07-أكتوبر-2021

حدث كثير خلال ست ساعات من تعطل خدمات فيسبوك (Getty)

في وقت متأخر من مساء يوم الإثنين 4 تشرين الأول/أكتوبر، أصاب عطل شامل تطبيقات فيسبوك وخدماتها المختلفة جميعًا، بما فيها فيسبوك وإنستغرام، وواتساب، وماسنجر، حيث تم عرض رسالة لرواد تلك الخدمات تفيد بعدم توفّر الخدمة حاليًا. استمرّ هذا العطل حوالي ست ساعات كاملة، ما تسبب بإرباك كبير عالميًا بسبب الاعتماد الكبير للناس على تطبيقات فيسبوك للتواصل وأداء الأعمال.

طرأ الكثير في العالم خلال ستّ ساعات. مليارات ضاعت من قيمة فيسبوك وثروة رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ، وأسهم ارتفعت لمنصّات أخرى نزح إليها سكّان العالم الرقمي

وقد كان العطل الذي وقع في خدمات فيسبوك قبل يومين من بين أطول الأزمات التي عانت منها الشركة تقنيًا طوال الفترة الماضية، وهو ما فجّر العديد من التساؤلات حول تلك المنصّات نفسها، ومصير البيانات عليها، وهو ما دفع العديد من الكتّاب والمعلّقين إلى بدء الحديث عن "عالم ما بعد فيسبوك".

اقرأ/ي أيضًا: الأزمة عند زوكربيرغ والحفلة في تويتر.. كيف تفاعل العرب مع تعطّل فيسبوك؟

وقد طرأ الكثير في العالم خلال ستّ ساعات. مليارات ضاعت من قيمة فيسبوك وثروة رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ، وأسهم ارتفعت لمنصّات أخرى نزح إليها سكّان العالم الرقمي، فحصل "انفجار" في تويتر، وانضم عشرات الملايين إلى تطبيق تليغرام، وبدأ تطبيق "سيغنال" يدلّل على برنامجه الآمن، ورحّبت تويتر بالجميع "حرفيًا" في مضافتها الرقمية.

بعد ذلك بدأت الأمور بالعودة إلى طبيعتها. رجعت الحياة إلى فيسبوك، ثم إنستغرام وواتساب، ونشرت فيسبوك اعتذارًا لمستخدميها، أتبعته ببيان عبر مدونتها الرسمية تفسّر فيه ما حصل، وتقول إن سبب الانقطاع هو "تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم".

When did Facebook start? The story behind a company that took over the  world | The Independent | The Independent

لكن ما الذي يعنيه ذلك؟

يعني ذلك أن تحديثًا تقنيًا قد أوقف حركة الخوادم التي تربط المنصات بالمستخدمين، وبشكل كامل. أيّ أن التحديث أوقف جوهر الخدمة التي تقدّمها شركة فيسبوك عبر منصاتها.

وبعبارة أكثر تبسيطًا، فإن حركة البيانات "الترافيك" بين مراكز البيانات التابعة لشركة فيسبوك، قد تعرضت للشلل التامّ، ومراكز البيانات هي المباني التي تضمّ خوادم الشركة وبنيتها التحتية التقنيّة.

مراكز البيانات هي شريان عمليات فيسبوك، فهي التي تضخّ الحياة في كل ما تقوم به الشركة من عمليات عبر تطبيقاتها ومنصاتها المختلفة، بما في ذلك إنستغرام وواتساب، إضافة إلى عمليات الاتصال الداخلية في شركة فيسبوك، وهو ما جعل تدارك ما حصل وفهمه أكثر تعقيدًا وصعوبة.

فالانقطاع في حركة الترافيك لم تصب تطبيقات شركة فيسبوك وحسب، بل ومنعت موظفي فيسبوك أنفسهم من إرسال واستقبال الرسائل وما يلزم لإصلاح الخلل، داخليًا. كما حال ذلك دون دخول الموظفين المعنيين إلى الخوادم المتعطلة، والسبب هو أن بطاقة الموظف الذكيّة لم تعد تعمل مع الأبواب الإلكترونية المرتبطة بها. كل شيء تعطّل في فيسبوك في تلك الساعات، وبدت حال الشركة بأكملها كحال شخص ضيّع كلمة المرور الخاصّة به لحسابه، ولا يمتلك أي دليل على أنّه صاحب الحساب.

تعقّدت مهمة كوادر فيسبوك في حل المشكلة، نظرًا لوجود عائق "مادّي" أمامهم، يحول دون دخولهم إلى المباني التي تضمّ الخوادم وإعادة ضبطها واستعادة حركة البيانات فيها، ولم تنته هذه المعضلة إلى بعد أن توجّه فريق من خبراء فيسبوك لإعادة ضبط الخوادم الأساسية التابعة لها في سانتا كلارا في كاليفورنيا، بحسب ما كشفت صحيفة نيويورك تايمز، نقلًا عن ثلاثة أشخاص مطلعين على المسألة.

وقالت شركة فيسبوك في بيانها إنّه ليس هنالك ما يدلّ على أن أمن بيانات المستخدمين قد تعرضت لخطر الاختراق أثناء فترة التعطّل التي امتدت بضع ساعات.

تعقّدت مهمة كوادر فيسبوك في حل المشكلة، نظرًا لوجود عائق "مادّي" أمامهم، يحول دون دخولهم إلى المباني التي تضمّ الخوادم وإعادة ضبطها واستعادة حركة البيانات فيها

كما أكّدت الشركة أن جميع خدماتها قد عادت إلى العمل على منوالها المعتاد، واعتذرت لمستخدميها عن الإرباك الكبير الذي تسبب به الانقطاع، والذي تأثر به بشكل أكبر المؤثرون الناشطون على منصات شركة فيسبوك المختلفة من مختلف أرجاء العالم، ومؤسسات الأعمال التي تعتمد في عملياتها وتواصلها مع العملاء على واتساب أو ماسنجر، إضافة إلى أسواق الأسهم والمساهمين في الشركة، وفي مقدمتهم مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي للشركة، والذي قدم اعتذارًا شخصيًا على صفحته على فيسبوك.