02-أبريل-2016

البعض من مستخدمي هذه البطاقة يستعملونها للنصب ولخرق القانون(فيسبوك)

رفضت الحكومة المغربية، مؤخرًا، مقترح قانون تقدم به الفريق الاشتراكي، في الغرفة الأولى للبرلمان، لمنع بعض الألقاب في سجل المواليد، مثل "سيدي" أو "لالة"، لما تحدثه من تمييز بين أفراد المجتمع. وهذه الألقاب يتخذها أشخاص يقولون إن نسبهم يعود إلى سلالة النبي محمد، ويلقبون بـ"الشرفا" أو "الشرفاء" في المجتمع المغربي، ويطالبون باقي المجتمع أن يتم مناداتهم بـ"سيدي" يعني سيد أو "لالة" يعني سيدة، والبعض منهم لا يجيب الآخر إلا بعد مناداته بـ"سيدي" أو "مولاي" أو "لالة" أو "الشريف".

تنتشر في المغرب ألقاب "سيدي" و"لالة" للتعبير عن نسب بعض العائلات إلى سلالة النبي محمد ويُلقبون بـ"الشرفاء"

اقرأ/ي أيضًا: أسماء أمازيغية ممنوعة في المغرب!

ترى رباب بلقايد، الطالبة الجامعية، أن مسألة "الشرفاء" تبقى ثقافة متوارثة، وهي ثقافة لا يمكن إلغاؤها أو عدم الاعتراف بها، حسب رباب. وتتابع: "داخل مجتمعنا هناك شرفاء فعلًا ينتسبون بالوراثة إلى سلالة النبي، وهذه حقيقة وبالتالي لا أعتبر ذلك تمييزًا أو تحقيرًا للآخرين".

ولا تعتقد رباب أن هذه الألقاب قد تؤثر على تركيبة المجتمع أو على حقوق المواطنين، فهي كما تقول "ليس لها أية تداعيات على مصالح المواطن، وبالتالي لا يجب تضخيم الأمر وتحويله إلى قضية وكأن المغرب ليس فيه مشاكل تستوجب الحل سوى منع تداول هذه الألقاب".

لكن لا يتفق جميع المغاربة مع رأي رباب ولا يحبذ بعضهم مناداة أشخاص بهذه الألقاب، مبررين ذلك بأنها تحدث تمييزًا وفوارق بين الناس، خاصة وأننا في عصر تجاوزنا فيه مسألة النسب. كوثر جلال واحدة من هؤلاء الأشخاص، حيث تقول إن "استعمال ألقاب "الشريف" و"مولاي" و"سيدي"، يعتبر تمييزًا بين المواطنين". وتطالب كوثر بمنع استعمال هذه الألقاب، تفعيلًا للدستور الذي يساوي بين المواطنين.

ترى كوثر أن الشرف يحصل عليه الإنسان بخدماته ومبادئه وليس بالنسب فلا أحد يختار نسبه، فهي مسألة متجاوزة في نظرها. تضيف كوثر، التي تعمل كموظفة في أحد المتاجر بالبيضاء، "بعض الشرفاء سامحهم الله، يستغلون سذاجة الناس ومن ثم لا يترددون في ابتزازهم، فكلما أرادوا استغلال الناس يأتون بالبطاقة التي تظهر بأنهم يحملون لقب شريف ومن ثم يسرقونهم وأحيانًا يبتزونهم".

يرى بعض المغاربة أن "ألقاب الشرفاء" تحدث تمييزًا وفوارق بين الشعب الواحد ويدعون لمنعها من سجل المواليد

اقرأ/ي أيضًا: "أتاي".. شاي المغرب المقدس

البطاقة التي تتحدث عنها كوثر هي خليط من رموز ملكية ودينية ووطنية، وقد كتب عليها "يجب احترام وتوقير حامل هذه الشارة"، وأحيانًا البعض من مستعملي هذه البطاقة يدعون أنهم من سلالة آل البيت ويستخدمونها للنصب ولخرق القانون. لكن وزارة الداخلية كانت قد شددت الخناق على البعض من هؤلاء الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم لقب "الشرفاء"، ويستغلون هذا اللقب عبر بطاقات خاصة لتحقيق حاجياتهم.

فحسب بلاغ للداخلية المغربية "لوحظ أن بعض الهيئات والأشخاص يلجؤون إلى طبع وتوزيع بطاقات تحت تسمية "بطاقة خاصة بالشرفاء" تحمل صورة للمنتسبين، مخططة باللونين الأحمر والأخضر، ومختومة ببعض الرموز المشابهة للبطائق المهنية المخصصة للموظفين العموميين".

ونظرًا لعدم مشروعية هذه التصرفات ومخالفتها للقانون، يقول بلاغ وزارة الداخلية: "أعطيت تعليمات في هذا الشأن إلى الولاة والعمال والوكلاء العامين للملك ووكلاء الملك قصد التصدي لمرتكبي هذه الأفعال، سواء منهم الذين يشرفون على تسليم هذه البطاقات من أجل ابتزاز المواطنين، أو لحامليها الذين يحاولون استغلالها لقضاء أغراضهم الشخصية".

هذا الإجراء جاء مفاجئًا لـ"شرفاء المغرب"، تقول نادية البقالي، السيدة الستينية، لـ"الترا صوت": "أنا "شريفة" أبًا عن جد، وأتوفر على أوراق تؤكد نسبي الشريف، وأستنكر الأشخاص الذين يبتزون الآخرين أو ينصبون عليهم ويرون أنهم فوق القانون، لكن في نفس الوقت يجب على الآخرين احترامنا، وقد اعتدت على مناداة الناس بـ"لالة" لكن في المقابل لا أهتم في حال منعت السلطات هذه الألقاب، فمعارفي جميعهم ينادونني بـ"لالة" وهذا يكفيني". تستطرد نادية: "أقول هذا الكلام ليس غرورًا بل هكذا جرت العادة منذ سنين، ويجب أن نحترم تقاليدنا لا معنى لتغييرها الآن".

اقرأ/ي أيضًا:

عاشوراء المغرب.. يوم للفرح والفرجة

حفلات للطلاق عند صحراويات المغرب!