07-ديسمبر-2018

ما زال شبح جمال خاشقجي يطارد ابن سلمان (Getty)

لا يبدو أن أبواب الضغط الدولي المفتوحة على السعودية في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، سوف تُغلق قريبًا، خاصة مع تسارع وتيرة الاتهامات الموجهة للأمير المتهور، والأدلة الدولية التي يتم تسريبها هنا وهناك عن تورط مؤكد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية.

أصدرت محكمة تركية يوم الأربعاء الماضي مذكرة اعتقال بحق اثنين من المساعدين المقربين لمحمد بن سلمان

باتت قضية خاشقجي التي أفرغت حقيبة ولي العهد السعودي من أدوات التجميل لصورته أمام العالم، منبعًا لفضائح متتالية تتعلق بأسماء مقربة منه ومن محيط مساعديه.

في هذا السياق، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن محكمة تركية أصدرت يوم الأربعاء الماضي مذكرة اعتقال بحق اثنين من المساعدين المقربين لمحمد بن سلمان،  بعد أن اتهم الادعاء المساعدين بالمساهمة في التخطيط لمقتل الصحافي السعودي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية التركية. والمعاونان هما مستشار الديوان الملكي السابق سعود القحطاني ونائب رئيس المخابرات السابق أحمد العسيري، الذي يعتقد أنه أشرف على الفريق الذي قتل خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول. وترجح الصحيفة أن فرص تسليم السعودية لهما ضئيلة، وتُعزي هذه الخطوة إلى كونها جزءًا من ضغوط تقوم بها حكومة الرئيس أردوغان من أجل الضغط على السعودية للكشف عن مزيد من التفاصيل حول الحادثة، فضلًا عن عزل ولي العهد، كما تبين "ذا بوست".

اقرأ/ي أيضًا: لماذا أثار "ملف خاشقجي" قلق إسرائيل على السعودية؟

في وقت سابق كانت ميشيل باشيلت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، قد دعت إلى إجراء تحقيق دولي في عملية القتل، وفي حديثها في مؤتمر صحفي عقد في جنيف بمناسبة الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ألمحت إلى نداءات مماثلة من خبراء خارجيين مرتبطين بمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

بينما وضح أحد كبار المستشارين المطلعين على التحقيق والذي اشترط عدم الكشف عن هويته، لوكالة أسوشييتد برس: "إن مذكرات الاعتقال تعكس وجهة نظر تركيا بأن المملكة العربية السعودية لن تحاسب المشتبه بهم". وأضاف "إنه من خلال تسليم جميع المشتبه بهم إلى تركيا، يمكن للسلطات السعودية معالجة هذه الشكوك".

مجلس الشيوخ.. طرف فاعل

في جلسة سرية يوم الثلاثاء الماضي، قالت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إنهم توصلوا إلى اعتقاد مؤكد بأن محمد بن سلمان، أمر بقتل جمال خاشقجي، وذلك وفقاً لما جاء في نيويورك تايمز حول تلك الجلسة.

جاء التصريح المباشر في القصة من قِبل السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام الذي قال بعد جلسة سرية مع مسؤولة الاستخبارات الأمريكية استمرت لساعة: "أعتقد أنه متواطئ في مقتل السيد خاشقجي إلى أعلى مستوى ممكن". بينما تحدث ريتشارد شيلبي السيناتور الجمهوري أيضًا بلهجة غاضبة، قائلًا: "كل الدلائل تشير إلى أن كل هذا يؤدي إلى ولي العهد"، وأضاف أن "هذا تصرف لن يوافق عليه أي منا في أمريكا بأي حال".

بدت نتيجة الجلسة السرية واضحة وكشفت عن تناقض في المواقف أو "خلاف" بين مجلس الشيوخ والبيت الأبيض الذي رفض بثبات إلقاء اللوم على القيادة السعودية، لكن المشرعين ظلوا منقسمين بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها بعد ذلك، بعد تصويت مثير أجرى الأسبوع الماضي للنظر في إجراء يقطع المساعدات العسكرية الأمريكية للتحالف السعودي في الحرب على اليمن.

أما على المستوى الرسمي فقد نفت فاطمة باعشن، المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، أي علاقة لابن سلمان في قضية مقتل خاشقجي، حيث قالت "إننا نرفض بشكل قاطع أي اتهامات يُزعم أنها تربط ولي العهد بهذا الحادث المروع".

باتت قضية خاشقجي التي أفرغت حقيبة ولي العهد السعودي من أدوات التجميل لصورته أمام العالم، منبعًا لفضائح متتالية تتعلق بأسماء مقربة منه ومن محيط مساعديه

فضيحة جديدة.. هذه المرة من إسرائيل

هل يمكن أن تكون إسرائيل أيضا طرفًا في مصرع خاشقجي أو حتى أداة استخدمتها السعودية لقتل أحد أشهر مواطنيها المعارضين؟

اقرأ/ي أيضًا: "صدمة" خاشقجي.. العالم ساخط على السعودية باستثناء إسرائيل!

يتوجه عمر عبد العزيز أحد المنتقدين لنظام بن سلمان إلى القضاء لمحاكمة شركة تجسس إسرائيلية يعتقد أن محادثاته مع خاشقجي قد تم تسريبها إلى السلطات السعودية من خلالها، حسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

من المرجع أن تعيد الدعوى تسليط الضوء على الشركة وعلى الحكومة الإسرائيلية، التي ترخص تصدير تكنولوجيا المراقبة بدون ضوابط.  ووفقاً للدعوى، قال عمر عبد العزيز، وهو ناقد حاد عبر الإنترنت لأفراد العائلة المالكة السعودية ومقيم في كندا حيث حصل على حق اللجوء، إنه كان صديقًا لخاشقجي وعمل معه في مشروع يهدف إلى كبح جماح الذباب الإلكتروني الموالي للنظام الملكي، قبل أن يتعرض هاتفه للاختراق، ويتم التنصت على المكالمات والرسائل بينهما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ملف جمال خاشقجي.. الغموض مستمر!

 اختطاف جمال خاشقجي في إسطنبول.. وقائع محتملة ببصمة ابن سلمان!