14-أكتوبر-2022
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (Getty)

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (Getty)

مع دخول الحرب في أوكرانيا منعرجات حاسمة، كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في أكثر من مناسبة إنه سيتخذ كل الإجراءات للدفاع عن مصالح بلاده، بما في ذلك استخدام السلاح النووي إذا اقتضت الضرورة. كما برز تصريح للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في وقت سابق طالب فيه من نظيره الروسي بنشر أسلحة نووية على أراضي بلاده، مهددًا في نفس الوقت باستهداف عواصم القرار الغربية، بالإضافة لدعوة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الكرملين بتوجيه ضربات نووية تكتيكية في أوكرانيا، بعد الهزائم الأخيرة التي مني بها الجيش الروسي هناك.

مع دخول الحرب في أوكرانيا منعرجات حاسمة، كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا

هذه التهديدات دفعت بالولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا بأخذ احتمال التدخل النووي على محمل الجد، محذرة في نفس الوقت روسيا من مغبة الإقدام على هذه الخطوة. وفي آخر تطورات هذا الموضوع، هدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالقضاء على الجيش الروسي كليًا في حال استخدم الرئيس الروسي السلاح النووي ضد أوكرانيا. وقال بوريل في كلمة له خلال مشاركته في افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في العاصمة بروكسيل إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول إنه لا يخادع، حسنًا، يجب عليه أن يفهم أن الدول الداعمة لأوكرانيا، الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، والولايات المتحدة، وحلف الناتو، هم بدورهم لا يخادعون". وأضاف "أي هجوم نووي ضد أوكرانيا سيولد ردًا، ليس ردًا نوويًا بل ردًا عسكريًا قويًا من شأنه أن يقضي على الجيش الروسي".

أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، فقد قال إن "الحلف لن يخضع للترهيب، التصريحات النووية الروسية خطيرة ومتهورة، ويعلمون أنهم لو استخدموا سلاحًا نوويًا ضد أوكرانيا سيكون لذلك عواقب وخيمة". وأضاف ستولتنبرغ خلال اجتماع  لوزراء دفاع دول حلف الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل إن "الحلف سيراقب التدريبات النووية السنوية في روسيا عن كثب، كما فعل على مدى عقود وسيبقى متيقظًا، خاصة في ظل التهديدات المستترة والتصريحات الخطرة التي شهدناها من الجانب الروسي"، محذرًا موسكو من "عواقب وخيمة إذا استخدمت أي نوع من الأسلحة النووية ضد أوكرانيا". لكنه رفض الإفصاح عن  طبيعة رد الحلف على ذلك، قائلًا "لن نتطرق لطريقة ردنا، لكن ذلك سيغير جذريًا طبيعة الصراع، سيعني أن خطًا فاصلًا بالغ الأهمية قد تم تخطيه"، وتابع "حتى استخدام سلاح نووي صغير سيكون أمرًا خطرًا للغاية، وسيغير بشكل جذري طبيعة الحرب في أوكرانيا".

بدوره وصف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية بأنها "متهورة، وغير مسؤولة"، وامتنع عن التكهن بطبيعة رد الحلف قائلًا خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع وزراء دفاع الحلف: "أنا أطالع المؤشرات والتحذيرات، لا أرى أي حاجة لتغيير ما نفعله الآن".

وكان منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قد حذر خلال تصريح لقناة الجزيرة من أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يأخذان على محمل الجد التصريحات الروسية باللجوء للسلاح النووي في الحرب على أوكرانيا إذا لزم الأمر، لكنه بالمقابل أكد على أن الولايات المتحدة "تتفق مع الجانب الروسي بأنه لا يجب الخوض في حرب نووية، وأنه لا يمكن الفوز فيها".

يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في تصريح سابق بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يمزح بشأن استخدام السلاح النووي التكتيكي، مضيفًا "ما نعيشه هو الأخطر منذ أزمة صواريخ كوبا والوضع أشبه بأرمغدون". وتابع "لم نواجه احتمال حدوث أبوكاليبس منذ كينيدي، وأزمة الصواريخ الكوبية"، مشيرًا إلى أن "واشنطن تسعى لإيجاد مخرج لبوتين".

وصف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية بأنها "متهورة، وغير مسؤولة"، وامتنع عن التكهن بطبيعة رد الناتو

يشار إلى أن عددًا من زعماء الدول الغربية أدانوا تهديدات روسيا باللجوء إلى استخدام السلاح النووي، متهمين إياها بتعريض السلام العالمي للخطر، مهددين في نفس الوقت بعواقب وخيمة إذا ما نفذت هذا التهديد.