26-يوليو-2017

لشرب القهوة طقوس خاصة عند عشاق الكافيين (يوري كورتاز/أ.ف.ب)

يعد شرب القهوة لكثير من عشاق الكافيين أحد الطقوس المهمة. في الواقع، يحكي تاريخ طقوس تناول القهوة حول العالم عن مشاهد حميمة من حياة شاربي القهوة السابقين. إذا تتبعنا القهوة إلى موطنها الأصلي، في إثيوبيا، سوف نكتشف أن إعدادها كمشروب كان يتم جزءًًا من مراسم، وكان يضاف إليه الأعشاب والتوابل التي تمنح الطاقة والصحة لمن يشربه، وفي هذه المادة المترجمة بتصرف عن موقع MIC الأمريكي جولة على بعض طقوس القهوة في العالم. 

كان إعداد القهوة في موطنها الأصلي إثيوبيا يتم كجزء من مراسم وكان يضاف إليه الأعشاب والتوابل التي تمنح الطاقة والصحة لمن يشربه

وبينما يتعجب كثير من الناس من الفوائد الصحية للقهوة، إلا أن أحدًا لم يفكر في استغلال فوائدها الصحية لتسويق المشروب حتى القرن التاسع عشر، حين استخدم أحد تجار البقالة جون أربكل الأدلة العلمية على الفوائد الصحية للقهوة في الإعلانات، ما ساعد أربكل في أن يجعل شركته، المهيمنة على سوق القهوة في الولايات المتحدة بأواخر القرن التاسع عشر.

توفر الدراسات اليوم أدلة متضاربة حول الآثار الصحية للقهوة، لكن لا يمكن إنكار تأثيرها الثقافي. نتعرض في هذا المقال لثلاثة طقوس قديمة تكشف أن المجتمعات السابقة رأت أيضا أن شرب القهوة تسلية مفيدة لأسباب مختلفة.

اقرأ/ي أيضًا:  كم كوب قهوة يمكنك أن تشرب يوميًا؟

1. أثيوبيا

في موطن القهوة، تعد مراسم تقديم القهوة الإثيوبية، التي يمكن أن تتكرر عدة مرات في اليوم، الحدث الاجتماعي الرئيس للقرية. مكوناتها الأساسية هي القهوة والماء، لكن قد يضيف الناس إليها بعض التوابل وفقًا للمكان.

عادة ما تحمص النساء حبوب البن الخضراء في مقلاة فوق لهب مكشوف أمام عيون الضيوف المترقبة. تدق بعد ذلك الحبوب في إناء خشبي، ثم تسحق قبل الإعداد بواسطة قضيب معدني ثقيل يسمى "زنيزينا" في وعاء معدني يدعى "موكيشا". ثم يغلى ناتج عملية الطحن في الماء الساخن بإناء مزين، غالبًا ما يكون من الطين، والمعروف باسم "جيبينا"، وغالبًا ما يضاف حبوب الهيل والقرفة والقرنفل إلى القهوة، التي تبدأ بالانشقاق (أو الطقطقة) عند التحميص.

وتستخدم القرفة عادة في الطب التقليدي كمصدر يحتوي بشكل كبير على المواد المضادة للأكسدة، كذلك فهي تحافظ على صحة القلب ووظائف المخ. أما القرنفل، وهو برعم زهرة عطرية، فهو يساعد في الحفاظ على قوة جهاز المناعة، وسهولة الهضم وصحة الكبد. تقدم القهوة بعد إضافة القرفة والقرنفل، مع الشعير المحمص، أو خبز أماشا، أو الفول السوداني أو الفشار.

لتوفير الإحساس بطقوس القهوة القديمة في إثيوبيا داخل المنزل، عليك باستضافة مجموعة من الأصدقاء وتقديم كثير من القهوة، يجب أن يسري المشروب بسلاسة مثل الأحاديث الجميلة المصاحبة.

تقدم القهوة في أثيوبيا بعد إضافة القرفة والقرنفل، مع الشعير المحمص أو خبز أماشا، أو الفول السوداني أو الفشار

اقرأ/ي أيضًا: كيف تستيقظ جيدًا دون كافيين؟

2. الهند

الهند هي سادس أكبر منتج للقهوة في العالم، تقول الأسطورة أنه قبل 400 سنة، جلب قديس يدعى بابا بودان الحبوب السحرية من اليمن، وزرعها في تلال تشادراجيري في ولاية كارناتاكا. ظلت القهوة والتوابل شركاء حميمين لفترة من الوقت، نظرًا لأن العديد من مزارع القهوة في الهند تُنبت التوابل أيضًا.

وفي حين أن لبن الكركم، أو "هالدي دود"، هو مشروب خالٍ من القهوة، إلا أنه يستخدم بكثرة في طقوس مختلفة في جميع أنحاء الهند. وغالبًا ما يتم إعداد "الحليب الذهبي" طازجاً، فيسخن حليب جوز الهند المشوي والكركم والزنجبيل والعسل وزيت جوز الهند والفلفل وكوب من الماء إلى درجة حرارة دافئة ثم يترك لمدة 10 دقائق. ويطلق عليه غالبًا اسم علاج جميع التوابل، ويعتقد أن الكركم مفيد للبرد بوجه عام باعتباره مضاداً للالتهابات ومضاداً للأكسدة في الطب الأيروفيدي. ويستهلك مشروب الكركم عادة في الليل لعلاج الأرق والالتهاب.

وقد زادت عمليات الطلب على الكركم بنسبة أكثر من 300% في عام 2015، وتعد المشروبات القوية هي الاتجاه الصحي، والذي انتشر بسرعة في الغرب، ما سهل لها طريقاً إلى المقاهي المتخصصة وواجهات محلات العناية الصحية. فما رأيك أن تحاول بنفسك إعداد وصفة تقليدية في المطبخ الخاص بك؟

في شبه الجزيرة العربية بدأت القهوة كمشروب للمتصوفين الذين شعروا أنها تزيد من تركيزهم وعمق اتصالهم الروحي مع الله

3. شبه الجزيرة العربية

في الحجاز بدأت القهوة كمشروب للمتصوفين، شعر المتصوفون عبر شبه الجزيرة العربية أن القهوة تزيد من تركيزهم وعمق اتصالهم الروحي مع الله، وكان اليمنيون من أطلق على القهوة اسمها العربي.

المكونات الرئيسة في المشروبات التي غذت النتاج الفكري للمتصوفين المجتمعين كانت المياه والبن والهيل، ويُعتقد أن الهيل يساعد في الهضم والتخلص من السموم. ولصنع قهوة، يضاف البن إلى الماء ويترك ليغلي لمدة 10 دقائق تقريبًا. ثم يضاف الهيل المسحوق مع رشات من الزعفران إلى المشروب لمنحه النكهة، ويترك منقوعاً.
والجدير بالذكر أن أرابيكا، واحدة من أنواع القهوة المزروعة الأكثر شعبية والأهم، حصلت على اسمها من هذه المنطقة. حيث نمت أرابيكا في المرتفعات قبل أن تنتشر في نهاية المطاف بمصر، ثم أصبحت المشروب المهيمن في أوروبا بالقرنين السادس عشر والسابع عشر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

انفوجرافيك: كيف تستيقظ/ين جيدًا دون كافيين؟

أغذية تساعدك في التغلّب على القلق