سليم البيك... يروي محدودية المساحات والشخصيات في "سيرة لسينما الفلسطينيين"
16 يونيو 2025
عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية صدر كتاب "سيرة لسينما الفلسطينيين: محدودية المساحات والشخصيات"، لمؤلفه سليم البيك.
ووفقًا للبيان الرسمي لصدوره، فإن هذا الكتاب يفرِّق بين السينما الفلسطينية وسينما الفلسطينيين. فيتناول هُنا سيرة السينما الروائية التي صنعها فلسطينيون؛ من أول هذه الأفلام إلى لحظة الانتهاء من العمل على الكتاب. وهو ما ينحصر بين حدثَين محوريين في التاريخ الفلسطيني: انتفاضة الحجارة والحرب الإبادية.
يقدِّم الكتاب سياقًا وطنيًّا يسبق تناولَ السيرة، باعتبار السينما انعكاسًا للحالة السياسية للفلسطينيين، فانتفاضة الأقصى كذلك فرضت تحولًا في هذه السينما.
وضمن هذه السيرة، بحثَ الكتاب النقدي في سمة أساسية لهذه السينما، وهي محدودية المساحات والشخصيات، محيلًا ذلك إلى سياق القصة الفلسطينية وخضوعها لظرف الاستعمار الاستيطاني، بسياساته وإنشاءاته، وامتداد ذلك إلى الشخصيات واحتماليات التحقيق التي تسعى إليها على طول الفيلم. فالمساحة المحدودة أدت كذلك إلى شخصيات بإمكانات محدودة. هذه الثيمة، تبعًا لما توصل إليه الكتاب، هي العلامة الأساسية لسينما الفلسطينيين، مع بروز أفلام كانت استثناءات تُثبت القاعدة، فكان تمرد الشخصيات على محدودية المساحات، مؤديًّا إلى تحررٍ في ذاتها بصفتها شخصيات درامية تتطور مع تقدم القصة.
تناول الكتاب 57 فيلمًا روائيًّا، مبيناً موقع كل فيلم إزاء فكرة المحدودية وتمثيلاتها في ما سمّاه الجيمات الخمسة
تناول الكتاب 57 فيلمًا روائيًّا، مبيناً موقع كل فيلم إزاء فكرة المحدودية وتمثيلاتها في ما سمّاه الجيمات الخمسة (الجندي والجيب والحاجز والسجن والجدار).
ويقسم "البيك" سيرة السينما إلى ثلاث مراحل: مرحلة التأسيس الأولى: في الثمانينيات والتسعينيات، وهي التي مهدت لسينما روائية فلسطينية ما تزال تبحث عن صوتها. ومرحلة ما بعد عام 2000: تأسيس ثانٍ مع انتفاضة الأقصى، وانعطافات سياسية بعد اتفاق أوسلو. ومرحلة ما بعد 2010: تكريس لما يسميه البيك "المحدوديات الاستعمارية"، حيث بلغ التأثير الميداني ذروته.
سيرة وطن عبر الكاميرا
يُمكن تتبع هذه السيرة بمراحلها في صورٍ عديدة لهذا الشعب، وبينها السينما
للفلسطينيين في تاريخهم المعاصر، منذ النكبة، سيرة تراجيدية تمامًا، بمآلات كارثية استحضرت معها بطولات لا تخلو التراجيديات منها. يُمكن تتبع هذه السيرة بمراحلها في صورٍ عديدة لهذا الشعب، وبينها السينما. فكما يقدم الكتاب سيرة نقدية لهذه السينما ضمن السياق التاريخي للقضية الفلسطينية، يحاول، كذلك، تقديم سيرة لهذه القضية من خلال أفلامها.

يُذكر أن سليم البيك: ناقد سينمائي صدر له: "تأملات في الفيلم الفلسطيني" وروائي صدر له "تذكرتان إلى صفورية"؛ "سيناريو"؛ "عين الديك"، وهو يقيم بباريس. يكتب النقد السينمائي والثقافي أسبوعيًّا في صحيفة "القدس العربي". وهو مؤسس مجلة "رمّان الثقافية" ومحررها.