09-أغسطس-2021

تقدم متسارع لطالبان (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

سيطرت حركة طالبان اليوم، الاثنين، على ثلاث عواصم ولايات أفغانية جدد بعد أن كانت قد استولت على ثلاث عواصم أخرى أمس الأحد، إثر هجوم واسع لم تستطع القوات الحكومية الأفغانية إيقافه، لتصبح خمس من عواصم ولايات البلاد تحت قبضة الحركة.

سيطرت حركة طالبان اليوم، الاثنين، على ثلاث عواصم ولايات أفغانية جدد بعد أن كانت قد استولت على ثلاث عواصم أخرى أمس الأحد

واستولى مقاتلو طالبان على مدينة "قندوز" بعد قتال عنيف، وقال مراسل وكالة "فرانس برس" في المدينة، إن "قندوز سقطت وسيطرت طالبان على جميع المباني الرئيسية في المدينة"، وكان عضو مجلس الولاية أمر الدين والي قد صرح  لنفس الوكالة قبل سقوط المدينة، بأن "قتالًا شرسًا من شارع إلى شارع يدور في أجزاء متفرقة"، في حين قال أحد سكان المدينة تم الاتصال به هاتفيًا إن "مقاتلي طالبان وصلوا إلى الساحة الرئيسية للمدينة والطائرات تقصفهم، وأن فوضى عارمة تعم المنطقة". هذا ونقلت وكالة "الأنباء الألمانية" عن عضو مجلس الإقليم عمرو الدين والي قوله إن "المسلحين سيطروا على جميع المنشآت الحكومية الرئيسية بالمدينة، باستثناء ثكنة للجيش والمطار"، وهم آخر معقلين للحكومة في فندوز، حيث لجأ إليهما مسؤولون محليون كبار، وهذا ما أكدته  فوزية يفتالي وهي عضو آخر بمجلس الإقليم لتضيف "أن المدنيين حوصروا بين النيران والمدينة تحترق".

اقرأ/ي أيضًا: تحذير أممي من تدهور الأوضاع بعد سيطرة طالبان على ثاني عاصمة لولاية أفغانية

ويعد سقوط "قندوز" الواقعة في أقصى شمال البلاد هو الأهم منذ أن بدأ مقاتلو حركة طالبان هجومهم في أيار/ مايو مع بدء القوات الأجنبية المراحل الأخيرة من انسحابها. وقال إبراهيم ثوريال باهيس أحد المستشارين في مجموعة "الأزمات الدولية" لوكالة "فرانس برس" إن "الاستيلاء على قندوز مهم حقًا لأنه سيتيح إطلاق سراح عدد كبير من مقاتلي طالبان الذين يمكن حشدهم في أماكن أخرى في شمال أفغانستان". 

وفي نفس الإطار أكد مسؤولون محليون، أمس الأحد، أن مقاتلي حركة طالبان استولوا على مدينة "ساري بول" الواقعة شمال البلاد بعد يومين من المعارك العنيفة، بحسب ما صرح به عضوا مجلس الإقليم أسد الله خورام ومحمد نور رحماني لوكالة "الأنباء الألمانية".

وتتمتع "ساري بول" وهي عاصمة الولاية وتحمل الاسم نفسه بأهمية اقتصادية واستراتيجية، فهي غنية بالموارد الطبيعية غير المستغلة، بما في ذلك حقول النفط التي تم حفرها مؤخرًا واستولت عليها حركة طالبان بعد نحو شهر من القتال، وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن سيطرة طالبان على "ساري بول" ستمنح للحركة طريقًا ممهدًا للاستيلاء على مدينة "مزار شريف" التي تعد مركزًا اقتصاديًا مهمًا.

