03-فبراير-2017

نازحون على جسر بزيبز

يستعيد الروائي العراقي شاكر الأنباري، في روايته الثامنة "مسامرات جسر بزيبز" (منشورات المتوسط، 2017) حياة قرية عراقية، غربي البلاد، تقع على نهر الفرات خلال أكثر من نصف قرن من التحوّلات السياسية والاجتماعية، وتبرز الرواية حكايات القريّة وأساطيرها وشخصياتها وبيئتها ومآسيها. وتنطلق الرواية بعد أن تم تهجير القرية كلها إثر استيلاء "الوحوش" عليها، والوحوش هنا هم تنظيم "داعش" الذي سيطر على مساحات واسعة من محافظة الأنبار التي تدور بشأنها الرواية: "الوحوش هم المقاتلون الذين تحولوا إلى آلة دمار لتنفيذ أوهام تتكئ على العنف، والتكفير، والتخلف، وتمزيق النسيج الاجتماعي"، كما تقول كلمة الناشر. 

يروي شاكر الأنباري في روايته الجديدة حياة قرية عراقية

تدون الرواية الأحداث المفصلية في القرية على لسان الراوي الذي سقط في سحر الماضي، بعد أن أصبح لاجئًا وغريبًا في وطنه، وشعر أن حياته انتهت بانتهاء روح تلك القرية التي عاش فيها والمدينة الخربة التي انبعثت من السنين كما لو كانت شبحًا قادمًا من الصحراء.

اقرأ/ي أيضًا: دنيا ميخائيل تدخل "في سوق السبايا"

وقال الأنباري "هذه الرواية تتحدث عن معارك الإرهاب في بزيبز، وما يستدعي استرجاع الحياة لتلك القرى، والحديث عن شخصياتها ومصائرها حيث تمتد أحداث الرواية على مدى عقود من السنين". وتتطرّق رواية صاحب "بلاد سعيدة" إلى مفاصل مهمة مما حدث في العراق بعد الاحتلال الأمريكي وزوال النظام السابق في نيسان/أبريل عام 2003، علاوة على الفوضى التي رافقت تلك التغيرات الزلزالية وقادت إلى دمار المكان القديم، وأغلقت أفق الحياة لمدن بكاملها. 

[[{"fid":"62256","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"attributes":{"height":307,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"},"link_text":null}]]

تستعير الرواية اسم "جسر بزيبز"، وهو المعبر الصغير على نهر الفرات الذي يربط غرب العراق بالعاصمة بغداد، وهو الجسر الذي شكّل فضيحة إبان العمليات العسكرية التي انطلقت عام 2016 لتحرير الأنبار من "داعش"، حيث منعت الحكومة الاتحادية العراقية سكّان محافظة الأنبار من دخول بغداد، وهو ما شكّل واحدة من أكثر الفضائح تجاه تعامل الحكومة مع السكّان النازحين.

ومن على جسر بزيبز، يروي الأنباري الحكايات الغريبة والجارحة والمثقلة بالجنون. يتحدّث عن الحزن والموت، إلا أنه أيضًا يستعيد قصص حب ومصائر مرسومة لماضٍ لن يعود، مصائر تلهو في تلك البقعة المضطربة، من غرب بلاد ما بين النهرين. 

يذكر أن شاكر الأنباري، الذي ولد في محافظة الانبار عام 1957، واحد من أبرز الكتاب العراقيين، وهو بالإضافة إلى كتابته القصة والراوية، يعمل صحافيًا حيث غطّى الأحداث والتغيّرات التي جرت بعد احتلال بغداد في عام 2003، وقد صدر له عدد من الكتب السياسية والمجموعات القصصية والروايات: منها "شجرة العائلة"، و"ليالي الكاكا"، و"الكلمات الساحرات"، و"أنا ونامق سبنسر".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

علي الشوك.. سيرة ثقافية

سفيتلانا أليكسييفيتش: ليس للحرب وجه أنثوي