06-سبتمبر-2017

تباينت وجهات النظر في التعامل مع المنتخب السورية لكرة القدم في تصفيات التأهل لكأس العالم (يوتيوب)

اشتعلت حسابات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام، بعد النتائج التي حققها منتخب سوريا لكرة القدم على صعيد التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم بروسيا العام المقبل، إلا أن حدتها ارتفعت خلال اليومين الماضيين بالتزامن مع اقتراب موعد المباراة الفاصلة مع إيران، والتي انتهت أمس الثلاثاء، بالتعادل بهدفين لكل منتخب، وجددت آمال المنتخب السوري بالتأهل للمونديال العالمي.

فيما يروج مؤيدو النظام السوري لعدم خلط السياسة بالرياضة، يتجاهلون الرياضيين السوريين الذين قضوا في المعتقلات بسبب آرائهم السياسية

هل للرياضة علاقة بالسياسة؟

قبل بدء المباراة، وفي محاولةٍ يائسة منها، بدأت ماكينة إعلام النظام السوري بالتشديد على فصل الرياضي عن السياسي. أمّا من جهة آخرين يقفون في المنتصف، فيرون أنّ المنتخب يمثل كافة السوريين، في حين أن السوريين الذين هُجّروا من بلادهم قسرًا بسبب قمع النظام وعنفه الذي دفع البلاد لحرب شرسة لسنوات؛ فهؤلاء أغلبهم يرفضون أن يكون للنظام السوري أي دورٍ في تمثيلهم وبلادهم في أي محفل دولي، على كافة المستويات، بما فيها الرياضية.

اقرأ/ي أيضًا: "باسل الأسد".. الاسم الدائم لفرق سوريا الرياضية!

ولعله من واضح الأمور أن الإنجاز الكروي الأخير للمنتخب السوري لن يكون بريئًا، فلاشك أنّ النظام السوري سيستثمره سياسيًا للترويج أولًا لثباته، وثانيًا لكون الحياة تسير بصورتها الطبيعية في مناطق سيطرته. 

لكن كثيرًا من مؤيدي النظام السوري اعتبروا أنّ ما حدث هو إنجاز لجميع السوريين، من باب عدم خلط السياسة بالرياضة. لكن اللافت هي المقاربة الكامنة في ما يرددونه، إذ إنهم أنفسهم من تجاهلوا الرياضيين السوريين الذين قضوا في معتقلات النظام بسبب تأييدهم للاحتجاجات السلمية.

مقتل 253 رياضيًا خلال 6 سنوات

ومنذ آذار/مارس 2011 وحتى آذار/مارس 2017، قُتل ما لا يقل عن 253 رياضيًا سوريًا، بينهم 10 قضوا تحت التعذيب، فضلًا عن اعتقال 447 رياضيًا بينهم 183 مسجلين في عداد المختفين قسريًا، وذلك وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

مع ذلك لم تمنع الإحصائيات الموثقة بعض اللاعبين المعارضين المحترفين في الدوريات الخليجية، من العودة للعب مع المنتخب الذي حضر مدربه السابق فجر إبراهيم، مؤتمرًا صحفيًا وهو يرتدي قميصًا مطبوعًا عليه صورة لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وقد أعلن في وقت سابق، كل من فراس الخطيب وعمر السومة عودتهما للعب في صفوف المنتخب، وهي الخطوة التي منحت النظام السوري دفعًا معنويًا قد يستغله في إغراء لاعبين آخرين للعودة إلى دمشق.

على مواقع التواصل الاجتماعي

واستبق المعارضون السوريون موعد المباراة بيوم، عندما بدؤوا بإعلان مواقفهم عبر صفحاتهم الاجتماعية. وفي منشور طويل استبق موعد المباراة بيوم واحد، كتب المصور محمد بدره، المقيم في مدينة دوما المحاصرة: "نتمنى هنا حقًا لو كنا نستطيع حضور المباراة أو حتى معسكر التدريبات، إلا أن حاجز المخيم يمنعنا من الخروج، فنحن نعتبر مواطنين درجة ثالثة في السلم الهرمي المناطقي لتصنيف الأفراد في هذا البلد". 

وأضاف بدره قائلًا: "يتمنى السوريين هنا أن يشاهدوا المباراة، وأن يقوموا بتشجيع المنتخب الذي يحمل صورة قاتلهم فوق قمصانه! إلا ان الحكومة السورية قطعت التيار الكهربائي وكافة أنواع الاتصالات منذ حوالي أربع سنوات عليهم".

وفي إشارة للتأييد المقدم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للنظام السوري، كتب زياد خليل: "إن فاز (المنتخب السوري) اليوم سيهدى الفوز للرئيس الأسد راعي الرياضة و الرياضيين . أمّا إن خسر ستكون الخسارة لسورية، لكن تكون قد فازت إيران، و في الحالتين سيفرح الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

وعن الأجواء التي تخللت المباراة، كتب جمال داوود على فيسبوك، ساخرًا بقوله: "حدا يفسر لنا زملاء ليش المنتخب الإيراني لما سجلوا غول علينا راحوا اللاعبين للكميرات واحتفلوا واحتفل الجمهور الإيراني بالملعب فرحة هستيرية، كأنه مسجل على فريق البرازيل". 

من جانبه اختار مؤيد شيخ حسن، التعليق برأيه في المباراة بنشر صورة لحارس منتخب سوريا للشباب السابق عبد الباسط ساروت الذي أصبح على رأس قائمة المعارضين المطلوبين للنظام السوري منذ أن صدح صوته محمولًا على أكتاف المتظاهرين يهتف معهم للحرية في أحياء مدينة حمص القديمة.

أحمد الأطرش رد على مزاعم النظام بفصل السياسة عن الرياضة، بقوله: "هذا النظام لا يفصل أي شيء عن السياسة". وفي إشارة ساخرة للدعم الإيراني المقدم للنظام السوري، كتب علي دياب: "المنتخب السوري ما عندو دفاع عندو حاجز طيار وما بيوقف الحرس الثوري"!

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الكاراتيه السوري.. ضربة قاضية من النظام

العسكرية في سوريا.. فيلم رعب طويل