15-فبراير-2016

الأديب الفلسطينيّ سلمان ناطور (1949- 2016)

رحل اليوم الإثنين الخامس عشر من شباط/فبراير 2016 الأديب الفلسطينيّ سلمان ناطور (1949-2016) بعد رحلة 67 عامًا قضاها في توثيق الذاكرة الفلسطينية في الأدب، وفي كفاح طويل على صعيد العمل السياسي والثقافي. كانت مسيرة ناطور، بوصفه أحد مواليد السنة التالية للنكبة، تعبيرًا عن مسار النكبة الفلسطينية نفسه، من جهة تثبيت الهوية والوجود الفلسطيني في الأرض المحتلة، ومن جهة النضال لاسترداد الحق سياسيًا وثقافيًا. كان صاحب "ذاكرة" يرى أن السيرة الشخصية هي شكل من أشكال السيرة الجماعية، فهي سيرة واحدة، ورحلة واحدة.

كان الراحل سلمان ناطور من الجيل الذي كانت حياته تعبيرًا عن مسار النكبة الفلسطينية

درس الراحل الفلسفة، وعمل في الصحافة منذ العام 1968 وحتى 1990 حيث حرر الملحق الثقافي في جريدة "الاتحاد"، ومجلة "الجديد" الثقافية. حاضر في مواضيع الثقافة الفلسطينية، وحرر مجلة " قضايا إسرائيل"، كما أدار "معهد إميل توما للدراسات الفلسطينيه الإسرائيلية"، كما شارك في تأسيس وإدارة عدد من المؤسسات العربية.

في كتابه "ستون عامًا: رحلة الصحراء"، يروي من خلال شيخ يقطع فلسطين من أقصاها إلى أدناها قصة الصراع على الهوية مع الاحتلال، كما يوثق لمختلف المدن والقرى الباقية والمزالة، ويقف عند واقع الإنسان الفلسطيني المحكوم بالانتظار على الحواجز والمحطات. كتابه كان سيرة ذاتية لكنها اختصرت سيرة شعب بأكمله، حيث أثبت تاريخ القضية الفلسطينية تداخل السيرتين الجماعية والفردية.

يذكر أنه صدر له حوالي ثلاثين كتابًا، بينها كتاب باللغة العبريّة، وأربعة كتب للأطفال، وخمس ترجمات عن العبريّة. وقد مثّل الثقافة الفلسطينية في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربية والأجنبية، تميز الراحل بمواقفه الوطنية والتزامه العلمي والسياسي في خدمة القضية الفلسطينية، يعد كتابه البحثي "طائفة في بيت النار"، الذي يتناول أحوال دروز فلسطين بعد احتلالها من أهم الكتابات التي تناولت الأثر الاستعماري الصهيوني في فلسطين، والتي تناولت العرب الدروز في فلسطين وحياتهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جمال الغيطاني.. عين السرد التي أُغمضت

الطيب صديقي.. رحيل المدرسة