29-أبريل-2019

تدعم الإمارات عددًًا من الميليشيات المسلحة في اليمن (تويتر)

على الرغم من الأهداف التي يزعم التحالف السعودي الإماراتي نيته تحقيقها في اليمن، كإعادة حكومة الرئيس هادي إلى العاصمة صنعاء ووقف تمدد الحوثيين، إلا أنه أصبح من الواضح أن لأبوظبي أطماعًا خفية تتوارى خلف المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي لانفصال اليمن، أهمها الاستيلاء على المواقع الإستراتيجية والجزر اليمنية وتعطيل الموانئ المركزية للبلاد، فخلال السنوات الماضية شكلت الإمارات نفوذًا سياسيًا وعسكريًا ومليشيات مسلحة في كل جزء من المحافظات التي سيطرت عليها الحكومة اليمنية.

تحصل القوات الإماراتية على أسلحة بمليارات الدولارات من دول غربية ودول أخرى، لتقوم بنقلها إلى فصائل في اليمن لا تخضع للمساءلة ومعروفة بارتكاب جرائم حرب

تدعم الإمارات الحزام الأمني وقوات مكافحة الإرهاب، والنخب الشبوانية والحضرمية والمهرية والسقطرية، وقوات المقاومة الجنوبية، بالإضافة الى المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال. وتدخل هذه القوات تحت إطار الانتقالي الجنوبي، المطالب بانفصال اليمن، إلا أنها  تنفذ أجندة أبوظبي التي تمولها وتشرف على تدريبها، بالإضافة الى ألوية المقاومة الوطنية التي يقودها نجل شقيق الرئيس الراحل، طارق محمد عبدالله صالح، وكتائب أبو العباس السلفية، في محافظة تعز.

اقرأ/ي أيضًا: حرب الإمارات ضد الشرعية اليمنية

في هذا السياق، فقد اتهمت منظمة العفو الدولية دولة الإمارات، "بنقل أسلحة إلى فصائل متهمة بارتكاب جرائم حرب" في اليمن. وقالت في بيان لها إن "القوات الإماراتية تحصل على أسلحة بمليارات الدولارات من دول غربية ودول أخرى، لتقوم بنقلها إلى فصائل في اليمن لا تخضع للمساءلة ومعروفة بارتكاب جرائم حرب".

كما أكد بيان المنظمة الدولية أن الإمارات أصبحت قناة رئيسية لتوريد المركبات المدرعة، وأنظمة الهاون والبنادق والمسدسات والرشاشات، التي يتم تحويلها بطريقة غير مشروعة إلى الميليشيات غير الخاضعة للمساءلة، والمتهمة بارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الجسيمة، مشيرًا إلى أن اليمن يتحوّل سريعًا إلى ملاذ آمن للميليشيات المدعومة من الإمارات غير الخاضعة للمحاسبة إلى حد كبير. وأنه منذ اندلاع الصراع اليمني في آذار/مارس 2015، زودت دول غربية الإمارات بأسلحة بما لا يقل عن 3.5 مليار دولار أمريكي.

كما تقوم الإمارات بتدريب وتمويل الجماعات المسلحة المتلقية لصفقات السلاح المريبة تلك، ومن بينها ميليشيات "العمالقة" و"الحزام الأمني"، و"قوات النخبة"، إلا أن هذه الجماعات ليست مسؤولة أمام أي حكومة. كما أن بعض هذه الفصائل متهمة بارتكاب جرائم خلال الحملة العسكرية ضد مدينة الحديدة، ومتورطة بحالات تعذيب في شبكة سجون سرية تدعمها الإمارات جنوبي اليمن". يستعرض "ألترا صوت" في هذا التقرير، أبرز الميليشيات التي تمولها الإمارات في اليمن.

الحزام الأمني

سيطرت قوات الحزام الأمني على مدينة عدن جنوب اليمن مطلع العام 2018 عقب مواجهات مع القوات التابعة للرئيس هادي، على الرغم من ادعائها المتكرر أنها تابعة لوزارة الداخلية، وتنتشر في محافظات أبين والضالع ولحج، وشاركت   في "تحرير" عدن  من مسلحي جماعة الحوثيين وشنت حملات ضد تنظيم القاعدة في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

تتلقى هذه الميليشيات الدعم من الإمارات وترفع علم الجنوب العربي قبل الوحدة، وشنت حملات ضد قيادات في حزب الإصلاح، وتتبع سياسة المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال في اليمن.

