10-فبراير-2021

لوحة لـ باربرا كومانيكا/ بولندا

هذا الثلج الذي تراه في نافذة ذاك الرجل

لا يمكن أن يخدعك مرتين

إذ بين عينك والمسافة التي ستقطعها

وبين الثعلب وخطوات الثعلب

شتاء يابس سيمرّ على مهل.

 

في ميوعة هذه الدهشة

يسألك هذا الغريب:

من أنت؟ ومن أي بلاد تأتي؟

 

تبتسم كالأطفال، لكنك لست طفلًا

لك أيدي العابرين، لكنك لست بعابر

 

من يُجهز حوض استحمامك؟

من يحوك لك قمصان الصوف؟

 

في الزحمة المفتعلة لالتقاء خيالين

تنسى أن الأطفال يبتسمون منذ سنين

كي لا يكبروا

وأن العابرين في القرى السائحة في خضرتها

سيبقون عابرين

كي لا يضلوا الطريق إلى ألفة تجمعهم.

 

تنسى أن النبع قد احتفظ بمسافة بعيدة تمامًا من منزلكم

كي لا يفضح أسرار أسماكه

وأن جدتك لم تُجدِ الحياكة

لأن الرّجل الوحيد الذي أحبته

لم يمتلك ما يكفي من الأصابع.

 

تنسى أن هذا الرجل

لن يكون نفسه

لأنه قبل الثلج، لم يمتلك نافذة كي يخدعك بنفس شتويّ

لأنه بعد الثلج، سوف لن يكون نفسه

لأن النافذة التي لمست يديك

اكتشفت خدعة الرجل.

 

ولأن لا شيء يجمعكما معًا

سوى يباس حبة مطرٍ على الغصن

 

 

أنا مثلك أيها العابر

لي زهرة سأقطفها هذا المساء

من دون تضرّع

وبلا اسم سأمضي

كي لا ترغمني الأشكال على العودة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ألن غينسبرغ: وزن العالم هو الحب

مسكونةٌ بالليل