15-يونيو-2022

تثير الصفقة مخاوف لدى واشنطن (Getty)

أفادت مصادر مطلعة لصحيفة واشنطن بوست أنّ شركة الدفاع الأمريكية "إل ثري هاريس" (L3Harris) تعتزم الاستحواذ على برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس سيء الصيت. وأفادت المصادر أن فريقا من الشركة الأمريكية يجري محادثات مع مجموعة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية المدرجة في القائمة السوداء الأمريكية لإتمام صفقة الاستحواذ على برنامجها للتجسس على الهواتف "بيغاسوس".

أفادت مصادر مطلعة أنّ شركة الدفاع الأمريكية "إل ثري هاريس" (L3Harris) تعتزم الاستحواذ على برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس

صحيفة الواشنطن بوست في تعليقها على المعلومات التي تحصلت عليها قالت إن "الصفقة تعتبر محاولة لإنقاذ بعض أرباح الشركة الإسرائيلية التي تواجه ضائقة مالية خطيرة، من خلال بيع منتجها الأكثر قيمة لشركة ستحصر استخدامه على الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الموثوقين". لكن الكثير من المشاكل تحف إتمام الصفقة بين الشركتين الأمريكية والإسرائيلية حسب الصحيفة، بما في ذلك مواقف الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية.

وفي هذا الصدد، تحدث مسؤول رفيع في البيت الأبيض للصحيفة قائلا "إن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق بالغ من الصفقة المحتملة بين الشركتين، وإنها تثير مخاوف أمنية واستخبارية خطيرة للحكومة الأمريكية". وأضاف المسؤول في البيت الأبيض لصحيفة واشنطن بوست "إن الإدارة الأمريكية تعارض جهود الشركات الأجنبية للتحايل على عقوباتها، مشيرا إلى أن تعامل الشركات الأمريكية مع أي كيان أجنبي مدرج في القوائم السوداء لن يزيله تلقائيًا منها".

يذكر أنه في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2021 قامت وزارة التجارة الأمريكية بإدراج شركة "إن إس أو" الإسرائيلية المطوّرة لبرنامج بيغاسوس، على قائمة الشركات المحظورة؛ لأنها تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي. وبررت وزارة التجارة الأمريكية القرار حينها بأن الشركة "باعت برامج تجسس لحكومات أجنبية استخدمتها في استهداف مسؤولين حكوميين وصحفيين وغيرهم"، وطوّرت برمجية "مكّنت حكومات أجنبية من ممارسة قمع عابر للحدود، وهو ممارسة الحكومات الاستبدادية التي تستهدف معارضين وصحفيين وناشطين خارج حدودها السيادية لإسكاتهم".

إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق بالغ من الصفقة المحتملة بين الشركتين، حيث تثير مخاوف أمنية واستخبارية

جاء ذلك على إثر نتائج تحقيق نشرته صيف العام الماضي 17 وسيلة إعلامية دولية، وتوصل التحقيق أن برنامج التجسس بيغاسوس استخدم للتجسس على أكثر من 600 شخصية سياسية و85 ناشطًا حقوقيًا و65 صاحب شركة في دول عدة. وبمجرد اختراق برنامج التجسس بيغاسوس للهاتف فإنه يسمح للمستخدم بقراءة رسائل الأشخاص المستهدفين، والبحث في الصور والبيانات الأخرى، وتتبُّع مواقعهم، وحتى تشغيل كاميراتهم دون علمهم.