26-أبريل-2021

لوحة لـ جيمس هافارد/ أمريكا

برولوغ

 

يجذبه موتٌ صغيرٌ داخل هذه الحمرة، نحو شاطئ النّهار، حيث النّسمات تحمل الضّوء أمواجًا، لا شمس الحقيقة تصمد أمام مرور الوقت، ورائحة شهوةٍ تطبخها نار المغيب.

 

في تلك السّاعة، كادت رعشةٌ أن تخطف قلبه، أصفى من الكلمات، التي يداعب

الآن حروفها المدبّبة، بطرف أصبعٍ يستلذّ قطرات الدّم الصّدئ؛

لم تكن سوى الكتابة، أكثر إيلامًا من نظرةٍ ساحرةٍ، أكثر لذّةً من شفرة مقصلةٍ.

 

I

 

العاشق يحمل في فمه جمرةً باحثًا عن ثغرة

تتقاسمه الالتهاب. من هنا القبلة تأخذ

ضرورة وجودها، مفتاح حلقة الجحيم

الثّانية؛ العاصفة الجهنّمية التي لا تهدأ،

أبدًا ترهق المعذّبين.

 

طوبى للفم يقع على فمك. بين الرّقّة والجرح

الجماليّ الصّارخ، بين اللّزوجة والطّعم اللّاذع

للحريق، الشّفة، مسافة عبورٍ

ممتنعٍ.

 

هي القبلة لعنة بابل. لأن يخدع الله،

يبتر اللّحم ألسن مليون فمٍ؛ ولا غواية

تنطلي على جسد الأسطورة.

 

III

 

عادة المساء أن يتحسّس الصّمت جسد السّماء فينتصب إثرها زغب شاعرٍ.

 

V

 

العين مشرط الحدث، أنظر، من لعقةٍ إلى لعقةٍ،

للّسان أعباؤه الخاصّة، يتلمس في العماء، أثر الصّوت:

 

لغةٌ موحّدةٌ تهمسها الأصابع؛ الخدعة.

 

VII

 

الخراباتٌ تدغدغ الحياة بطرف لسانها

المخادع، والبيوت الهانئة تعوّذ من أشباح

موتٍ جدرانها بآلام الولادة.

 

قال الماخور: لا عداء لي لأحدٍ، لست أنا

الذي استمنى على وجه الضّحيّة!

 

X

 

يملأ الهواء رئته بومضة عريك، والكلمة تأبى الخروج،

دون أن تجرح الحلق مدية اللّحم؛ أنت الآن شاعرٌ

 

أنت الآن على وشك أن تقذف: قصيدةً.

 

إيبيلوغ

 

البحيرة حيث أغرق،

قطرة خيالٍ:

 

الرّغبة تعضّ يد الرّغبة،

اللّحم ينصب خطاطيف لّلحم الآخر.

 

هو الجوع

لحظةً

ذلك الذي نسمّيه قصيدةً.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عواءٌ بنصف فم

صادق هدايت: الغرفة المظلمة