدة. فرغم أن كلتا الدولتين لا تعترفان بدولة إسرائيل رسميًا، إلا أن بنيامين نتنياهو لا يكاد يترك فرصة من دون التلميح لذكرهما في معرض التأكيد على العداء المشترك مع هذه الدول ضد إيران وما يتطلبه ذلك من تعاون على المستوى الأمني والقدرات الاستخبارية.

وما تزال الحكومة الإسرائيلية تنأى عن الحديث بشكل علني عن علاقتها مع شركة NSO. لكن أفيغدور ليبرمان، الذي كان مسؤولًا عن إدارة مبيعات هذه الشركة، قال بعد استقالته من منصبه كوزير للدفاع: "لست متأكدًا إن كان هذا هو الوقت المناسب لمناقشة هذه المسألة.. أعتقد أن لدي مسؤولية تجاه أمن دولتنا، وعلاقاتنا المستقبلة"، وأضاف: "لم يعد سرًا اليوم أن لدينا قنوات اتصال مع جميع الدول العربية الحديثة، وأعتقد أن هذه أخبار جيدة".

تقول شركة NSO إن برنامج بيغاسوس استخدم من قبل عشرات الدول لمنع هجمات إرهابية، واختراق عصابات المخدرات والمساعدة في إنقاذ الأطفال المختطفين. لكن بحسب قضيتين رفعتا على الشركة في إسرائيل وقبرص، وبناءً على تحقيقات أجرتها مجموعات حقوق الإنسان، يبدو أنها تتبعت البرنامج الحاسوبي لهواتف صحفيين ومعارضين ومنتقدين للحكومات من المكسيك حتى المملكة العربية السعودية، من بينهم باحث في منظمة العفو الدولية، وزوجة صحفي مكسيكي مغدور ونشطاء في مكافحة الفساد. ومع تزايد نفوذ الشركة، تعقبت مجموعة باحثين في جامعة تورنتو برنامج بيغاسوس. ويعتقدون أنه استخدم في 45 دولة منها البحرين والمغرب والمملكة العربية السعودية والإمارات.

وتحقق الشركة نصف أرباحها في الشرق الأوسط، وفقًا لمستثمر حضر عرض نيسان/أبريل الماضي. وعلى الرغم من أن الشركة أخبرت الحاضرين بأن لديها تعاقدات مع 21 دولة في الاتحاد الأوروبي. فقد أصبحت تكنولوجيا شركة NSO بمثابة سلاح فعال في الحروب والعداوات التي تستهلك الشرق الأوسط. تقول القضية المرفوعة على الشركة في إسرائيل، إن الإمارات، وهي أحد زبائن الشركة، طلبت من ممثلي الشركة اختراق الهواتف المحمولة لأمير قطر وأمير سعودي منافس ومحرر في صحيفة معارضة في لندن. وسلط مقتل جمال خاشقجي، كاتب الرأي في صحيفة واشنطن بوست، في إسطنبول من قبل فريق اغتيال تابع للحكومة السعودية، مزيدًا من الضوء على نشاطات الشركة.  

عمر عبد العزيز، المعارض العلني للحكومة السعودية والمقيم في كندا وأحد أصدقاء خاشقجي، ادعى في إحدى القضايا المرفوعة على الشركة في إسرائيل، أن هاتفه اخترق من قبل Pegasus، واستخدم البرنامج لتعقب محادثاته مع خاشقجي قبل مقتله في تشرين الأول/أكتوبر. وقدمت الشركة ردًا مراوغًا تقول فيه إن برمجياتها لم تستخدم من قبل أي من عملائها لاختراق هاتف خاشقجي نفسه، وأنها لا تبيع منتجاتها إلا للدول المسؤولة بعد فحص دقيق، وبموافقة من الحكومة الإسرائيلية.

