26-يوليو-2022
أحلام العجارمة وابنها

أحلام العجارمة لحظة لقائها بابنها (إنستغرام)

بعد ساعات من خبر استعادة مذيعة أردنية تدعى أحلام العجارمة طفلها "المخطوف" من قبل من وصفتهم بعصابة تهريب بشر، بجهود من قبل السلطات التركية، وبعد التعاطف الواسع الذي حظيت به إثر نشرها مقطعًا مصورًا مؤثرًا للحظة لقائها بطفلها، خرج والد الطفل بفيديو يكشف تفاصيل جديدة عن فترة اختفاء الطفل، ما قلب حالة التعاطف إلى استنكار وغضب كبيرين ضد السيدّة، بسبب ما اعتبره البعض ادعاءات كاذبة تهدف إلى خلق "بظ إعلامي".

ما تزال القضية تثير الكثير من ردود الفعل بين السوريين والعرب وبعض الأتراك بسبب التعاطف الكبير مع قضية الطفل 

ونشرت الإعلامية يوم الجمعة الفائت تغريدة مرفقة بفيديو لقائها بطفلها عبر حسابها في تويتر، وأوضحت أنها منذ الخامس من الشهر الجاري وهو يوم اختطاف ابنها، لم تره أو تسمع صوته، لكن وبفضل السلطات التركية تمكّنت من استعادة طفلها، الذي "تم اختطافه وتهريبه عن طريق عصابة لتهريب البشر، نقلته إلى مدينة إدلب شمالي سوريا، بطريقة عرضته لخطر الموت"، على حد زعمها. وهو ما أثار غضب البعض باعتبار أنها لم تذكر في روايتها خلافاتها مع زوجها، وأنه هو من أخذ ابنهما وسعى لإدخاله إلى الشمال السوري، الذي أشير إليه على أنه معقل للخطف وتهريب البشر، وفق مغرّدين.

 

الاعتذار لإدلب "المتّهمة"

وعن ذلك، قدّم اللبناني التركي وليد سكلاكي زوج الإعلامية العجارمة، الاعتذار إلى السوريين وخصوصًا أهل الشمال، بدعوى أن زوجته أساءت للسوريين والأتراك، عندما ادّعت وجود عصابة سورية في تركيا تخطف الأطفال إلى مدينة إدلب، مضيفًا في متن التفاصيل، أن ابنه كان رفقته، بعد أن أوصلت والدة العجارمة الطفل بنفسها إلى الأب، والذي بدوره وضعه "أمانة" عند عائلة سورية، ريثما يكمل إجراءات، ستمكّنه من توصيل الطفل إلى لبنان، لرؤية بيت جده، حسب قوله.

وفي سياق حديثه، عبّر عن انزعاجه من الطريقة التي كان يعامل بها في كل لقاء له بطفله بين الفترة والأخرى، وإرفاق عناصر أمنية عند اجتماعهما في مكان عام حصرًا، مثل المول، لافتًا إلى أن الخلافات بدأت من قرابة 10 أشهر بينه وبين زوجته، وأنه لم يكن يرغب بظهوره إلى العامة ولا ذكر التفاصيل، لكن تهديدات وصلته مؤخرًا دفعته للحديث. ولم يتسن لموقع التراصوت التأكد من هذه التفاصيل. 

إلا أن سوريين وإثر الكشف عن هذه الادعاءات من طرف الزوج، طالبوا العجارمة بتقديم الاعتذار عن "الإساءة إلى السوريين والأتراك"، وإيضاح التفاصيل المخفية حول خلافاتها العائلية، معتبرين أن ادعاء وجود عصابات للاتجار بالبشر في الشمال السوري يضيف ذريعة جديدة لقصف المنطقة، من قبل قوات النظام السوري وروسيا.

بدوره، نفى الجهاز الأمني العام التابع لهيئة تحرير الشام في إدلب، "صحة الادعاءات من قبل الإعلامية العجارمة" بزعم نقل الطفل إلى المدينة السورية، واصفًا القضية "بالغموض والفبركة"، ودعا لتوخّي المصداقية، وفقًا لموقع بلدي نيوز.

