31-ديسمبر-2021

برز اسم وانغ يي في الدبلوماسية الصينية في 2021 (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

نستعرض معكم في هذا التقرير أبرز  الأسماء وفِرق التفاوض التي برزت في "عوالم الديبلوماسية والسياسة الخارجية" في العام 2021.

ثعلب الصين الفضي وانغ يي

وانغ يي: الصين لن تخشى مواجهة مع امريكا - قناة العالم الاخبارية

في وقت بدأت فيه الصين بالاشتباك تدريجيًا مع ملفات السياسة العالمية باتباع سياسة أكثر تدخلًا وأقلّ إحجامًا برز اسم وزير الخارجية الصيني الحالي وانغ يي الذي أطلقت عليه بعض وسائل الإعلام الصينية لقب "ثعلب الصين الفضّي" بسبب "نظراته القوية وحماسه منقطع النظير في الدفاع عن مواقف بلاده وسرعة بديهته في الرد على الانتقادات الموجهة للصين"، خاصة حول قضية اضطهاد الإيغور المسلمين وقضية تايوان. وهو ما أكسبه مناصرين على المستوى الشعبي داخل الصين.

في وقت بدأت فيه الصين بالاشتباك تدريجيًا مع ملفات السياسة العالمية باتباع سياسة أكثر تدخلًا وأقلّ إحجامًا برز اسم وزير الخارجية الصيني الحالي وانغ يي

 ومن بين تصريحاته التي لاقت رواجًا إعلاميًا كبيرا قولُه نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري "إن الصين لن تخشى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية"، كما كان وانغ يي حاضرًا في معظم أحداث 2021 الكبيرة بتصريحات تعكس توجهات الصين الجديدة على مستوى السياسة العالمية. ففي أفغانستان حرص وزير الخارجية الصيني على انتهاز فرصة مغادرة الولايات المتحدة للبلاد بدعوته لرفع العقوبات عن أفغانستان بعد اتصال أجراه مع القيادي في طالبان عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء افي أفغانستان حاليًا.

كما أصبحت الصين خلال إدارته لوزارة الخارجية أكثر حرصًا على الحضور في الشرق الأوسط ومنافسة الولايات المتحدة  في  منطقة الخليج العربي، ولعلّ الأزمة الأخيرة بين واشنطن والإمارات فيما يخص صفقة طائرات أف 35 والتي مردّها الهواجس الأمريكية حيال حضور الصين في الإمارات والتعاون بينهما في مجال تكنولوجيا الاتصالات، أفضل مثال على التغلغل الصيني في المنطقة. وبالنظر إلى الجولات الخارجية التي قام بها طيلة وجوده في منصبه والتي قادته شرقًا وجنوبًا بالأساس، يتّضح حانب أيضًا من التغيرات التي طالت السياسة الصينية من جهة، وجانب من فاعلية الشخصية المكلّفة بإدارة تلك السياسة الخارجية من جهة ثانية.

هذا إلى جانب مشاركته الفاعلة في ملفي كوريا الشمالية والعلاقات الأمريكية الصينية، والتي جعلته يحتفظ بمنصبه في التعديل الوزاري الذي شهدته الحكومة الصينية منتصف مارس 2018، بل وكشكل من أشكال المكافأة له أضيف له منصب مستشار في مجلس الدولة، ليصبح بذلك "أعلى مسؤول في السياسة الخارجية في الحكومة الصينية الحالية"، وهو أمر غير معتاد في الصين، خاصة أن منصب عضو مجلس الدولة أرفع مرتبة من منصب الوزير .

يشار إلى أن وزير الخارجية الحالي وانغ يي البالغ من العمر 65  عامًا يشغل منصب وزير الخارجية منذ 2013. وقبل ذلك عمل سفيرًا للصين في طوكيو ورئيسًا لمكتب شؤون تايوان الذي يتبنى سياسة الصين فيما يتعلق بتايوان المعروفة بسياسة الصين الواحدة، والقائمة على اعتبار أن "هناك صينٌ واحدة فقط في العالم، وأن تايوان جزءٌ لا يتجزأ من هذه الصين".