رفضت الشركة التعليق على الأمر علنًا. لكن وردًا على سؤال استخدام برمجياتها من قبل العملاء لمراقبة المعارضين والصحفيين بدلًا من الأهداف الإرهابية المشروعة، قال شخص مطلع على أعمال الشركة إنها لا ترى البيانات التي يجمعها عملاؤها. بل حتى صممت جدارًا ناريًا بين برنامجها الذي يخضع للتحديث والصيانة الدورية، والبيانات التي يجمعها، والتي تخزن في خوادم منفصلة في بلد العميل. وقال المصدر، إن الشركة رفضت عروض عمل محتملة تقدر بـ 150 مليون دولار في السنوات الثلاث الماضية، ورفضت السعي لعقد صفقات أخرى تقدر بـ 250 مليون دولار، على إثر العمل الذي تقوم بها تباعًا لتقارير اللجنة الأخلاقية، التي تفحص الحكومة التي يتبعها العميل، وأجهزتها، ومخاطر حقوق الإنسان فيها، ووكالة التجسس نفسها التي طلبت المنتج، وذلك بحسب المصدر. إلا أن هذه التأكيدات والتطمينات، تكاد لا تقنع أحدًا من نقاد الشركة.

يقول علاء محاجنة، محامي حقوق الإنسان المقيم في القدس، والذي يمثل السيد عبد العزيز ومجموعة من الصحفيين والنشطاء المكسيكيين في قضيتين ضد الشركة، "حديث الشركة عن حرصها في اختيار عملائها هو مجرد مزحة، لأن لديها عقودًا بالفعل مع دول لديها سجلات حقوق إنسان سيئة للغاية مثل المملكة العربية السعودية". ووفقًا لمصدر مطلع على أعمالها، اعتادت NSO بيع القدرة على اختراق الهواتف المحمولة في أي جزء من العالم - ومؤخرًا باستخدام واتساب- ضمن حدود جغرافية تقررها الحكومة الإسرائيلية. مما يعني أن وكالة تجسس في بلد ما، بإمكانها نظريًا اختراق هواتف خارج نطاق صلاحياتها القضائية.

في وقت مبكر من أيار/مايو الجاري، اكتشف المهندسون في واتساب الثغرة في التطبيق، التي كانت تستغلها شركة NSO، وبدأوا في إصلاحها الأسبوع الماضي، بحسب الشركة. بعدها أطلقت تحديثًا لمستخدميها البالغ عددهم 1.5 مليار مستخدم، يوم الإثنين لإغلاق الثغرة تمامًا. قال مصدر مطلع على التحقيق الداخلي في واتساب "يحمل هذا الهجوم كل العلامات المميزة لشركة خاصة عرف عنها عملها مع الحكومات لزرع برنامج تجسس، عرف عنه استيلاؤه على مهام نظام التشغيل في الهاتف المحمول. ونحن قلقون للغاية من إساءة استخدام مثل هذه الإمكانيات".

تلف NSO التي تتمتع بنفوذ لا يضاهى، نفسها بستار السرية، وحتى وقت قريب لم يكن لديها موقع إلكتروني، ونادرًا ما تحدث مؤسسوها، شاليف هوليو وعمري لافي مع الصحافة. قال السيد لافي في مقابلة له مع صحيفة فايننشال تايمز عام 2013، إن إبقاء الشركة خاصة سمح "للأمور السرية بأن تبقى سرية". لكن لقاءات مع أكثر من خمسة مسؤولين إسرائيليين وعدد من الأشخاص المنخرطين في عمل الشركة، ووثائق المحاكمات في إسرائيل ومحاضر الشرطة والمستثمرين القلقين، تظهر كفاح الشركة لإتمام تحولها من شركة تعمل في هامش صناعة التكنولوجيا الهجومية الإسرائيلية، إلى شركة رابحة ومستعدة لكشف أسرارها في عروض الاستثمار ومفاوضات الشراء. قدرت قيمة الشركة بحوالي 1 مليار دولار في عملية استحواذ بالاستدانة جرت مؤخرًا من قبل صندوق Novalpina Capital، وهو صندوق أسهم خاصة مقره المملكة المتحدة.

