12-نوفمبر-2021

سهراب سبهري وأعماله بالعربية

ألترا صوت – فريق التحرير

سهراب سبهري (1928 - 1980) شاعر ورسّام إيراني، يعد أبرز شعراء اللغة الفارسية في القرن العشرين. هو أقرب ما يكون إلى الصوفي الباحث عن نور في الروح الفردية. منح الطبيعة شغفه في شعره وفي لوحاته معًا.

أُخذت هذه القصيدة من الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر التي قام ترجمتها غسان حمدان، التي قال في مقدمتها: "في شعر سهراب حضور واضح للحجر والنهر والجبل وجميع رموز الطبيعة. ويتحد هو نفسه مع هذه الرموز، إذ كان يرى أنها تنتظم في سلسلة الوجود الكبرى. وأن فقدان شيء ما يخلّ لنظم سلسلة الحياة".

في المقدمة التي وضعها حمدان قصة تختصر شخصية سبهري. وهي أنه وجَّه أحد النقاد الإيرانيين المعروفين نقدًا لاذعًا لسهراب قائلًا: "بينما تقوم الولايات المتَّحدة بقصف فيتنام بالنَّابالم، وتقتل البشر هناك، أكنتَ قلقًا بشأن سقي حمامة؟"، فردَّ عليه سبهري: "يا صديقي العزيز، إنَّ القصَّة هنا. فمَنْ لم يتعلَّم الشِّعر؛ ليقلق على سقي حمامةٍ ما، لن يهتمَّ بموت البشر في فيتنام، أو أيِّ مكانٍ آخر، بل يعدَّه أمرًا بديهيًّا".


يا لها من سهول شاسعة

ويا لها من جبالٍ شاهقة

ويا لها من رائحة الحشائش التي تفوح في روضةِ الوردِ!

كنت أبحث في هذه القرية عن شيء ما:

ربما عن حلم

عن نور، عن رمال، عن ابتسامة.

 

وراء أشجار الحور

كانت ثمة غفلةٌ نقيةٌ نادتني

 

بقيت عند حقل القصب، وكانت الرياح تهب،

فأصختُ السمعَ:

من كان يتكلم معي؟

تدحرج ضبّ،

انطلقت

كان حقل البرسيم في الطريق

ثم مزرعة الخيار، وأجمات الورد الملون

ونسيان التراب.

 

على حافة الماء

خلعتُ الحذاءَ، وجلست؛ وقدمي في الماء:

كم أنا مفعم بالحياة اليوم

وكم جسدي كان واعيًا!

عسى ألاّ يصل حزن من وراء الجبل.

من وراء الأشجار؟

لا أحد؛ وما من بقرة ترتع في الحقل

إنه ظهيرة صيفية

وتعلم الظلال أيَّ صيف هو.

ظلال غير مبقعة

في ركن مضيء نظيف.

يا أطفال الإحساس! هنا مكان اللعب.

ليست الحياة بخالية:

بل ثمة حنان، وتفاح، وإيمان.

نعم؛

طالما هناك شقائق النعمان، فيجب أن تستمر الحياة

 

في قلبي شيء ما

مثل غابة نور، مثل حلم وقت الفجر

جزع أنا بحيث أودّ أن أعدوَ حتى قاع السهل،

حتى قمة الجبل

ففي الأماكن البعيدة صوتٌ يناديني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عقيل علي: مؤكّدًا

بشير البكر: بكاء على السين