ويتّفق الدبلوماسيون الأجانب الذين التقوا بوانغ على كونه صارمًا بالإضافة إلى أنه يمكن مع ذلك أن يكون دمثًا وجذابًا. وواجه وانغ يي نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن مرتين كانت الأخيرة منهما في روما على هامش قمة لزعماء العشرين نهاية شهر تشرين الثاني/أكتوبر 2021، حيث أبلغ بلينكن نظيره الصيني أن الولايات المتحدة "تعارض الإجراءات التي اتخذتها بكين وتسببت في تصعيد التوتر عبر مضيق تايوان". أما اللقاء الأول الذي جمعهما فكان في آذار/مارس الماضي في ألاسكا، حيث وجّه وقتها الوفد الصيني "توبيخًا" للجانب الأمريكي أمام الصحفيين.

أنتوني بلينكن

كلينتون تمازح بلينكن بتغريدة بعد مصادقة الشيوخ عليه كوزير للخارجية - CNN  Arabic

بعد مرور عام على تعيينه وزيرًا لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية، برز اسم أنتوني بلينكن كأحد أهم الشخصيات الدبلوماسية في مجريات أحداث عام 2021، وبشكل خاص ملف إيران النووي وقيادة المفاوضات في فيينا للعودة إلى الاتفاق الذي نفض ترامب منه يديه.

وسبق لموقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) ، في هذا الصدد أن قال بأن بلينكن "مؤيد للدبلوماسية مع إيران" و"داعم قوي لإسرائيل"، الأمر الذي سيجعل على عاتقه مسؤولية كبيرة هي ضبط إيقاع تحركاته في ظل المعارضة الشديدة من طرف إسرائيل لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران وتهديدها أكثر من مرة باللجوء إلى الخيار العسكري، وإعلانها صراحة أنها غير ملزمة بأي اتفاق تمضيه واشنطن مع طهران، خاصة في ظل حرص الأخيرة على العودة إلى الاتفاق شريطة رفع العقوبات المفروضة عليها. وهو المطلب الذي يبدو أن واشنطن مقبلة على تلبيته في الجولة الثامنة من المفاوضات التي انطلفت بداية الأسبوع الجاري.

الإعلام الأمريكي اعتبر أن اختيار بلينكن لمنصب وزير الخارجية، وهو مساعد بايدن السابق للسياسة الخارجية ومستشار الأمن القومي السابق أيضًا، هو تأكيد على "رغبة بايدن في العودة مجددًا لمعايير واشنطن التي خرقها سلفُه دونالد ترامب"، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بكل من روسيا والصين وملف إيران النووي. ولذلك رأت وسائل الإعلام الغربية في تعيين شخصية كبلينكن "تعيينًا تقليديًا" لا يشي بجديد، نظرًا لكونه يدور في دائرة "بايدن أوباما"، وبالتالي يمتلك "رؤية متطابقة بشأن ملفات السياسة الخارجية مع ساكن البيت الأبيض الحالي".

وترتكز هذه الرؤية أساسًا على "إعطاء الأولوية للتحالفات الدولية، والعودة للاتفاق النووي مع إيران، والانخراط مجددًا في المعاهدات والمنظمات متعددة الأطراف والدعم القوي لإسرائيل". ومن الواضح بعد مضي عام على توليه المنصب أن بلينكن يُسابق الزمن لتنفيذ هذه الرؤية، خاصة بعد تسوية الأزمة الخليجية في الشرق الأوسط والانسحاب من أفغانستان والدفع نحو إحياء الاتفاق النووي في مفاوضات فيينا والتركيز على الصين كتحدي رئيسي تجاريًا وعسكريًا.

يشار إلى أن بلينكن التحق في العام 1994 بعضوية مجلس الأمن القومي التابع لإدارة الرئيس بيل كلينتون في البيت الأبيض، وعمل في الكونغرس كبيرًا للموظفين الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بين عامي 2002 و2008.

وفي سنوات رئاسة باراك أوباما شغل مناصب عديدة بينها منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس آنذاك بايدن، ونائب مستشار الأمن القومي ونائب وزير الخارجية، ويُصنّف بلينكن باعتباره "وسطيًا".

