21-أبريل-2016

غلاف الكتاب

صدر حديثًا عن "منشورات المتوسط" كتاب التراجيديا السورية-الثورة وأعداؤها"، للمفكر اليساري والمناضل الفلسطيني المبُعد سلامة كيلة. يرسم هذا الكتاب بانوراما كاملة للثورة السورية، وذلك بعد أن يحدد الكاتب مداخله التي تشكل لنا مفاتيح لفهم الثورة السورية، فيعود للأساسات الأولى التي تجعل عملية التفكير بما جرى، أكثر وضوحًا.

هل نفهم الثورة السورية بذاتها، أو نفهمها عبر انعكاسها الخارجي، ومواقف القوى الخارجية منها؟

"هل نفهم الثورة السورية بذاتها، أو نفهمها عبر انعكاسها الخارجي، ومواقف القوى الخارجية منها؟ هل نفهمها كنتاج تكوين اقتصادي طبقي داخلي، أو كانعكاس لسياسات الآخرين، وللأوضاع الدولية؟ وبعد أن يحدد مستويات أساسية وهامة لتنظيم عملية التفكير وقراءة الأحداث دون الخلط والتجاوز بين هذه المستويات، أو التركيز على بعضها وتجاهل بعضها الآخر.

اقرأ/ي أيضًا: المكتبات في خلفيّة الصورة

المستوى الأول هو الجذر، وهو الأساس، ويتعلق بالتكوين الاقتصادي الطبقي، وهل الثورة هي نتيجة تفاقم الصراع الطبقي على ضوء التمايز الهائل بين أقلية نهبت ومركزت الثروة، وأغلبية أُفقرت؟ هنا نحن نلمس وضع الناس، ظروف معيشتهم ومقدرتهم على العيش.

المستوى الثاني يتعلق بالتعبير السياسي عن الشعب، هل المعارضة هي جزء من الشعب، وتعبّر في سياساتها وفاعليتها عنه؟ أم أنها منعزلة، ولا تتلمّس مشكلات الشعب، بل تعبّر عن مصالح نخب منعزلة؟ المستوى الثالث يتعلق بوضع السلطة، طابعها الطبقي وتكوينها، وكيف أنها تمثّل فئة مافياوية تنهب وتمركز الثروة، وبالتالي تدافع عن مصالحها، ولا تمتلك المرونة؛ لكي تتنازل أو تقدّم حلولًا للمشكلات المجتمعية.

المستوى الرابع يتعلق بالوضع العالمي لسوريا، وأثر ذلك في الموقف من الثورة، وهل الخلاف مع السلطة يستتبع -حتمًا- دعم الثورة، أو أن الثورة هي الشرّ الذي يخيف الرأسمالية والنظم المافياوية؟ هنا ليست التصريحات هي التي تحدد المواقف، بل الممارسة، وبالتالي لا بد من فهم جوهر مواقف الدول الإمبريالية، والنظم النفطية والمافياوية.

اقرأ/ي أيضًا: عن دور النشر وكتبها المترجمة

المستوى الخامس يتعلق بفهم مسار الثورة، وكل التدخّلات والتداخلات التي شهدتها، ويمكن أن تشهدها. وبفهم طبيعة الفئات التي تخوضها، من حيث وعيها ومصالحها، والشعارات التي ترفع، والمطالب المطروحة. 

هل المعارضة السورية جزء من الشعب، وتعبّر في سياساتها وفاعليتها عنه؟ 

يأتي كل هذا في المدخل المطول الذي وضعه الكاتب ليذهب الكتاب بعدها في ثلاثة أجزاء. يناقش الأول منها النظام والثورة كلًّا على حدة أولًا، وثم علاقتهما مع بعضهما البعض. ويذهب الجزء الثاني لتحديد مسارات الثورة السورية، فيناقش قضايا مثل الأسلمة والتسليح وصولًا إلى مأزقها التراجيدي. ويأتي الجزء الثالث ليناقش أزمة الثورة السورية، وطرح فيه سؤالًا من قبيل: هل في سوريا ثورة؟ وينتهي هذا الجزء بفصلٍ يناقش الثورة والاستعصاء الثوري في سوريا. وبعدها تأتي خاتمة الكتاب والتي تحاول من أجل إعادة نظر شاملة في الثورة السورية، التراجيديا.

يذكر أن المؤلف سلامة كيلة مواليد سنة 1955 في بلدة بيرزيت الفلسطينية، وهو حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من كلية القانون والسياسة جامعة بغداد سنة 1979، ناشط سياسي في المقاومة الفلسطينية ثم في اليسار العربي. ماركسي جذري. يكتب في العديد من الصحف العربية منذ سنة 1981. أصدر ما يقارب الـ30 كتابًا في الفكر والسياسة والاقتصاد والتاريخ. حول الماركسية وأزمة اليسار والحركة القومية، والواقع العربي والرأسمالية، وعصر النهضة والتاريخ الإسلامي، وقضايا الثورة والتنظيم.

اقرأ/ي أيضًا:

خرافة الحرية: أكثر من سياسية!

قائمة غير مكتملة للشعراء العرب المنتحرين