20-أبريل-2016

شباب موريتانيا يبحث عن الذهب لهزم البطالة (دافيد بول موريس/Getty)

يشهد سوق الذهب، وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط، نشاطًا غير مسبوق، ظهر جليًا في اهتمام أصحاب المحلات بشكل ملفت بأصحاب السيارات المارة من أمام محلاتهم بل واعتراضها أحيانًا كثيرة لطرح أسئلة عليهم من قبيل "هل عندكم شيء من الذهب؟"، "هل تبيعون شيئًا"؟، ويرجع مراقبون ذلك إلى أن السوق بدأت تستقبل العديد من المنقبين بطريقة غير شرعية عن الذهب، في الآونة الأخيرة، والذين يجلبون بعض الأحيان كيلوغرامات من الذهب لبيعها.

انشغل جزء من الشباب الموريتاني بالتنقيب عن الذهب والكنوز المدفونة تحت الأرض بعد أن شاعت أنباء عن توفر كميات هائلة منها

هذا المشهد الذي بدا غريبًا لدى المارين من أمام محلات الذهب والحلي في العاصمة، يعكس، في نظر كثيرين، الحراك الواسع الذي يقوم به المئات من الشباب الموريتاني الذي تنهكه البطالة بحثًا عن الذهب والكنوز المدفونة في الأرض، وخاصة بعد ما يشاع من أنباء عن تواجد كميات هائلة منه، وعلى مقربة من سطح الأرض في محافظة إينشيري (250 كلم شمال نواكشوط)، إحدى أهم معاقل الثروة المعدنية في موريتانيا.

اقرأ/ي أيضًا: أفريقيا.. ملاذ الموريتانيين الأخير من البطالة

في الأيام الأخيرة، انتشرت، على مواقع التواصل الاجتماعي، الإعلانات المتخصصة في ترويج أجهزة التنقيب بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى ذكر أنها "ذات جدوى عالية في اكتشاف الذهب الموريتاني إلى ما يصل عمقه 6 أمتار"، لكن هذه التجارة الافتراضية انتقلت إلى الواقع في حوالي أسبوع واحد، افتتحت حوالي 4 محلات لبيع أجهزة التنقيب غالية الثمن والتي تباع كمياتها بسرعة هائلة، توازي مطامح الشباب في سرعة الثراء والانتقال من البطالة والفقر إلى حياة الغنى والترف.

وقد أدت حملة أمنية قامت بها قوات الدرك في موريتانيا إلى مصادرة العشرات من أجهزة التنقيب عن المعادن التي كانت في طريقها إلى ولاية إينشيري، وتأكد أن هناك حراكًا حقيقيًا للبحث والتنقيب عن المعدن النفيس، وخصوصًا بعد نشر العديد من الأشخاص وتداولهم صورًا لصخور من الذهب، وكانت النهاية أن تغافلت السلطات فيما بعد عن أفواج الباحثين عن الذهب، واكتفت بتسجيل بياناتهم لدى أحد المكاتب، بعد أن ذاع خبر أن الحكومة الموريتانية تخطط لمنح رخص للتنقيب التقليدي وللأفراد.

وكان المدير العام للمعادن بوزارة البترول والطاقة والمعادن الموريتانية، أحمد ولد الطالب، قد أعلن أن الحكومة الموريتانية بصدد وضع إطار تنظيمي بشأن إمكانية الترخيص للموريتانيين بالتنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية.

اقرأ/ي أيضًا: بائعات التبغ في موريتانيا تحت الشمس الحارقة

وقال ولد الطالب في تصريحات صحفية، "إن موريتانيا شهدت خلال السنوات الأخيرة، عمليات استكشاف مكثفة ما مكن من الحصول على 973 مؤشرًا عن وجود معادن هامة وفي مقدمتها الذهب والنحاس". مضيفًا "أن قطاع المعادن لا يمانع في استفادة الأفراد من فرص البحث والتنقيب عن الذهب، لكن بعد أن يتم وضع الإطار التنظيمي والقانوني للعملية التي ستكون مفتوحة في وجه الموريتانيين دون غيرهم".

ويؤكد المسؤول أن الدولة الموريتانية تعتزم وضع نظام للتسويق في كل منطقة يتم تحديدها كمكان للتنقيب عن الذهب، وهو ما أرجعه إلى ضرورة تقدير "قيمة كميات الذهب المتحصل عليها وتحديد نوعيتها"، ومع أنه لا توجد معلومات دقيقة عن حجم ما حصل عليه المنقبون الأفراد، فإن المسؤولين في شركة المحروقات والأملاك المعدنية أكدوا لجهات إعلامية أنه "تم تسجيل كميات معتبرة من الذهب الخالص من عيار 24 من طرف أشخاص حصلوا عليها من خلال عمليات التنقيب الأخيرة".

ومن المثير للاستغراب أن بعض الشباب الموريتاني قرر البحث في أي مكان عن كنوز ربما تكون موجودة في الأرض، مما يظهر أنه لا يأبه لمدى تأكده من وجود صخور "ذهبية"، كما يقال، بل يكتفي بالخروج وراء حلم حتى لو كانت نتيجته الحصول على كنز طمرته إحدى القبائل البائدة في الصحراء، أو تركته إحدى العائلات الإفريقية قديمًا في "حماية الجن"، كما تروج لذلك العديد من الأساطير.

اقرأ/ي أيضًا:

موريتانيا بخير يا سيدي الرئيس

موريتانيا.. شباب يبيع الكتب على فيسبوك