10-ديسمبر-2021

سوزان عليون وديوانها ما يفوق الوصف

ألترا صوت – فريق التحرير

تتميز تجربة الشاعرة والرسّامة سوزان عليوان بأنها تكتب نصوصًا شعرية موجزة، ذات نبرة خافتة، مفعمة بالدفق العاطفي البريء. وكما في الشعر كما في الرسم تمامًا، هناك براءة تنطق وتقدم نفسها بكل صدق.

في قصيدة "حياة سابقة"، المأخوذة من ديوان "ما يفوق الوصف" (إصدار خاص 2010) تصاب الهوية الشخصية بخلل حاد بسبب غياب من نُحبّ، أو خلال انتظاره، لهذا ستشعر الشاعرة بأن ما كتبته سابقًا ليس لها، وحتى صورها القديمة لن تعود تنتمي إليها.


يحدثُ

أن أقرأَ بالمصادفةِ

شيئًا قديمًا كـتبتُهُ،

وما عدتُ أشعرُ

أنَّهُ يشبهُ الشِّعْرَ كثيرًا

أو أنَّهُ، على الأقلِّ، يشبهُني.

 

أن تقعَ يدي

على صورةٍ

بالأبيض والأسود

لي،

أو من نهاياتِ القرنِ الماضي

 

بذلكَ النحولِ الحالمِ

بعينيْنِ واسعتينِ على العالم.

 

أن أتذكَّرَ معطفًا

كليلٍ طويلٍ على الأكتاف

جلدي كانَ

مخبئي وظلِّي،

 

عطرًا عربيًّا كنتُ أستخدمُهُ

ويستوقفُ العابرينَ

ليسألوني عن اسمِهِ

كما لو حبيبي،

 

مقهىً على رصيفٍ

كُلَّ صباحٍ أرتادُهُ

أُصادقُ عصافيرَهُ الثرثارة،

 

شارعَ مطرٍ

تحتَ أشجارِهِ الصفراءِ أمشي

وسطَ الغرباءِ

دونَ وجهةٍ أو مظلَّة.

 

أن أستعيدَ ضحكًا بعيدًا مع أصحاب،

دموعًا نسيتُ أسبابَها

على وسادةٍ

في سريرٍ

في إحدى حجراتي.

 

تمرُّ المدنُ

الوجوهُ

الصفحات،

 

من أمامي تمرُّ مرآتي

حياةً سابقة.

 

ذكرى حقيبةٍ

أطيافُ ناسٍ وجدران

أصواتٌ متداخلةٌ

علاقاتٌ ذائبة.

 

لبرهةٍ

يؤلمني غيابُكَ،

 

وهل كانَ كُلُّ ما مضى

بتفاصيلِهِ الصغيرةِ

العابرة

سوى انتظارِك؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

أسامة الدناصوري: سلّملي على طه

فروغ فرخ زاد: ستأخذنا الريح