29-ديسمبر-2016

نذير نبعة/ سوريا

في جيمها... 
تمشي دمشقُ على مياهِ العرشِ عاريةً
فلا مرآةَ زائفةً تحاصرها لتخصفَ من زهورِ النار نهديها
وتدخلَ في الضبابْ
في جيمها...
يخضرُّ جرحُ الحالمينَ بساحةِ الأمويّ أعلامًا 
وينتحرُ العذابْ
في جيمها 
ارتعشَ الهواءُ على طريقِ الناي
من فمِ عازفٍ قدْ أنسنَ الإحساسَ في وسطِ الخرابْ.
في جيمها 
عبقتْ زهورُ الياسمينِ فصرتُ في إسطنبولَ 
شاميّ الهويةِ والتحيّةِ والشهيّةِ 
صرتُ أبصرُ سبعةَ الأبوابِ تُفتحُ من تردد جيمها بابًا فبابْ
شاميةٌ هذهِ العيونُ
تخيطُ من قلبي شراعًا مبحرًا تحتَ الرموشِ إلى نهاياتِ التلاشي والغيابْ.
شاميةٌ في لمسِ حاجبها لطرفِ حجابها الزهريّ
تحييني بحاجبها ويذبحني الحجابْ.
أوقفتها لأقولَ للحبّ امتحنّي في المنافي وامتحنْ لغتي 
أأكتبُ من شظايا الحربِ أغنيةً ألحنها بقبلةْ
وأصيغُ من علبِ الرصاصِ قلادةً في عنقِ طفلةْ
كلفتُ من خجلي البلاغةَ ألفَ مصفاةٍ
تنقي اللفظَ من شبقِ المعاني 
واحتملتُ بحرقةِ العذريّ خيباتِ الأماني
ثم قلتُ لخيبتي
ما حاجتي لشفاهها أو نهدها أو ساقها
فلربّ أنثى في شهيّة لفظها تستجمعُ الأدبَ الإيروسيّ الشهيّ
وتشعلُ الشهواتِ في جسدِ الحصانِ
ما حاجتي إلا لغيمٍ من بخارِ صهيلها
لتفيضَ أمطاري على عشبٍ بحقلِ القلبِ
جففّهُ العذابْ
شاميّةٌ 
والتوتُ شاميُّ المشاعرِ
والمعابرُ نحوَ معراجِ الضياءِ يسدّها القناصُ
يقتلُ ما تسرّبَ من حنينْ
شاميةٌ هذي العيونْ
لا شيءَ يسكننا سواها
لا شيءَ نسكنهُ سواها
ولأجلها سنكونُ
أو سنكونْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أستدل على بيتي الغارق بالظلمة من سيجارة الحارس

أحمر شفاه كآخر انتماء