25-فبراير-2025
أطباء بلا حدود دارفور

(MSF) مرضى ينتظرون العلاج في عيادة أطباء بلا حدود في مخيم زمزم

أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" تعليق جميع أنشطتها الطبية في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من مدينة الفاشر في شمال دارفور، وذلك بعد تصاعد القتال داخل المخيم ومحيطه. وأوضحت المنظمة أن الوضع الأمني بات غير آمن تمامًا، مما يجعل من المستحيل استمرار تقديم المساعدات الطبية في ظل هذه الظروف.

تفاقم الأزمة وسط احتياجات إنسانية هائلة

أشارت المنظمة في بيانها إلى أن المخيم يعاني من أزمة مجاعة حادة، تم تصنيفها رسميًا العام الماضي وفقًا للتصنيف المرحلي للأمن الغذائي. ومع ذلك، اضطرت المنظمة إلى إغلاق المستشفى الميداني الذي تديره في المخيم، وهو ما يزيد من معاناة عشرات الآلاف من النازحين الذين يعتمدون عليه للحصول على الرعاية الصحية.

قالت المنظمة الدولية إنها اضطرت إلى إغلاق المستشفى الميداني الذي تديره في مخيم زمزم، وهو ما يزيد من معاناة عشرات الآلاف من النازحين الذين يعتمدون عليه للحصول على الرعاية الصحية

كما أفادت المنظمة بأنها استقبلت 139 جريحًا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شباط/فبراير الجاري، معظمهم أصيبوا بطلقات نارية وشظايا، مشيرةً إلى أن المنشأة الطبية غير مجهزة لإجراء العمليات الجراحية الطارئة، مما أدى إلى وفاة 11 مريضًا، بينهم خمسة أطفال، بسبب عدم القدرة على تقديم العلاج المناسب أو نقلهم إلى مستشفى الفاشر السعودي، وهو المستشفى الوحيد القادر على إجراء العمليات الجراحية في المنطقة.

وقال رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في السودان، يحيى كليلة:"تعرضت سيارتا إسعاف تابعتان للمنظمة لإطلاق نار أثناء نقل المرضى من المخيم إلى الفاشر في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين، والآن أصبح الوضع أكثر خطورة. المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة عاجلة أو عمليات ولادة قيصرية طارئة، محاصرون داخل زمزم، غير قادرين على تلقي الرعاية التي قد تنقذ حياتهم".

وأضاف كليلة أن إيقاف أنشطة المنظمة الدولية في ظل هذه الكارثة المتفاقمة قرار مؤلم للغاية، مؤكدًا أنه "على مدار أكثر من عامين، بذلنا قصارى جهدنا لتقديم المساعدات رغم الحصار ونقص الإمدادات، لكن مع اشتداد المعارك في الفاشر ووصولها مباشرة إلى مخيم زمزم، لم تعد هناك أي ضمانات أمنية لاستمرارنا".

تصعيد القتال واشتداد الحصار

تشهد المنطقة معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل الفاشر، حيث تتعرض المدينة لحصار مستمر منذ عشرة أشهر من قبل قوات الدعم السريع، التي كثّفت هجماتها مؤخرًا، بما في ذلك هجوم عنيف على مخيم زمزم يومي 11 و12 شباط/فبراير، وفقًا لـ"أطباء بلا حدود".

كما تتهم الأمم المتحدة وفرق الإغاثة قوات الدعم السريع بـعرقلة وصول المساعدات الإنسانية في شمال دارفور، في وقت يعاني فيه السكان من نقص حاد في الغذاء والماء، خصوصًا بعد نهب السوق المركزي وإحراقه بالكامل، مما أدى إلى كارثة إنسانية متفاقمة.

ويستضيف مخيم زمزم نحو نصف مليون نازح، ومع تصاعد العنف في الأسابيع الأخيرة، فرّ الآلاف من مناطق الصراع بحثًا عن مأوى في المدارس والمباني المجتمعية، أو حتى تحت الأشجار في العراء. كما أبلغ النازحون فرق الإغاثة عن إحراق منازلهم، وعمليات نهب، وعنف جنسي، واعتداءات جسدية أثناء نزوحهم من قراهم.

دعوات عاجلة لتكثيف المساعدات

وقالت المنظمة الدولية إنها رغم تعليق أنشطتها في زمزم، لا تزال تحاول إيجاد طرق لمساعدة النازحين في الفاشر والمناطق المحيطة دون تعريض طواقمها للخطر، مشيرةً إلى أنها ستستمر في تقديم المساعدات لمواجهة أزمة سوء التغذية الحادة والانهيار الصحي في دارفور الغربية والوسطى والجنوبية، رغم العراقيل وضعف الاستجابة الإنسانية.

رغم تعليق أنشطتها في مخيم زمزم، أكدت "أطباء بلا حدود" أنها لا تزال تحاول إيجاد طرق لمساعدة النازحين في الفاشر والمناطق المحيطة، دون تعريض طواقمها للخطر. كما شددت على أنها ستستمر في تقديم المساعدات لمواجهة أزمة سوء التغذية الحادة والانهيار الصحي في دارفور الغربية والوسطى والجنوبية، رغم العراقيل وضعف الاستجابة الإنسانية.

وجددت المنظمة دعوتها إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل في المناطق التي لا تزال المساعدات ممكنة فيها، مؤكدةً أنه يجب على جميع الأطراف السماح بوصول المساعدات دون عوائق. كما طالبت المجتمع الدولي باستخدام نفوذه لتخفيف العقبات التي تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا بسبب الجوع وانعدام الرعاية الطبية.

وفي بيان لمنظمة الهجرة الدولية، جاء أن "10 آلاف أسرة نزحت من مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، يومي 11 و12 شباط/فبراير الجاري، جراء المعارك الدائرة في المدينة"، مشيرةً إلى أن "الأسر نزحت إلى مواقع أخرى داخل الفاشر ومنطقة دار السلام".

كما أوضحت أن "بين 13 و15 شباط/فبراير الجاري، نزحت ما يقدر بنحو 1544 أسرة من قرى مختلفة في جميع أنحاء منطقة دار السلام بسبب تصاعد العنف وانعدام الأمن".