أطلقت شركة "أسدا" البريطانية، والتي تعتبر من الشركات العملاقة في مجال التجزئة، تجربة واسعة لتقنية التعرف على الوجوه الحية في متاجرها، وذلك في محاولة لمكافحة تزايد السرقات والهجمات على الموظفين، وتم تنفيذ هذه التجربة في خمس متاجر بمنطقة مانشستر، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتعمل التقنية من خلال دمجها مع شبكة كاميرات المراقبة الحالية في "أسدا"، حيث تقوم بفحص الوجوه ومقارنتها مع قاعدة بيانات تحتوي على صور لأشخاص ثبت تورطهم في أنشطة إجرامية داخل متاجر "أسدا". وفي حال تم العثور على تطابق، يتم إشعار الأمن الرئيسي في الشركة على الفور، ليقوم بالتواصل مع المتجر المعني واتخاذ الإجراءات اللازمة.
تعمل التقنية من خلال دمجها مع شبكة كاميرات المراقبة الحالية في "أسدا"، حيث تقوم بفحص الوجوه ومقارنتها مع قاعدة بيانات تحتوي على صور لأشخاص ثبت تورطهم في أنشطة إجرامية داخل متاجرها
وتأتي هذه التجربة كجزء من جهد أكبر تبذله المتاجر الكبرى لمكافحة ما تم وصفه بـ "وباء" سرقة المتاجر. فقد سجلت "أسدا" وحدها حوالي 1400 هجوم على موظفيها العام الماضي، بمعدل أربعة حوادث يوميًا. ومع ارتفاع حوادث السرقة وانخفاض معدلات الإدانة، بدأت بعض المتاجر في تبني تدابير أمنية مبتكرة، مثل أنظمة المراقبة الذكية وأنظمة الكشك المحصنة.

وقد أوردت رابطة تجارة التجزئة البريطانية أن هناك أكثر من 2000 حادثة عنف واعتداء ضد موظفي المتاجر يوميًا، وهو ما يمثل زيادة كبيرة منذ عام 2020. في إطار رد الفعل على ذلك، قامت عدة متاجر، مثل كو-أب وتيسكو، بتطبيق تدابير أمنية مشددة، بما في ذلك الأكشاك المحصنة وأنظمة المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وبينت "ديلي ميل" أن تجربة "أسدا" تهدف في استخدامها تقنية التعرف على الوجوه إلى تعزيز الأمان لكل من العملاء والموظفين. وستقوم الشركة بتقييم فعالية هذه التقنية بعد شهرين من تنفيذ التجربة قبل اتخاذ قرار بشأن توسيعها إلى متاجر أخرى.

ومع ذلك، أثارت هذه التقنية العديد من المخاوف المتعلقة بالخصوصية. فقد دعت جماعة "بيغ براذر ووتش" أسدا إلى وقف التجربة، محذرة من أن أنظمة التعرف على الوجوه قد تؤدي إلى تصنيف الأشخاص بشكل خاطئ أو انتهاك حقوق الخصوصية. وقالت مادلين ستون، المسؤولة الكبرى في الجماعة، إن هذه التقنية "خارجة عن السيطرة بشكل خطير" وطالبت بفرض رقابة أكثر صرامة على استخدام مثل هذه التكنولوجيا المتطفلة.
من جانبها، أكدت أسدا أن التجربة تتماشى بالكامل مع لوائح حماية البيانات، مشيرة إلى أن "البيانات الرياضية" فقط هي التي يتم الاحتفاظ بها عن الأشخاص المشتبه فيهم. وأكدت الشركة أن جميع المتاجر ستستمر في إشعار السلطات عندما يتم الاعتقاد بحدوث جريمة.

وتُستخدم تقنية التعرف على الوجوه، التي تعتمد على تحديد نقاط فريدة على الوجه مثل العينين والأنف والفم، بالفعل من قبل عدة قوات شرطة في المملكة المتحدة وبعض متاجر التجزئة. ويتوقع الخبراء أن تتفوق هذه التقنية قريبًا على بصمات الأصابع كأداة الأكثر فعالية للتعرف على الأشخاص. وقد تحدد نتائج تجربة "أسدا" المدى الذي ستتوسع فيه هذه التقنية في قطاع التجزئة، لكن الجدل حول تأثيرها على الخصوصية والحريات المدنية ما يزال مستمرًا.