أطلقت الشركة حملة لإعادة ترميم سمعتها، التي تضررت إلى حد أن قرضًا بمقدار 510 مليون دولار خصص لدعم عملية صندوق Novalpina للاستحواذ على الشركة بالاستدانة، فشل في جذب المشترين، حتى بعد محاولة بيعها مقابل 90% من سعرها مع معدل فائدة بلغ 9.5%. بالتأكيد فإن عقود الشركة مع الحكومات في جميع أنحاء العالم مدرة للربح، فقد أفادت بتحقيقها أرباحًا بلغت 251 مليون دولار عام 2018، بهامش بلغ 128 مليون دولار، بعد أن حققت 109 مليون دولار عام 2014، وفقًا للعرض الذي أقامته للمستثمرين.  

وبلغ تدفق المال الحر في 2016، 80 مليون دولار. وتجني الشركة حوالي 10% من أرباحها من بيع سيارات فان تحمل معدات لاستخلاص البيانات من موقع الهدف. و10% أخرى من أرباحها تجنيها من منتج يدعى Landmark، والذي يتعقب الموقع الفعلي للهاتف المحمول. لكن الأكثر مبيعًا بين منتجات الشركة هو Pegasus الذي يحقق ثلاثة أرباع عائدات الشركة. والإصدار الأخير من البرنامج جذاب للغاية بالنسبة للحكومات. في منتصف 2017، وفقًا لنص شكوى قدمت للشرطة في إسرائيل وبحسب رجل أعمال أوروبي شارك في عرض البيع، سافر ممثل الشركة إلى قبرص للقاء مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى، من بينهم مسؤول رفيع في الاستخبارات، لم يوافق رجل الأعمال على ذكر اسمه.

في قاعة المؤتمرات في فندق الفورسيزون بمدينة ليماسول، أحضر ممثلو الشركة هاتف آيفون جديد تمامًا وأظهروا للسعوديين السرعة التي يمكنهم بها اختراق كاميرا الهاتف والمايكروفون فيه. كانت النسخة التي يسوقون لها تحمل اسم Pegasus 3، وبإمكانها اختراق الهاتف دون الحاجة لخداع المستخدم للضغط على رابط مزيف يخفي البرنامج، وتسوق له الشركة تحت شعار "تكنولوجيا الصفر نقرة". قال رجل الأعمال: "كانوا ما زالوا يناقشون السعر، حين قال لهم السعوديون إنهم يريدونه فورًا. ويقدر أن الحكومة السعودية دفعت 55 مليون دولار مقابل حصولها على القدرة على تعقب 150 هدفًا في نفس الوقت. لم يحصل رجل الأعمال على عمولته، ويسعى لرفع دعوى قضائية ضد وسيطين آخرين شاركا في الصفقة. تقول الشركة إنها لا تتحدث عن عملائها أو صفقات البيع.

وفقًا لرجل الأعمال، حصلت الحكومة السعودية كذلك على بعض "الأحصنة"، وهو الاسم التي تطلقه الشركة على برمجياتها الخبيثة من نوع حصان طروادة التي تستخدمها في هواتف أهدافها الذين تستهدفهم عبر نسخة Pegasus 2، وهي نفس النسخة التي تعقبها باحثو جامعة تورنتو في هاتف السيد عبد العزيز، صديق خاشقجي. وبالحديث عن ثغرة واتساب الجديدة التي حاولت الشركة الأم فيسبوك إصلاحها عبر تحديثها الجديد. يقول جون سكون رايلتون، الباحث بمركز Citizen Lab في جامعة تورنتو: "إذا صح هذا الأمر، فهو مقلق للغاية لأنه يشير إلى أن نفس السلوك المتهور من قبل عملاء الشركة، الذي وثقه مركز Citizen Lab وآخرون، بإمكانه أن ينتشر بسهولة خارج الحدود. قد يؤشر هذا إلى ظهور آلية جديدة تمامًا وغير مسبوقة في عالم التجسس".