بدورها أعلنت وكالة "الأنباء الأفغانية" نقلًا عن مصادر محلية في مدينة "طالقان" عاصمة ولاية "تخار" الواقعة شمال البلاد والمحاذية لـ"طاجكستان"، أن مقاتلي حركة طالبان سيطروا على المدينة، وقال عزام افضلي سكرتير مجلس الإقليم، إن "طالبان استولت على السجن المركزي  وحررت جميع السجناء"، فيما ذكر مصدر أمني أن طالبان سيطرت على معظم المناطق بمدينة "طالقان" وأضاف: "ليس هناك أي معلومات دقيقة بشأن السجن المركزي، فقد انسحبت جميع قوات الأمن إلى مكتب مديرية الأمن الوطني ومركز قيادة الشرطة، في حين أصبحت باقي المناطق تحت سيطرة طالبان".

المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أعلن اليوم الإثنين أيضًا، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "قوات الحركة تهاجم مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ من 4 جهات وأن القتال مستمر"، موضحًا أن آخر المعلومات تفيد بدخول مسلحي الحركة إلى المدينة من ناحية "كوتا برق"، وأضاف "سيطرنا على مدخل أيباك عاصمة ولاية سمنغان، ونحرز تقدمًا في المعارك، وأن مسلحي الحركة سيطروا على قاعدة عسكرية للقوات الأفغانية في منطقة رباط في ولاية باكتيكا"، وذلك بعد ساعات من إعلان الحركة السيطرة على منطقة "حضرة السلطان" ومقار حكومية في الولاية الواقعة شمال البلاد.

هذا ونفى المتحدث باسم حاكم ولاية "بلخ" اقتحام مسلحي طالبان مدينة "مزار شريف"، فيما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية عن استعادة القوات الحكومية السيطرة على مقر مديرية "ورسج" بولاية "تخار" شمالي أفغانستان.

في سياق متصل، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم في تصريح لقناة "الجزيرة" إن "الحكومة الأفغانية هي من اختارت الحرب، إذ باشرت العمليات العسكرية ضد طالبان في اليوم الثاني من عيد الأضحى، معتبرًا أن ما تقوم به طالبان هو رد فعل"، وأضاف أنه ليس هناك اتفاق على وقف لإطلاق النار، محذرًا من أن أي تدخل خارجي سيزيد من تأزم الأوضاع المشكلات.

من جهة أخرى، قال المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف في تصريحات صحفية، إن "توقعات بلاده جيدة بخصوص لقاء الترويكا بشأن أفغانستان الذي سينعقد غدًا في الدوحة"، لكن في الوقت نفسه أكد المسؤول الروسي أنه لا ينبغي توقع أي تقدم ملموس في المفاوضات بين الأفغان حتى الخريف.

هذا واتهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أطرافًا خارجية لم يسمّها بأنها مسؤولة عن تعميق الأزمة في أفغانستان واصفًا الأوضاع هناك بالمتدهورة والخطيرة جدًا، وجاءت تصريحات ظريف خلال لقاء جمعه مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان، جان آرنو، في "طهران"، أبدى خلالها استعداد بلاده لتسهيل الحوار بين الأطراف الأفغانية بوصفه الطريق الوحيد لحل الأزمة.

بدوره أكد المبعوث الأممي أنه لن تنجح أي دولة أو مجموعة محدودة من الدول في حل الأزمة الأفغانية بشكل منفرد، وأن السبيل إلى حل الأزمة هو التعاون المشترك.

اتهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أطرافًا خارجية لم يسمّها بأنها مسؤولة عن تعميق الأزمة في أفغانستان واصفًا الأوضاع هناك بالمتدهورة والخطيرة جدًا

في حين قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي أن بلاده  تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف المتحاربة في أفغانستان، وترفض استمرار الوجود الأجنبي وتدعم الانسحاب الأمريكي في موعده، وأن باكستان لن تتحمل أخطاء الآخرين في أفغانستان سواء كانت أطرافًا داخلية أو خارجية، داعيًا القيادات الأفغانية إلى التفاوض حول تسوية سياسية فيما بينهم لحل قضية بلادهم التي مزقتها الحرب، مؤكدًا أن السلام والاستقرار في أفغانستان أمر حتمي من أجل السلام في المنطقة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقرير: واشنطن تبحث عن قواعد بديلة بعد الانسحاب من أفغانستان