النخب الإماراتية

أسست القوات الإماراتية النخب الشبوانية والحضرمية، اللتين شنتا حربًا ضد تنظيم القاعدة في محافظتي حضرموت جنوب شرقي اليمن وشبوة، وهي الحرب التي تزعم الإمارات أنها على أولوياتها في اليمن، رغم أن التقارير تشير إلى تنسيق متبادل مع التنظيم الإرهابي، ودعمه بملايين الدولارات لأهداف عديدة، منها كسب ولاء القبائل المحلية، ومقاتلة الحوثيين.

وتسعى هاتان القوتين بالإضافة الى النخبتين المهرية ( محافظة المهرة) والسقطرية (جزيرة سقطرى)، اللتين ما زالت أبوظبي تعمل جاهدة لتدريبهما وتسليحهما، لتنفيذ أجندة خاصة، أهمها السيطرة على الموانئ الاستراتيجية.

حيث نقلت سفن تابعة للإمارات عشرات الأفراد والشباب من أرخبيل محافظة سقطرى إلى عدن، لتدريبهم في معسكرات تابعة لقواتها هناك، بالإضافة إلى تدريب قوات عسكرية في المهرة خارج إطار جهازي الأمن والجيش التابعين للحكومة اليمنية.

كتائب أبو العباس

شاركت كتائب أبو العباس في "تحرير" مدينة تعز جنوب غربي البلاد من مسلحي جماعة الحوثيين في العام 2015، وتتلقى تمويلها من الإمارات وتمتلك معدات عسكرية أكثر مما تملكه القوات الحكومية التابعة لهادي في تعز، ونفذت هذه القوات التابعة للقيادي السلفي عادل فارع المدعو "أبو العباس"، المضاف على قائمة ممولي الإرهاب لدى واشنطن، عمليات اغتيالات طالت العشرات من الجنود التابعين للقوات الحكومية وحزب الإصلاح، بالإضافة إلى نشر الفوضى ونهب الممتلكات.

المقاومة الجنوبية

تكونت المقاومة الجنوبية من السكان لمجابهة التمدد الحوثي في المناطق الجنوبية في 2015، وتتلقى الدعم من الإمارات وتتوزع ولاءاتها بين المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس هادي، وتقاتل المقاومة الجنوبية ضمن القوات المشتركة في محافظة الحديدة غربي اليمن، وجبهات القتال الأخرى، وتدعمها الإمارات بالمال والسلاح.

اقرأ/ي أيضًا: غراميات السعودية والقاعدة في اليمن.. حنين إلى مظلة بريجنسكي

المقاومة الوطنية

عقب مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، في ديسمبر 2017، دعمت الإمارات طارق محمد عبدالله صالح لتشكيل قوات عسكرية  لمواجهة الحوثيين وتحرير العاصمة صنعاء. إذ انضم الآلاف من قوات الحرس الجمهوري سابقًا، إلى ميليشيا طارق صالح التي أطلق عليها "المقاومة الوطنية"، وتتبع الإمارات التي تمولها.

أصبحت الإمارات  قناة رئيسية لتوريد المركبات المدرعة، وأنظمة الهاون والبنادق والمسدسات والرشاشات، التي يتم تحويلها بطريقة غير مشروعة إلى الميليشيات الموالية لها في اليمن

ولا تتبع هذه الميليشيات حكومة الرئيس هادي وتقاتل ضمن قوات التحالف في محافظة الحديدة غربي البلاد. كما استأجرت الإمارات مرتزقة أمريكيين نفذوا عمليات اغتيال لقيادات في حزب الإصلاح "جناح الإخوان المسلمين في اليمن وخطباء وأئمة مساجد بمدينة عدن جنوب البلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بشهادات ضباطها.. تنظيم القاعدة ضمن مرتزقة الإمارات في اليمن

الأسوشيتد برس: اغتصاب وابتزاز جنسي في سجون الإمارات في اليمن