الوفد المفاوض عن حركة طالبان

صعود الملا عبد الغني برادر... من المنفى إلى القيادة السياسية لطالبان

منذ 9 سنوات تقريبًا، وبالتحديد بعد افتتاح مكتب لحركة طالبان في الدوحة، حزيران/يونيو 2013، تشكّل وفد الحركة الذي فاوض بالنيابة عنها الأمريكان وحكومة أشرف غني، حتى تاريخ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وسقوط كابل بيد طالبان في 15 آب/أغسطس 2021.

وكان لافتًا للانتباه، أن وفد الحركة التي تمسّكت بالخيار العسكري لتحرير البلاد من الغزو الأمريكي، تميز بنفس دبلوماسي وسياسي طويل، مكّنها في الأخير من العودة للحكم بعد 20 عامًا.

أسماءٌ عديدة برزت في الوفد الأفغاني المفاوض، لكن أحدهم كان الأكثر بروزًا وتأثيرًا، ويعود له الفضل في تليين موقف الحركة والدفع بالمفاوضات قدمًا إلى نهايتها، وهو الملا عبد الغني برادر الذي وقّع بالنيابة عن الحركة في شباط/فبراير من عام 2020، اتفاق الدوحة الذي "التزمت فيه الولايات المتحدة بمغادرة أفغانستان، على أساس أن تدخل طالبان في ترتيب لتقاسم السلطة مع حكومة الرئيس أشرف غني في كابل"، قبل أن تنهار القوات الحكومية بشكل دراماتيكي ويفرّ أشرف غني إلى الإمارات تاركًا السلطة بيد طالبان. الأمر الذي أحدث صدمة لدى الأمريكان الذين كانوا يراهنون عليه وعلى الجيش الأفغاني الذي تولّوا تدريبه وتكوينه وأنفقوا مليارات الدولارات على عتاده.

يوصف الملا عبد الغني برادر بالقيادي الهادئ، كما يعرف أيضًا بحرصه على محادثات السلام، فقد كان الملا برادر، حسب المصادر، حريصًا على المفاوضات التي انطلقت بين الحركة والحكومة الأفغانية عاميْ 2004 و2009، وشكّل اعتقاله في شباط/فبراير 2010 في مدينة كراتشي بباكستان ضربةً قاصمة للمفاوضات التي بدأها مع الرئيس السابق لأفغانستان حامد كرزاي الذي ينتمي لنفس قبيلة برادر "قبيلة بوبل زاي الشهيرة في الولايات الجنوبية". وتقول المصادر إن المفاوضات التي خاضتها الحركة حينها مع الحكومة كانت تهدف بالأساس إلى وضع شروط استسلام حركة طالبان للحكومة الأفغانية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة،  لكن باعتقال الملا برادر، الذي تم بالتنسيق بين المخابرات الباكستانية والأمريكية، توقفت عملية المفاوضات مع الحكومة الأفغانية لمدة 10 سنوات، قبل أن تُستأنف في الدوحة عام 2013.

وبعد مطالبات كثيرة من حامد كرزاي للحكومة الباكستانية بإطلاق سراح برادر، أُفرج عنه بطلب من المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان حينها زلماي خليل زاد، وذلك من أجل القيام بدور في محادثات السلام بين الأمريكان والحركة، بسبب سلطته وسمعته وقدرته على التفاوض، وبالفعل تم تعيينه فورًا بعد الإفراج عنه نائبًا للشؤون السياسية، ورئيس المكتب السياسي لطالبان.

وبحسب المعلومات الواردة من واشنطن فقد مثّل إطلاق سراح عبد الغني برادر فارقًا في لهجة المفاوضات، فقبل إطلاق سراحه كانت المناقشات محتدمة حول الضحايا المدنيين، حيث اتهم كل طرف الآخر بارتكاب أعمال وحشية، لكن غالبًا عندما تصل المحادثات إلى طريق مسدود، كان يمكن الاعتماد على الملا بارادر للتدخل وتسهيل تحقيق اختراق، لأنه لم يكن إقصائيًا، وكثيرًا ما كان يصمت للسماح لأعضاء الوفد الآخرين بالتحدث.