السعي إلى الشهرة؟

تفاعل سوريون وعرب مع قضية اختطاف الطفل الوليد ابن الأردنية أحلام العجارمة، وانقسموا بين متعاطفين معها وبين منتقدين لأسلوبها في سرد التفاصيل بغرض الشهرة، معتبرين أن الطفل هو الضحية.

ورأى البعض أن من المفترض أن تكون العجارمة أكثر مصداقية ودقّة في رواية الحادثة، خصوصًا أنها إعلامية ومن الضروري أن تكون مهنيّة وصاحبة أخلاق، وهو ما لا تتحلى به، وفق تعبيرهم.

ونشر الصحفي السوري قتيبة ياسين فيديو له عبر تويتر، عدّ فيه أحلام تبحث عن "بظّ إعلامي"، وأنها أخفت الحقيقة الكاملة بالتعتيم على دور الأب في القصة، منوّهًا إلى إساءة الإعلامية لسمعة مدينة إدلب، قائلًا: "لو أن في إدلب عصابات تخطف الأطفال من تركيا، لكان أولى أن تركّز على الأطفال الموجودين في الشمال".

من جهتها، كتبت الإعلامية السورية بيان الخانجي عبر حسابها في تويتر، "نصيحة إلى أحلام سمي حالك يوتيوبر او تيك توكر، حمى المشاهدات تتناسب طردا معهم، أما إعلامية كبير جدًا هذا المسمى"، مشيرة إلى أن الإعلامي يجب أن يكون "باحثًا عن الحقيقة وهو جزء منها، في أي حدث أو قضية يتم ذكر كل التفاصيل كاملة، دون زيادة أو نقصان وبحياد".

الصحفية السورية راما العبوش تفاعلت مع القصة، وأبدت تعاطفها عبر حسابها في فيسبوك مع العجارمة، لكن استنكرت بالمقابل "طريقة التعاطي مع الخبر والتأويل الحاصل بإخفاء ذنب الأب، وتسليط الضوء فقط على هوية شركاء الأب في الجريمة ومكان الاختطاف، محذّرة من خطورة الترويج لهذه الأخبار، فقد "تحمل معها خلال الأيام القادمة مصائب أكبر تحسب على أهلنا بالشمال، وعلى جميع السوريين هنا في تركيا وأي بلد آخر، باعتبار أن شمال سوريا تحول إلى ثقب أسود للجريمة والمافيات"، وفق تعبيرها، داعية لتقديم التوضيح حول "اللبس" الحاصل.

 

نتعاطف جميعاً مع الزميلة الأردنية أحلام العجارمة التي استعادت ابنها بعد خطفه لعشرين يوم من قبل والده بحسب ادعائها سابقاً...

Posted by Rama Alabboush on Saturday, July 23, 2022

أما أردنيًا، فقد غرّد الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبوهلالة عبر حسابه في تويتر قائلًا: "ما فعلته أحلام إساءة كبيرة لكل أردني قبل أن يكون إساءة للسوريين، القصة خلافها مع زوجها اللبناني الذي أراد نقل ابنه إلى لبنان تهريبًا من سورية، لأن القانون التركي منصف للمرأة، السوريون لديهم من المصائب ما يغنيهم عن اختطاف طفل المذيعة ".

كما كتب الباحث الأردني صالح الملكاوي عبر فيسبوك، إن "العجارمة أساءت لنا جميعاً كأردنيين، قبل أن تسيء للشعبين اللبناني والسوري، وأساءت لكل من صدق روايتها وتعاطف معها"، وطالبها باعتذار من الجميع، كما اعتذر زوجها، و"الذي حقيقةً خطف طفله، وأراد تهريبه سراً للبنان عبر سوريا، لعجزه عن إخراجه بالطرق القانونية"، وتمنّى اتخاذ السلطات التركية الإجراءات القانونية بحقها وحق زوجها.

 

الفنانة أو المذيعة أحلام العجارمة أساءت لنا جميعاً كأردنيين، قبل أن تسيء للشعبين اللبناني والسوري، وأساءت لكل من صدق...

Posted by Salah Malkawi on Sunday, July 24, 2022