01-سبتمبر-2018

تكررت خلال الشهور القليلة الماضية حالات التحرش بمراسلات على الهواء مباشرة (BBC)

مرة أخرى، ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة، قريبًا على الأقل، تتعرض مراسلة تلفزيونية للتحرش على الهواء مباشرة، فقامت صحيفة إلبايس الإسبانية في تقرير لها بجمع مشاهد من حالات تحرش تعرضت لها صحفيات أثناء أداء عملهن. في السطور التالية ننقل لكم التقرير مترجمًا.


ربما تحظى الصحفيات الآن بحضور أكبر في الأخبار المتلفزة، لكنهن ما زلن هدفًا للاعتداءات والمضايقات الجنسية. كانت الصحفية الإسبانية إليزابيث لوبيز العاملة لدى القناة الإسبانية "laSexta"، هي الضحية الأخيرة التي تتعرض للمضايقة أثناء قيامها بعملها.

مرة أخرى تتعرض مراسلة تلفزيونية للتحرش على الهواء مباشرة، بعد أن قام شخص مجهول بتقبيل رأسها بينما كانت تذيع تقريرًا صحفيًا

وفي تغريدة على تويتر، روت المراسلة كيف أن شخصًا مجهولًا قبلها على رأسها بينما كانت تذيع تقريرًا على الهواء مباشرةً من سالو في تاراغونا الكاتالونية.

اقرأ/ي أيضًا: شاهد.. صحفيّة توبّخ رجلًا تحرّش بها جنسيًا على الهواء!

"هذا موقف محرج وغير مقبول. هناك نقص كبير في الاحترام وفائض من المواقف المتحيزة جنسيًا"، قالت لوبيز في تغريدتها التي تمت مشاركتها أكثر من سبعة آلاف و200 مرة خلال أقل من 24 ساعة.

قالت لوبيز: "اليوم حدث الأمر معي. قرر شخصٌ ما تقبيلي على رأسي حينما كنت أذيع تقريرًا على الهواء. ظن هو وأصدقاؤه أن هذا كان مضحكًا. لكنني وجدت أن الوضع مُحرج وغير مقبول. هناك نقص كبير في الاحترام وفائض من المواقف المتحيزة جنسيا #enoughalready".

الصحفية الإسبانية إليزابيث لوبيز أثناء تعرضها للتحرش على الهواء مباشرة

وعلى عكس الحوادث الجنسية الأخرى التي حدثت هذا العام، لم يقع هذا في حدثٍ رياضي. "لم أكن أتوقع أنا وزملائي أن يحدث شيءٌ من هذا القبيل. في هذه اللحظة، أنت تركز على القيام بعملك وتعرف كيف تتصرف"، حسبما قالت لوبيز، مضيفةً أنه من المحبط للصحفيات التلفزيونيات أنه "لا يزال يتعين عليهن أن يتعاملن مع الصور النمطية بأنّ المرأة مجرد واجهة عرض".

وقرر البرنامج التلفزيوني طرح القضية على الهواء في المرة التالية مع لوبيز، لكي "نشرح للجمهور ما حدث وندينه"، كما أوضحت. وعلى الرغم من أن الشرطة المحلية قد ذهبت للبحث عن الرجل، لم تتلق لوبيز بعد أي تأكيد بأنه قد تم العثور عليه.

وإلى أولئك الذين زعموا أن الحادث كان مجرد مزحة بسيطة بدون إيحاءات جنسية، تقول المراسلة الصحفية: "في اللحظة التي يعتقد فيها رجل أنه يستطيع أن يغزو مساحتك الشخصية ويقبلك دون إذن منك، يصبح الوضع متحيزًا جنسيًا".

وأوضحت لوبيز أنها مرت بصفتها مراسلة صحفية بلحظات توتر أخرى، وذلك -على سبيل المثال- عندما حاول أشخاص نزع مكبر الصوت منها خلال مظاهرة في برشلونة، ولكنها لا تعتبره موقفًا متحيزًا جنسيًا.

