11-يوليو-2017

تتحضر تل أبيب والرياض لتعميق التطبيع جوًا وبرًا وبحرًا (أ.ف.ب)

تصريحات جديدة، بل إعلان عن خطط مستقبلية "قريبة" التنفيذ، تزيد الوضوح سطوعًا بشأن مسار تطور العلاقات السعودية الإسرائيلية وحميميتها. إذ لا ينحصر أمر تطبيع الرياض "الكامل" مع تل أبيب سياسيًا واستخباريًا فقط، بل اقتصاديًا واستراتيجيًا على مستويات متباينة يخدم بعضها بعضًا ويفضح ما لا تتطرق له الماكينة الدعائية السعودية. هذا ما زادت ملامحه تأكيدًا بتسريب تصريحات طازجة لوزير النقل والمواصلات الإسرائيلي ووزير الاستخبارات والطاقة الذرية، وعضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود يسرائيل كاتس

يأتي حديث الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن خطته "المواصلاتية" للتطبيع مع السعودية وسط أجواء تسيطر عليها الحميمية المتصاعدة بين الرياض وتل أبيب بشراكة كل من أبو ظبي والقاهرة

ما جاء على لسان الوزير الإسرائيلي، متعدد المهام، يسرائيل كاتس، أمام لفيف مصغر من الصحفيين الأجانب، في فندق الملك داوود في القدس المُحتلة، يشير إلى خطة موسعة لإنشاء خط سكك حديد يصل تل أبيب بالرياض عبر المملكة الأردنية الهاشمية. إذ أوضح كاتس متباهيًا بأهمية خطته "الجدية"، وفق وصفه، أنه يدفع باتجاه إقرار خطة لبناء شبكة قطارات على مستوى المنطقة يقول إن بإمكانها أن تربط إسرائيل بمعظم بلدان العالم العربي بعد أن تدشن نحو الرياض عبر عمان.

اقرأ/ي أيضًا: تسريبات العتيبة.. إرهاب أبوظبي "الدبلوماسي" برعاية إسرائيلية

وقال يسرائيل كاتس، "إن إسرائيل تدفع بالفعل باتجاه خطط لتمديد أحد خطوط القطار الحالي إلى الحدود الأردنية وإلى الضفة الغربية"، حيث يعيش أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي بصفة يجرمها القانون الدولي واتفاقية جنيف 4. وأضاف كاتس من شأن هذه المشروعات أن توفر فرصة أكبر للوصول إلى ميناء حيفا في إسرائيل". ما يحيل الانتباه إلى طابع خطته متدرج المراحل، والتي قد لا تتوقف عند كونها سكة قطار نقل ركاب وبضائع، خاصة أن حيفا وبالقرب من مينائها تشتهر بمحطات تكرير المشتقات النفطية، واستعملت طوال عهد الانتداب البريطاني في فلسطين نقطة تصدير للنفط العراقي، عبر التابلاين الشهير، إلى أوروبا وحتى الولايات المتحدة. لذلك فإن مركزية ميناء حيفا والمناطق الصناعية القريبة منها في الخطة كنقطة انطلاق لسكة الحديد تذكر بالاستراتيجية الإسرائيلية الرامية لتبادل مزيد من التكنولوجيا والمنتجات مع السعودية مقابل النفط، والأهم فتح "معظم" العواصم العربية أمام قطار المصالح الإسرائيلية وسكة التطبيع معها. 

عرض يسرائيل كاتس خريطة لشبكة السكك الحديدية التي ستمتد عبر الأردن والسعودية لتنتقل إلى غيرها من عواصم الخليج التي تدور في فلك الرياض

كما عرض كاتس خريطة لشبكة السكك الحديدية التي ستمتد عبر الأردن والسعودية لتنتقل إلى غيرها من عواصم الخليج التي تدور في فلك الرياض، كأبوظبي والمنامة. وكان كاتس حريصًا على تأكيد دعم إدارة الرئيس الآمريكي دونالد ترامب لخطته ولمساعي التطبيع الكامل لإسرائيل في المنطقة، وقال إن الإدارة الأمريكية الجديدة "نشطة جدًا" فيما يتعلق بدعم "التطبيع" الإقليمي.

ويأتي حديث الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن خطته "المواصلاتية" للتطبيع مع السعودية وسط أجواء تسيطر عليها الحميمية المتصاعدة بين الرياض وتل أبيب بشراكة كل من أبوظبي والقاهرة. خاصة بعد صفقة تخلي النظام المصري عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، ما أدخلها ضمن مفاعيل كامب ديفيد رسميًا، والاشتراك بالممرات والحدود والاتفاقيات البحرية مع إسرائيل. هذا بالإضافة لجهود أبوظبي ومستشاريها وشركاتهم في تثبيت أقدام السلع والخدمات "الأمنية" والتكنولوجية الإسرائيلية في المملكة، ضمن دعاية خطة 2030 وتصعيد أبوظبي لمحمد بن سلمان وليًا للعهد السعودي، فتحت الأجواء بين الرياض وتل أبيب والآن يعلن وزير إسرائيلي من حزب الليكود عن قطار تطبيع مع السعودية وغيرها من عواصم الخليج العربي، ليصبح الود الإسرائيلي السعودي موصولًا جوًا وبرًا وبحرًا، ومتسترًا بحروب إعلام الرياض وأبوظبي ضد قطر وضد جيران الجغرافيا العربية الطبيعيين من طهران إلى أنقرة لحساب تطبيع كيان استعماري غير طبيعي يمر عبر دهاليز الطيش السعودي الجديد برعاية آل زايد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تطبيع أبوظبي والرياض مع إسرائيل.. اتهمْ قطر لتنجو بجريمتك!

السعودية تستأنف رحلة تطبيعها الكامل مع إسرائيل.. تل أبيب محبوبة "العرب"!