21-يناير-2022

تحذيرات من شتاء كارثي على المخيمات في سوريا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

تجددت مأساة مئات آلاف الرجال والنساء والأطفال في مخيمات النزوح السورية مع حلول فصل الشتاء، حيث تغرق الأمطار الخيم القماشية التي تحتمي تحتها عائلات تقطعت بها السبل في الشمال السوري، أين يقيم أكثر من  ثلاثة ملايين شخص نصفهم نازحون، فروا من المعارك الدامية وهجمات قوات النظام وحلفائه على مدنهم وقراهم.

بحسب تقديرات المنظمات غير الحكومية الناشطة في المنطقة فقد تضرر مع بداية هذا الشتاء أكثر من 40 مخيمًا في الشمال السوري

بحسب تقديرات المنظمات غير الحكومية الناشطة في المنطقة فقد تضرر مع بداية هذا الشتاء أكثر من 40 مخيمًا في الشمال السوري. وفي آخر إحصائيات ضحايا الظروف المأساوية أعلن عن وفاة ثلاثة أطفال سوريين في مخيمات اللاجئيين، حيث لقي طفلان يبلغان من العمر 3 سنوات و5 سنوات مصرعهم صباح الاثنين الماضي في مخيم شمال حلب عندما اندلع حريق في خيمتهم بسبب المدفأة، وأصيبت والدة الطفلين بحروق خطيرة وتم نقلها إلى المستشفى. كما توفي طفل في مخيم القسطل المقداد عندما انهارت خيمة كان فيها بسبب تراكم الثلوج على سطحها، وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن والدة الطفل موجودة في وحدة العناية المركزة.


شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار

 

كما تدخلت مجموعة  الخوذ البيضاء لإنقاذ طفليين تسبب الطقس البارد في انخفاض حاد في درجة حرارتهم  في مخيم بلبل، وتم نقلهم إلى مستشفى بمدينة عفرين شمال سوريا لتلقي العلاج. وفي هذا الإطار سجلت منظمة كير الإغاثية تعرض مئات الآلاف من الأشخاص لخطر كبير في أعقاب عواصف الشتاء الشديدة التي تضرب سوريا ودول الجوار.

وحذرت المنظمة في تقرير لها نشر الثلاثاء الماضي من أن هجمة العواصف الشتوية الشديدة تؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للنازحين السوريين في الشمال السوري، وكذلك السوريين الذين يعيشون في لبنان والأردن، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى -14 درجة مئوية وهو أقل معدل منذ  40 عامًا, كما تهدد الرياح القوية التي تصل سرعتها إلى 80 كم/ ساعة مصحوبة بالبرد الشديد والثلوج في المناطق الجبلية حياة الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر بالفعل. وتسبب تغير المناخ وهطول الأمطار وزيادة الفيضانات المفاجئة إلى جرف الخيام والممتلكات القليلة التي كان الناس قادرين على أخذها عندما قصفت منازلهم، حيث أن فصل الشتاء يزداد قسوة وفتكًا، في حين أن العائلات أصبحت أقل قدرة على التعامل مع درجات الحرارة المنخفضة.

أما عن أوضاع  اللاجئين في لبنان ڤأشارت المنظمة إلى أنهم "يعيشون عبر مساحات واسعة من المخيمات العشوائية، حيث يفتقرون إلى الحماية من العوامل الجوية"، وقال مدير فرع  المنظمة في لبنان إن الناس ليس لديهم وظائف أو دخل، إنهم يعانون بالفعل من عواقب أزمة اقتصادية غير مسبوقة في لبنان وليس لديهم وسيلة لحماية أنفسهم من العواصف الثلجية المتوقعة.

وعن تدخلاتها الأخيرة، تحدثت منظمة الدفاع المدني السوري الخوذ البيضاء بأن عاصفة مطرية وثلجية ضربت مناطق شمال غربي سوريا مساء الثلاثاء وفجر الأربعاء أدت لانقطاع العديد من الطرق ومحاصرة مخيمات في ريف حلب الشمالي وغرق مخيمات في ريف إدلب الشمالي، مخلفة أضرارًا مادية في أكثر من 72 مخيمًا، تضررت فيها 1900 خيمة بشكل جزئي و920 خيمة بشكل كلي، حيث كانت تقطن في هذه الخيام نحو 2250 عائلة.

وبحسب بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) نشر أمس الخميس فقد تضرر 22 موقعًا في محافظة حلب، تحديدًا في عفرين وأعزاز و9 مواقع في محافظة إدلب، وألحق تساقط الثلوج في شمال غرب سوريا في 18 كانون الثاني/يناير أضرارًا بمواقع النزوح والخيام والممتلكات والناس، ودمرت العواصف الشتوية الأخيرة 362 خيمة وأثرت على 2124 نازح سوري يعيشون في المخيمات.

 نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية مارك كاتس نشر تغريدة عن المشاهد البائسة في مخيمات اللاجئيين بعد أن تسببت الثلوج والأمطار بسقوط العديد من الخيم، وقال إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لهؤلاء الأطفال وكبار السن الذين يكافحون من أجل البقاء في خيام واهية في درجات حرارة تحت الصفر.

ويعيش أغلب النازحين في مخيمات لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة إضافة إلى قدم الخيم وتلف العديد منها نتيجة العوامل الجوية المختلفة. وبحسب تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، فإن 85% من مخيمات الشمال السوري أقدم من عمرها المتوقع وأكثرها عرضة للتلف وأقل مقاومة للظروف الجوية.

كما حذر بيان صادر عن فريق "منسقو استجابة سوريا" في 23 من كانون الأول/ديسمبر 2021 من مخاوف حدوث حالات وفاة بين النازحين نتيجة انخفاض الحرارة، وفي مقدمتهم الأطفال وكبار السن، وما يزيد من تلك المخاوف ظهور أعراض أمراض صدرية وجلدية عليهم.

يعيش أغلب النازحين في مخيمات لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة إضافة إلى قدم الخيم وتلف العديد منها نتيجة العوامل الجوية المختلفة

ودعا البيان المنظمات الإنسانية إلى البدء بالتحرك لتأمين متطلبات النازحين وخاصة مواد التدفئة، وتعويض الأضرار الأخيرة الناجمة عن الهطولات المطرية، وتوسيع عمليات الاستجابة الإنسانية في ظل عجز جميع النازحين عن تأمين المستلزمات الأساسية بسبب ارتفاع أسعارها.

 

"جريمة حرب".. الغارات الجوية الروسية مستمرة في استهداف إدلب