من إسبانيا إلى البرازيل

انتقدت ماريا غوميز -وهي مراسلة في شبكة "ميدياسيت" التلفزيونية الإسبانية، والتي غطت بطولة كأس العالم لكرة القدم هذا العام في روسيا- الهجمات الجنسية ضد الصحفيات قبل أيام فقط من الاعتداء عليها. فبينما كانت تذيع على الهواء مباشرةً، ركض إليها رجل تجاهها وقبل خدها.

وقالت غوميز في حزيران/يونيو الماضي: "يبدو الأمر غريبًا أن يكون علينا المطالبة بالاحترام! لا أعرف ما إذا كان الأمر يحتاج لأن يكون أكثر وضوحًا؛ ولكن يكفي ما حدث من هذه المواقف، يكفي هذا النوع من الرجال". وأضافت: "نحن نقوم بعملنا، ولسنا مجرد زينة، نحن لا ننتظر القبلات التي لم نطلبها. نحن لسنا دمى صغيرة في الشارع. نحن محترفون ونطالب ببساطة بالاحترام. نتفهم الشعور بالبهجة والإثارة. لكن، أرجوكم دعونا ننتهي من هذه الأنواع من المواقف المتخلفة للغاية".

وبطبيعة الحال، الصحفيات الإسبانيات لسن الوحيدات اللواتي تعرضن للمضايقات أثناء أداء عملهن، فقد قبلت المراسلة الكولومبية جوليا غونزاليس ثيران من قبل رجل أثناء بثها المباشرة من كأس العالم لصالح الشبكة الألمانية دويتشه فيله.

وفي المكسيك، قام مشجعو نادي "غوادالاخارا" لكرة القدم، بمضايقة مراسلة قناة فوكس الرياضية ماريا فرناندا مورا، خلال احتفالات الفريق بالفوز في كأس أبطال الكونكاكاف، في أبريل/نيسان الماضي. وفي مقطع الفيديو الخاص بالحدث، شوهدت مورا تذيع التقرير قبل أن تستدير فجأة وتضرب أحد الجماهير بمكبر الصوت.

وأوضحت لاحقًا في تغريدة لها، أن الرجال لمسوا جسدها دون إذنها. وقالت: "دعوني أخبركم بما حدث حتى لا تستمروا في قول أشياء غبية. لقد لُمست عدة مرات بينما حين كان ظهري يواجههم. عدة مرات! شكرا لرأيك غير المرغوب فيه".

واجهت الصحفية البرازيلية برونا ديلترى وضعًا مماثلًا عندما قبلها رجل على فمها خلال بث مباشر لقناة إيسبورتي إنتراكتيفو الرياضية البرازيلية. للاحتجاج على ما حدث، شاركت مقطع الفيديو الخاص بالحادث على فيسبوك بعنوان: "أنا مراسلة كرة قدم، وامرأة، وأستحق أن أُحترم". وأثار الفيديو حملة إعلامية اجتماعية في البرازيل تحت وسم "#deixaelatrabalhar" أو "اتركوها تعمل".

وقبل أيام من ذلك، قيل لمراسلة الراديو ريناتا دي ميديروس: "اخرجي من هنا يا عاهرة"، من قبل مشجع لنادي سبورتس إنترناشونال البرازيلي. وحسبما قالت المراسلة في تغريدة على تويتر: "طلبت منه أن يكرر ما قاله أمام الكاميرا وهاجمني. لم أكن أظن أبدًا أنني سأمر بشيء مماثل لهذا أثناء العمل".

على مدار الشهور القليلة الماضية، تكررت حالات تعرض مراسلات تلفزيونيات للتحرش أثناء أداء عملهن على الهواء مباشرة

كما تعرضت مراسلة التلفزيون الفرنسي مارينا لورنزو لمضايقات عندما حاصرها جماهير نادي برشلونة لكرة القدم خلال بث مباشر من نهائي كأس كوبا ديل ري (كأس الملك). في حديثها باللغة الإسبانية، قالت المراسلة للرجال: "لا تلمسوني".

 

اقرأ/ي أيضًا:

انفجار ماسورة التحرش الجنسي.. شبكة "CBS" لم تروض "الوحش" تشارلي روز

شبكة "CBS" الإعلامية للتحرش الجنسي!.. اتهامات لرئيسها من 6 عاملات