يشار أخيرًا إلى أنه بعد سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان عُيّن الملا عبد الغني برادر نائبًا لرئيس الوزراء، وهو ذات المنصب الذي شَغَله في الحكومة الأولى لطالبان من عام 1996 إلى عام 2001، وخلال الفترة التي قضّتها الحركة خارج الحكم تولى الملا عبد الغني برادر لـ20 عامًا رئاسة مجلس القيادة، واعتُبر على الدوام عقل الحركة والرجل الثاني فيها في حياة مؤسس طالبان الملا محمد عمر الذي أَطلق عليه لقب "برادر أي الأخ" لقربه منه.

 الدبلوماسية القطرية وفاعليتها في عام 2021

وزير خارجية قطر يبحث في واشنطن مستجدات الشرق الأوسط | الخليج أونلاين

أبانت الدبلوماسية القطرية في العام 2021 عن فاعلية كبيرة، وكانت الوساطة في الملف الأفغاني أبرز منجز لتلك الدبلوماسية في العام 2021، فضلًا عن وضع حدّ للأزمة الخليجية التي طُويت صفتحها في قمة العلا دون أن ترضخ الدوحة لأي شروط كما كانت تطالب بذلك دول الحصار، وبشكل خاص الإمارات.

بالنسبة للملف الأفغاني فقد مثّل افتتاح مكتب سياسي لحركة طالبان تحولًا جذريًا في مسار الأحداث الأفغانية، حيث حملت الدوحة على عاتقها مسؤولية التقريب بين بين الحركة والولايات المتحدة، وتبيّن مع مرور السنوات أن قطر تملك بالفعل الأدوات الدبلوماسية الكفيلة بحث الطرفين ودفعهما إلى الجلوس على طاولة واحدة وطرح مطالبهما.

فتحولت اللقاءات غير المباشرة إلى جلسات حوار مباشرة التقى فيه المسؤولون الأمريكيون بالمسؤولين في طالبان وجهًا لوجه، وكان ذلك الأمر بمثابة مؤشر قوي على أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح، حيث أثمرت جهود قطر الدبلوماسية والحوار المباشر بين الطرفين إلى توقيع اتفاق تاريخي في 29 شباط/فبراير 2020، سمّي باتفاق الدوحة. ونصّ الاتفاق المذكور على إكمال انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان في 31 آب/أغسطس أب 2021، مقابل تعهدات من طالبان أبرزها الدخول في مفاوضات سياسية مع حكومة كابل، ومنع أي حركة مسلحة من استغلال الأراضي الأفغانية لشن هجمات على الولايات المتحدة.

ومع خروج الحكومة الأفغانية من اللعبة بعد استيلاء طالبان على الحكم برزت الحاجة أيضًا من جديد إلى الوساطة القطرية للتقريب بين طالبان والغرب وتبديد المخاوف،  فأرسلت حركة طالبان وفدًا إلى قطر "لإجراء محادثات حول تشكيل حكومة مستقبلية في أفغانستان".

رسّخت الدوحة وجودها في أفغانستان بعد ذلك بتشغيل مطار كابل وبتمثيل المصالح الدبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول غربية أخرى، كما لعبت دورا محوريًا في عمليات الإجلاء.

وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك

آنالينا بيربوك أول وأصغر وزيرة خارجية في تاريخ ألمانيا؟ - BBC News عربي

لفتت وزيرة الخارجية الألمانية الجديدة أنالينا بيربوك الانتباه إليها، بدعوتها إلى الالتزام بدبلوماسية "موجّهة بالقيم" وبانتقادها "لسلبية ألمانيا إزاء فضائها الجيوسياسي والقضايا الدولية"، وعقب ترشيحها لمنصب وزيرة الخارجية في حكومة المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز، أجرت أنالينا بيربوك  سلسلة من المقابلات الصحفية، تسببت في إزعاج للبعض، خاصّة دعوتها الالتزام بدبلوماسية "موجهة بالقيم"، التي  تحمل في طياتها إشارات ضمنية إلى الصين وبيلاروسيا وروسيا.

