17-أغسطس-2022
Umit ozdag

أوميت أوزداغ (Getty)

أطلق السياسي التركي وزعيم حزب النصر "الظفر" المعارض أوميت أوزداغ تغريدات تعادي اللاجئين السوريين وتحض على كراهيتهم. إلا أن تغريده هذه المرة لم يقتصر على معاداة السوريين بل طال تحريضه الفلسطينيين أيضًا، باتهامهم أنهم باعوا منازلهم وأرضهم لليهود، حتى سيطر الإسرائيليون على معظم الأراضي الفلسطينية، محذرًا من خطر الوجود السوري في تركيا.

حذّر أوزداغ من "فلطنة" تركيا، أي جعل تركيا فلسطين ثانية بواقع يسيطر عليه محتلّ أجنبي على حدّ تلميحه

ونشر أوميت أوزداغ صورتين واحدة لخارطة فلسطين، يزعم فيها تطوّر سيطرة اليهود على فلسطين بعد بيع الفلسطينيين لأرضهم، حتى باتوا لا يملكون فيها شيئًا تقريبًا، وأخرى لخارطة تركيا وتوزّع اللاجئين السوريين فيها وأعدادهم في كل ولاية، الأمر الذي لاقى تفاعلًا كبيرًا لتغريدته، حيث وصل التفاعل إلى أكثر من 40 ألف إعجاب وإعادة التغريد بالآلاف.     

التغريدة تضمنت تحذيرًا من "فلطنة تركيا" أي جعل تركيا فلسطين ثانية، قائلًا: "إذا قمتَ بفحص هاتين الخريطتين بعناية، فسترى أن تركيا أصبحت فلسطين، وكان الفلسطينيون قد باعوا أراضيهم قائلين:لن يحدث شيء، تمر تركيا بعملية مماثلة، حزب النصر هو الذي يقاوم فلسطيننة تركيا، والنصر للأمة التركية".

فلسطين محتلة

انتقد ناشطون وصحفيون أتراك وسوريون تغريدة أوزداغ، خصوصًا أنها تقلب الحقائق بجعل فلسطين أرضًا تم بيعها وليس أرضًا تم سلبها بقوة السلاح وإجرام الاحتلال الإسرائيلي، متناسيًا النضال المستمر منذ عشرات السنين للفلسطينيين الذين ما زالوا يقاومون ويتشبثون بأرضهم ويطالبون بالعودة إليها كاملة. كما طالت الانتقادات اعتبار أوزداغ السوريين غزاة محتلين على حد تلميحه، وليسوا لاجئين فرّوا من أهوال حرب شاملة. 

الصحفي التركي حسني محلي كتب تعليقًا على تغريدة أوزداغ، "سيدي العزيز؛ لم يقم الفلسطينيون ببيع أراضيهم، فحتى عند قيام دولة إسرائيل عام 1948 كانت الملكية اليهودية في فلسطين ضئيلة".

بدوره، غرّد يعقوب أوزترك متهمًا أوزداغ بالتلاعب بالحقائق "ما نوع التلاعب الذي تفعله سيد أوميت! احتلت إسرائيل تلك الأراضي، إنك تستفز الناس فقط من خلال إظهار الأماكن المشتراة في تركيا، وكأن المدينة بأكملها قد تم بيعها! معظم مشتري العقارات في تركيا روس وبنسب عادية!".

واستنكر الباحث والإعلامي التركي، محمد صديق يلدرم، ما غرّد به أوزداغ، قائلًا: "أستنكر هذا الكلام جملة وتفصيلًا، فعلًا هذا المخلوق بلاء على الأتراك والأخوة العرب، أرجو من الأخوة العرب عدم الإساءة للأتراك، أدعو كل أخ عربي وتركي برفع دعوة ضد أوميت أوزداغ"، واصفًا إياه بـ"عدو الإنسانية".

من جانبه، دعا الصحفي السوري عدنان الحسين، الفلسطينيين إلى الوقوف إلى جانب السوريين ضد "عنصرية" رئيس حزب النصر التركي، ودعم حملة ضده، ليعرف العالم من هذا "التافه القذر"، على حد تعبيره.

الصحفي السوري علي نمر تعجّب من تغريدة أوزداغ، ومصطلح "فلسطنة تركيا" الذي ذُكر، فكتب في منشور عبر فيسبوك، "هل توجد كراهية وعنصرية أقذر من هذه؟ سمعنا بالصوملة واللبننة والعرقنة لكن هذه أول مرة بحياتي أسمع بـ(فلسطنة)، ولعمري هذه تسجل باسم هذا العنصريّ الفاشيّ، وعلى الأصدقاء الفلسطينيين الرد عليه وفق المطلوب".

 

#تسقط_العنصرية_والفاشية وفق مجموعة «INT» الصحفية، فإن رئيس حزب «النصر التركي» المعارض، وعضو البرلمان المعادي لوجود...

Posted by Ali Nemr on Monday, August 15, 2022

وسخرت الصحفية السورية راما العبوش من معلومات أوزداغ، متسائلة من منحه الشهادة؟، وعلّقت عبر حسابها في فيسبوك، "هذا مو بس عنصري، وإنما غبي بالتاريخ والجغرافيا أيضًا".

 

هذا مو بس عن.ص.ري وإنما غبي بالتاريخ والجغرافيا أيضاً. #مين_عطاه_الشهادة؟

Posted by Rama Alabboush on Monday, August 15, 2022

عنصرية تتمدّد

لا تتوقف نتائج عنصرية ومعاداة زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ للسوريين عند حدّه، وإنما تمتد إلى الشارع التركي الذي بدأ يتأجج بسبب خطاب الكراهية والتحريض ضد اللاجئين السوريين، فقبل أيام، قتل شاب سوري طعنًا في مدينة إسطنبول، ووجّهت أصابع الاتهام إلى متطرفين عنصريين، فيما قالت وسائل إعلام تركية إنه توفي بسبب حادثة. تزامنت هذه الواقعة مع حادثة طعن خمس شبّان سوريين في ولاية بولو التركية، وهم جالسون في حديقة، بدوافع عنصرية، كما تكررت حوادث مشابهة على مدار الأشهر الماضية، كانت لنفس الأسباب والدوافع.

عند تصفح حساب أوزداغ في تويتر، يمكن ملاحظة أنه تكاد لا تخلو تغريدة من ذكر السوريين، ومعاداتهم، ما دفع نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل جتاكلي إلى التغريد عبر حسابه في تويتر، مخاطبًا أوزداغ: "أنت لست إنسان، بسبب أكاذيبكم، تعرض أربعة أبرياء كانوا جالسين في حديقة بولو للطعن، وضُرب واحد بالأمس، لن يكون لديك مكان للراحة".

في حين، انتقد والي غازي عنتاب داوود غول أسلوب أوزداغ بتصيّد الوقائع الفردية، واستغلالها لأغراض سياسية، في تغريدة له عبر تويتر، "وضع جدول الأعمال على الأحداث الفردية يضر بسلامنا الاجتماعي"، مفنّدًا أكاذيب ادعى حدوثها أوزداغ، للتحريض ضد السوريين.

وفقًا لإحصائيات دائرة الهجرة التركية، يعيش أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون سوري من حملة بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك) في تركيا، وهو ما نسبته 4% من عدد السكان، يتمركزون في إسطنبول أولاً، بأكثر من نصف مليون سوري، ثم في الولايات الجنوبية القريبة من الحدود السورية بنحو مليون ونصف المليون سوري، موزعين على محافظات غازي عنتاب، كلس، هاتاي وأورفا.