19-أكتوبر-2017

جولان حاجي (تصوير: عمار الحاج أحمد)

"شجرة لا أعرف اسمها" مجموعة شعريّة جديدة باللغة الإنجليزية للشاعر جولان حاجي صدرت عن دار A MIDSUMMER NIGHT'S PRESS  في نيويورك. تشارك جولان حاجي مع الشاعر الإنجليزي ستيفان واتس في ترجمتها، وقاما بقراءة عدد من قصائدها الأسبوع الماضي في أمسية أقامتها لهما "مكتبة الشعر" في لندن، ضمن فعاليّات "مهرجان الشعر العالمي".

مجموعة "شجرة لا أعرف اسمها" الشعرية هي ثمرة صداقة جولان حاجي وستيفان واتس

وبحسب حديث جولان حاجي مع "ألترا صوت": "هذه المجموعة هي ثمرة صداقتنا، أنا وواتس الذي التقيت به قبل سبع سنوات من الآن في دمشق، صيف 2010، حين كان في زيارة إلى سورية للمشاركة في مهرجان الملاجة. أول ما ترجمه ستيفان كان قصائد من "ما يعرفه المتعبون"، بينما قمت أنا بترجمة قصيدته "منازل وأسماك" وقمنا بقراءتها في بيت القصيد الذي كان يدير أنشطته الأسبوعيّة الشاعر لقمان ديركي".

اقرأ/ي أيضًا: جولان حاجي: لنقْتل فكرة الغراب

ثمّ يضيف: "خلال الأعوام السبعة التي تلت عملنا على ترجمات أخرى لشعراء وشاعرات عرب وأكراد، كنّا نعدّ الترجمة الأولى ثم نناقشها لاحقًا حتّى نصل إلى صيغة نهائيّة أكثر جمالًا ودقّة. لم يكن الأمر سهلًا، وبالتحديد في المرّات القليلة التي كنّا نترجم فيها عبر المراسلات الإلكترونيّة أو مكالمات الفيديو، لأننا اعتمدنا بشكل أساسي على اللقاءات المباشرة بيننا في عدّة أماكن ومدن مختلفة، نتج عنها ترجمات تضمّها المجموعة "شجرة لا أعرف اسمها"، ثلثها غير منشور باللغة العربيّة".

عدد من قصائد المجموعة تُرجم بدعمٍ من "مجلّة الشعر الحديث المترجم" في لندن، و"مهرجان شُبّاك" بالتعاون مع "المجلس الثقافي البريطاني" و"المكتبة البريطانيّة"، إضافة إلى مشروع الأوديسة في بي بي سي راديو4 حيث قرأ برفقة ستيفان القصيدة الطويلة "السيد النكرة منصتًا إلى قصّته في بلاط الملك آلسينوس". يقول حاجي عن هذه القصيدة إنّها: "مسكونة بالمعري وهوميروس، ولا سيما رسالة الغفران واللزوميّات والأوديسة، وثمّة في متون المقاطع العديد من الإحالات إلى هذين الشاعرين".

أمّا عن نشر الكتاب فقد حدث الأمر بالصدفة، وذلك حين التقى هو وواتس بصديقهما الشاعر والمترجم الأمريكي لورانس شيميل في معرض الكتاب في مدينة لندن، حيث تعهد شيميل حينها بنشر الكتاب لدى دار A MIDSUMMER NIGHT'S PRESS التي يديرها في نيويورك.

جولان حاجي من أبرز الأصوات الشعرية في سوريا، يكتب قصيدة ملأى بالإحالات الثقافية

اقرأ/ي أيضًا: جولان حاجي.. بنات الثورة السورية

يذكر أنَّ جولان حاجي من أبرز الأصوات الشعرية في سوريا، يكتب قصيدة ملأى بالإحالات الثقافية، ولغته لا تركن إلى ما هو سائد في المشهد الشعري العربي، بل لعله يقف على النقيض منه، وهو مترجم وكاتب مقال. من مجموعاته الشعرية: "نادى في الظلمات" و"ثمة من يراك وحشًا" و"ميزان الأذى". ومن ترجماته: "المرفأ المظلم" لمارك ستراند، و"دفاتر سرية" لأنطون تشيخوف، و "كل الناس كاذبون" لألبرتو مانغويل"، ودراسة بعنوان "إلى أن قامت الحرب، نساء في الثورة السورية".


قصيدة من المجموعة

إن عدتَ إلى أمك حيًّا

سترى قطرةَ الوشم زرقاءَ كالعطر،

سترى الفم

شقوقَهُ الدامية

الأسماءَ متقشِّرةً عن شفتيهِ المملَّحتين،

ستسمعُ اللسانَ الذي أنزلَ اللهَ

ليشمَّ بقايا الأرق في زوايا الغرف.

 

ستعود

جائعًا كفكرةٍ تخشى أن تموت.

وإذا فتحتَ أيَّ باب،

لتطمئنّ أو تغادر،

فتحتَ الحيرة.

ستدنو المرآة وتعلو.

كعدوّين قديمين

ستحدّقُ عيناك في عينيك.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ألبرتو مانغويل: جزيرة العقاب

عمر الجفّال.. حياة مريضة