ففي  مقابلة مع صحيفة "تاتس" (TAZ) مطلع كانون الأول/ديسمبر الحالي، قالت أنالينا بيربوك إن "الصمت الطويل المطبق لا يعد ضربًا من الدبلوماسية حتى لو كان البعض اعتقد ذلك خلال السنوات القليلة الماضية". وقد أثار تصريحُ أنالينا بيربوك هذا ردود أفعال عدة، أبرزها ذلك الذي أتى من الصين التي قالت إن العالم في حاجة إلى "من يشيد الجسور وليس من يشيد الجدران".

وباعتبارها وزيرة خارجية من حزب الخضر- الذي يعد من أقوى دعاة حماية المناخ- تُعلق الكثير من الآمال على بيربوك في هذا الإطار، وسبق لبيربوك أن قالت في مقابلة مع شبكة "أي أر دي" الألمانية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي "إن السياسة المناخية القوية في حاجة إلى سياسة خارجية أوروبية وألمانية ودولية نشطة."

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان

عبد اللهيان: الاسد هو القائد الكبير لمكافحة الارهاب التكفيري - elmarada

في ال 26 من آب/أغسطس عيّن حسين أمير عبد اللهيان وزيرا لخارجية إيران، وحينها توقعت مجلة ناشونال إنترست (National Interest) الأمريكية أنه سيلعب دورًا كبيرًا في "مآلات المفاوضات المعقدة المقبلة مع الدول الغربية لتخفيف العقوبات التي أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني"، خاصة أن الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي جعل نصب عينيه موضوع العقوبات ومفاوضات الاتفاق النووي.

وبحسب المعلومات القادمة من جولة المباحثات الثامنة في فيينا بين إيران والغرب فيبدو أن حسين أمير عبد اللهيان يؤدي دورا تسهيليًا بارزًا، خاصة أنه ظهر من خلال تصريحاته الأخيرة بمظهر الحريص على التوصل لاتفاق، فهو وعلى الرغم من كونه محافظًا يحظى بدعم المحافظين والحرس الثوري الإيراني، فإن مسؤولين غربيين يصفونه بكونه براغماتيًا، وتعامل مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين من قبل. حيث كان أحد الدبلوماسيين الإيرانيين الذين شاركوا في محادثات حول الوضع الأمني في العراق مع السفير الأمريكي السابق، رايان كروكر، في عام 2007". كما أنه لم يهاجم بوضوح الاتفاق النووي وعلاقات طهران مع واشنطن، وتلك بادرة جيدة، حسب تقرير مجلة ناشونال إنترست.

وول ستريت جورنال نقلت عن دبلوماسيين أوروبيون تحدثوا مع وزير الخارجية الجديد خلال الأسابيع الأخيرة أنه "كان واضحًا بشأن أنه يريد مواصلة المفاوضات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي وأنه شخص يمكن للغرب العمل معه".

وكان عبد اللهيان قد صرح في معرض رده على سؤال عن توقعاته بشأن العلاقات الإيرانية الأمريكية خلال حكم رئيسي في مقابلة أجرتها معه قناة "سي إن إن" (CNN) في يونيو/حزيران الماضي، بأن الولايات المتحدة كثيرًا ما ضيعت الفرص، والأمر يعتمد بشكل كبير على سلوك الجانب الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بتحديد طبيعة العلاقات مع إيران.

يرى مسؤولون إيرانيون أن "اختيار رئيسي لحسين أمير عبد اللهيان يظهر أنه يولي أهمية للقضايا الإقليمية في سياسته الخارجية"

في ذات الوقت يرى مسؤولون إيرانيون أن "اختيار رئيسي لحسين أمير عبد اللهيان يظهر أنه يولي أهمية للقضايا الإقليمية في سياسته الخارجية". وسبق لحسين أمير عبد اللهيان (57 عامًا) أن كان عضوًا في فريق المفاوضات الإيراني الذي توصل إلى اتفاقية تعاون مدتها 25 عامًا مع الصين، كما شغل من قبل منصب سفير لبلاده لدى البحرين، ونائبًا لوزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية بين عامي 2011 و 2016، ومنصب نائب لرئيس بعثة إيران في بغداد من 1997 إلى 2001. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

توقّعات الإيكونوميست: 10 اتجاهات ستؤثّر في وضع العالم في 2022

9 شخصيات برزت في عوالم السياسة والصحافة في 2021