24-أغسطس-2016

مرآة السيارة التي تنقل بها وولش في سوريا (نيويورك تايمز)

بكاميرا صغيرة وجهاز موبايل صور ديكلان وولش، دون أن يخرج من السيارة، رحلته في واحدة من أكثر بؤر الصراع جحيمية في العالم.

يقول وولش عن دمشق إنها المدينة الوحيدة التي تشعر في سير حياتها اليومي بالروتين الطبيعي لكنك تشم في الأفق رائحة التوتر والترقب والقلق.

توجه وولش إلى مدينة إسرية التي تبعد 100 كيلومتر عن حماة وهي إحدى المناطق التي يسيطر عليها النظام ولكنها محاصرة بقتال عنيف يدور على أطرافها. في إحدى المناطق المقفرة التابعة للجيش أراه أحد الجنود كومة من الذخائر التي كانت مع أحد مهربي الأسلحة في المنطقة.

اقرأ/ي أيضًا: ثلاثة أسباب للتقارب الإيراني التركي

الهدف الأساسي من رحلة وولش هو أن يعاين على الطبيعة المناطق المقسمة وأحوالها اليومية، تلك التي يسيطر عليها الجيش النظامي المؤيد لنظام الأسد والأخرى المقسمة بين الجيش الحر وجبهات تدعمها الولايات المتحدة وبعض دول الخليج والإسلاميين.

يقول وولش عن دمشق: "إنها المدينة الوحيدة التي تشعر في سير حياتها اليومي بالروتين الطبيعي لكنك تشم في الأفق رائحة التوتر والترقب والقلق. لم تعد القذائق تقترب من المدينة القديمة وعلى الرغم من أن الجامع القديم الكبير بقي على حاله إلا أن القتال استمر في الضواحي المحيطة به".

يقول وولش: "إن السائق الذي رافقني طوال رحلتي كان لطيفًا، كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ويتابع الإذاعة البريطانية، ولكن على الرغم من ذلك كان واضحًا أنه يعد عليَّ أنفاسي ويراقبني في كل حركاتي".

و عن حمص يروي وولش أنها من المناطق التي تسيطر عليها حكومة النظام إلا أن كثيرًا من أجزائها مدمر.

في الطريق من إسرية إلى حلب وعلى بُعد عشرة أميال تقريبا من بداية الطريق يمكنك أن تمر على طريق مقفر حيث يمينك يسيطر عليه "تنظيم الدولة الإسلامية" وبعده بقليل طريق تسيطر عليه جبهة النصرة.

اقرأ/ي أيضًا: أردوغان في روسيا..رسالة للغرب

وفي حوار عن رحلته إلى سوريا، تم سؤاله عن إذا كانت مدينة حلب مغلقة بالكامل؟ هل هناك أي شكل من أشكال الحياة الحية هناك أم أن المدينة مغلقة تمامًا؟

فأجاب وولش "كان من أكثر الأشياء المفاجئة بالنسبة لي هو أن الحياة لازالت تسري في حلب بشكل "طبيعي" على الرغم من كل ما يدور فيها. وعلى الرغم من أن كثيرًا من أرجاء المدينة تحول إلى أنقاض فإن المدينة لا يزال فيها أناس يتمشون على جوانب الطرقات، وإشارات مرور، وسيارات تمضي في الطريق، وفنادق ومقاهي ممتلئة بالزبائن وجامعات ومدارس مفتوحة. والغريب أن خلفية الحياة اليومية تلك هو مزيج من أصوات انفجارات وقصف".

"كنت أسمع بانتظام صوت سقوط قذائف على الجبهة، وصوت الطائرات الروسية "الجيت" تقصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وإن كثيرًا من سكان المدينة أصبحوا قادرين على التمييز بين أصوات الانفجارات المختلفة من كثرة ما اعتادوا عليها"، يضيف وولش.

يقول وولش إن الأمر اختلف كليًا حين اقترب من الجبهة حيث تنقسم المدينة على نفسها ما بين خط يسيطر عليه المتمردون، وآخر يسيطر عليه الجيش النظامي، تتحول المدينة إلى مدينة أشباح حتى المدينة القديمة التي أعلنها اليونيسكو تراثًا للإنسانية تم إغلاقها من قبل الجيش.

و يستطرد وولش أنه في اليوم التالي قصفت الطائرات مستشفى للأطفال وهرعنا إلى المستشفى، حيث رأينا بأم أعيننا ولأول مرة خشونة الحرب وقسوتها في سوريا. وكان ذلك مجرد يوم واحد في مدينة واحدة تستمر فيها الحرب من خمس سنوات.

"وحين عدت إلى غرفتي في الفندق كان على بعد شارع منه حفل زفاف مقام، كنت أبتلع ريقي من الدهشة، ولكني كنت مدعوًا!"، يكمل وولش. "كنت أرى في أعين الشباب الذين يرقصون في العرس حماسًا غريبًا رغم أن مأساة متكاملة قد حدثت على بعد شارعين من مكان العرس فقالوا لي: "لقد اخترنا أن نعيش وما يحدث حولنا يحدث منذ خمس سنوات، ولكن ما تغير هو أننا اخترنا الاستمرار في الحياة".

رابط المقال الأصلي وبعض الصور التي التقطها وولش وتعليقه الصوتي عليها على النيويورك تايمز: What I Saw in Syria

اقرأ/ي أيضًا:

النازحون في العراق..مخيمات الموت المهملة

2016..النظرية التي تفسر عامًا سيئًا للغاية