دفعت الحكومة المكسيكية 32 مليون دولار عام 2014 مقابل  Pegasus 2، وفقًا لعقد مع مكتب المدعي العام المكسيكي، ضمن ملفات القضية في إسرائيل. وجاءت هذه النسخة مع خدمة من شركة NSO تدعى رسالة الهندسة الاجتماعية المعززة، حيث ساعد ممثلو الشركة على خلق رسائل SMS جذابة، تزيد نسب فتحها من قبل الهدف، بحسب ما ذكرته أوراق القضية. هذه الرسائل هي جزء مركزي من القضيتين المرفوعتين ضد الشركة. بعد أيام من الاغتيال الغادر للصحفي المكسيكي خافيير فالديز في 2017، والذي كان ناقدًا لاذعًا للحكومة، تلقت أرملته رسالة عرضت تفاصيل عن مقتله. وقدر مركز Citizen Lab أنها على الأرجح كانت الرسالة التي حملت البرمجيات الخبيثة. تلقى السيد عبد العزيز في كندا رسالة تعرض عليه تتبع شحنة ما، وهي الرسالة التي قال مركز Citizen Lab إنه لديه ثقة كبيرة في أنها حملت البرمجيات الخبيثة.

اقرأ/ي أيضًا: نيويورك تايمز: أبوظبي تستعين بخبرات إسرائيلية للتجسس على قطر

على نفس النحو، تلقى آخرون ممن فحصهم مركز Citizen Lab، رسائل شخصية مفصلة خصيصًا. رفضت الشركة التعليق على هذا الأمر تحديدًا، لكنها قالت إن تحقيقها الداخلي يشير إلى أن البرنامج الذي تعقبه مركز Citizen Lab ليس Pegasus. وبحسب رجل الأعمال، تطلب إعداد تلك الرسائل عملًا مباشرًا بين العملاء وشركة NSO، عبر مكتب للمساعدة في قبرص عمل مباشرة مع وكالات التجسس المعنية. ويتعارض هذا مع ادعاء الشركة بأنها تبيع البرنامج بطريقة لا تسمح لها بمراقبة كيفية استخدامه أو معرفة المستهدفين به. وقال صندوق Novalpina  إن مراجعته الشاملة كشفت عن حالات قليلة من إساءة الاستخدام، وترى بأن شركات أخرى أو حكومات قد تكون هي المسؤولة عن آثار Pegasus  التي يدعي الباحثون أنهم تعقبوها في هواتف الصحفيين والمعارضين والنقاد. ما زالت القضايا المرفوعة ضد الشركة في إسرائيل في مرحلة جلسات الاستماع الأولية، لذا ما زال على الشركة أن تقدم مرافعتها الرسمية.

تلف NSO التي تتمتع بنفوذ لا يضاهى، نفسها بستار السرية، وحتى وقت قريب لم يكن لديها موقع إلكتروني، ونادرًا ما تحدث مؤسسوها، شاليف هوليو وعمري لافي مع الصحافة

في إسرائيل التي صنع جيشها هاتفه الآمن الخاص لضباطه، أصبحت قابلية الهواتف الذكية للاختراق قضية أمن قومي. لم يعد الكثير من المسؤولين رفيعي المستوى يحملون هواتف ذكية، وتفاخر ليبرمان، وزير الدفاع السابق، أمام الصحفيين والمراسلين بهاتف نوكيا قديم ومتصدع، يزيد عمره عن العشرة أعوام، يستخدمه للتواصل مع أسرته.  يقول سكوت رايلتون من مركز Citizen Labs: "تقول هذه الشركات للعالم، إنها صنعت هذه المنتجات لجعل العالم مكانًا أكثر أمنًا، لكن الأشخاص الذين يعرفون هذه الشركات يتوقفون عن استخدام الهواتف المحمولة، ولا يدل هذا على الأمان من وجهة نظري". لدى لافي وهوليو، مؤسسا NSO، شركة أخرى في نفس المجال، ومنتجها الرئيسي هو هاتف غير قابل للاختراق!