12-يناير-2017

(Getty) غرافيتي في القاهرة

صفحةُ الفيسبوكِ تشابهُ سوقًا كبيرًا

يضمُّ جميعَ البضائع 

فيها الرديء وفيها الثمينُ

تروحُ إليهِ متى ما تشاءُ

وتلبسُ فيهِ كما تشتهي

عبثيًا به قد يكونُ اللقاءُ

هو الوقتُ يمضي ولا ينتهي/

يسيرُ بهِ الناسُ ناسينَ شكلَ الحياةِ

لتبدأَ فيهِ حياةٌ جديدةْ

تمرُّ بمأتمِ حزنٍ وحفلةِ عرسٍ سعيدةْ

بهِ النثرُ يرتعُ تحتَ ظلالِ القصيدةْ

تُصابُ بحمّى الهزيمةِ حينًا

وحينًا ترى خبرًا عن صمودْ

تحبُّ فتاةً إذا ألهبتكَ بضغطةِ زرّ

فتكتبُ عنها كلامًا يطيرُ حمامًا إلى نهدها

فتقولُ: لو أنّكَ قربي، لأسمعتُ قلبي

لهاثَكَ خلفَ ظلالي وأسقيتكَ الخمرَ تحتَ الدوالي

على الخاصِ تأخذُ منها المواعيدَ

تخبرها عن لقاءٍ قريبٍ رغيدْ/

تراها فتمسكُ كلتي يديها

تحيي أصابعها وتقولُ لهنّ: بضغطةِ زرّ خلقتُنَّ حبًّا

تقبّلها فتحسُّ بطعمِ حياةٍ من الواقعيةِ

تكرهُ هذا الشعورَ

تثورُ

تقولُ لها: فلتعودي إلى الإلكترونِ كي أشتهيكِ

وطيري بزرقةِ ذاكَ الفضاءِ لكي ألتقيكِ/

سماءٌ من الإلكترونِ زرقاءُ 

فيها نجومٌ تضيءُ وتخبو

وخيلٌ تفوزُ وتكبو

ويمتزجُ القشرُ في اللبِ

تختلطُ الاتجاهاتُ

لا حكرَ للفكرِ 

لا لونَ للسحرِ

فيهِا شيوخٌ ومجلسُ فتوى

بقربِ ملاهٍ 

فقيرٌ يخيطُ حذاءً قديمًا 

أمامَ مباهٍ

وبوليسُ أيضًا

يصيرُ السياسيُّ كالاقتصاديِّ

والاشتراكيّ كالرأسِماليِّ

حينَ تميلُ الرياحُ/

هو الأرضُ مفتوحة للّـقاءِ

يلاقي الصديقُ العدوَّ

ويجلسُ قربَ الضحيّةِ قاتلُها للقضاءِ

فيحتكمانِ لضغطةِ زرّ 

بضغطةِ زرّ 

تصيرُ النجومُ ترابًا

وتغدو المياهُ سرابًا

ونمشي ضبابًا

مشاعًا، جنونًا، وحبًّا، وكرهًا

بثانيةٍ نجمعُ الضدَّ والضدّ

حينَ نمرُّ على صفحةٍ تتسلسلُ فيها

مشاهدُ قتلٍ ومنشورُ حبّ وصورةُ طفلٍ يئنُّ من الجوعِ

تحتَ موائدَ مفروشةً بالحريرِ

فهلْ نحنُ إلكترونُ لنجمعَ في اللاشعورِ 

خليطًا سيرهقُ فينا الحياةَ إذا ما انفصلنا قليلًا

عن الأزرقِ المستبدّ المبدّدِ آخرَ أقنيةٍ للحياةِ

كأنّا أصُبنا بداءِ الفصامِ

سنحتاجُ وقتًا طويلًا لترميمِ هذا الحطامِ

سنحتاج وقتًا ليصفوَ فينا هديلُ الحمامِ

سنتحاجُ وقتًا لنمسحَ زرقتنا عن وجوهِ المرايا

ونشهقَ حريّة

وسلام.



اقرأ/ي أيضًا:

لا تصدق... أن كل هذه الدمامل جذور

13 شاعرةً من العراق: كل ما أدخر من الوجوه (2 - 2)