28-يونيو-2017

هل أصبح التطبيع وجهة نظر؟ (فيسبوك)

وقّع الرئيس المصري الأسبق أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد في 1978، من أجل مصالح ومكاسب سياسية، وشخصية كذلك، فهي الاتفاقية التي نال بفضلها جائزة نوبل للسلام، تلك الاتفاقية التي رفضها الشعب المصري، وأطلق عليها الكثيرون في ذلك الوقت "اتفاقية العار" ووقفت الدول العربية مجتمعة ضد القرار، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع مصر، ونُقل مقر جامعة الدول العربية للمرة الأولى من مصر إلى تونس، وتم تعليق عضويتها بالجامعة العربية حتى عام 1989م، في ذلك الوقت لم يكن التطبيع وجهة نظر، فالموقف من القضية الفلسطينية معروف ومحسوم منذ سنين، فالتطبيع جريمة ورصاصة غدر تتساوى مع رصاصات الاحتلال في صدور الشعب الفلسطيني، فما الذي تغيّر إذن؟ 

انتشر هاشتاغ "سعوديين مع التطبيع" وأيّد فيه مغردون فكرة التطبيع مع إسرائيل وفتح الباب للعلاقات الدبلوماسية والتبادل التجاري

انتشر وسم #سعوديين_مع_التطبيع على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في الوقت الذي تعرّض فيه قطاع غزة لغارات إسرائيلية، ثاني أيام عيد الفطر، قال الجانب الإسرائيلي إنها هجمات تستهدف مواقع حركة حماس، بينما قال فلسطينيون إنها تستهدف المدنيين أيضًأ.

اقرأ/ي أيضًا:  ميشال بوجناح.. صهيوني على عتبات مهرجان قرطاج واستنكار متصاعد

هل يسعى ابن سلمان للتطبيع مع إسرائيل؟

نشر موقع جريدة الرياض السعودية مقالاً لكاتب سعودي بعنوان "إذا غشّك صديقك، فاجعله مع عدوك" في يوم 6 حزيران/ يونيو الماضي، ولم يلق أحد بالاً لذلك المقال حتى أعادت صفحة "إسرائيل بالعربية" نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، في دعوة صريحة للتطبيع مع الكيان الصهيوني. جاءت في المقال دعوة لإعادة النظر في العلاقات السعودية-الإسرائيلية، وأن إسرائيل ليست هي العدو الأول الذي تخشاه السعودية كما يظن البعض، ولكن يجب أن توجّه الأنظار ناحية إيران، فهي العدو الأساسي الذي يهدد كيان آل سعود ويسعى للخراب في المملكة، كما اتهم المقال الشعب الفلسطيني بتلك الاتهامات الغبية القديمة التي تقول إنهم ارتضوا بيع أراضيهم، ويسعون للمصالحة مع إسرائيل!.

سعوديون مع التطبيع

اقرأ/أيضًا: عشقي في إسرائيل.. السعودية تُشهر التطبيع

اتهم البعض محمد بن سلمان بتسييسه للصحافة والإعلام السعودي من أجل تهيئة الرأي العام لقبول التطبيع مع إسرائيل، فخرج الكاتب السعودي تركي الحمد بتغريدة يقول فيها إنه لم يعد يكترث بغزة، "فلم يعد يعرف الصادق من الكاذب بسبب متاجرة الكثيرين بها"، كما أشار إلى أن "أطفال غزة ليسوا بأعز من أطفال العراق والشام، وإن كانت إسرائيل قذرة، فنحن أقذر"، على حد قوله!
 

سعوديون مع التطبيع وآخرون يتبرؤون

على إثر هذا المقال المذكور أعلاه، انتشر هاشتاy "سعوديين مع التطبيع" وأيّد فيه العديد من المغرّدون فكرة التطبيع مع إسرائيل وفتح الباب للعلاقات الدبلوماسية والتبادل التجاري والبحث عن المصالح المشتركة بين الدولتين وغض النظر عن القضية الفلسطينية، التي ادّعوا أنها أصبحت تجارة خاسرة! وبرر مغردون آخرون الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، باعتبارها استهدفت حركة "حماس" الموضوعة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية، والمدعومة من حكومة قطر باعتبارها حركة مقاومة، فجاء التبرير من زاوية الحصار المفروض على قطر، الذي من ضمن أسبابه دعمها لحركة حماس، وبالتالي فلا مانع من قصف قطاع غزة طالما توافق ذلك مع المصالح السعودية ومع رضا قوائم الإرهاب الأمريكية، ولا ننسى أن نلفت النظر إلى تأكيد الجانب الفلسطيني على أن تلك الغارات لم تستهدف مواقع حركة حماس فقط بل امتدت لتهديد حياة المدنيين.

برر مغردون الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، باعتبارها استهدفت حركة حماس المدعومة حسب رأيهم من قطر

وبرر البعض التطبيع مع إسرائيل بأن النبي محمد عقد معاهدة مع اليهود، فما المانع إذن من التعامل معهم، كذلك أعاد أحد المغرّدين نشر فتوى قديمة للشيخ "ابن باز" يبيح فيها التعامل مع إسرائيل إذا اقتضت المصلحة ذلك، كما اتهم البعض شعب فلسطين بالغدر، وتربصهم غير المبرر للمملكة السعودية، وقال آخر أن أغلب الشعوب العربية تؤيد التطبيع وليس السعودية فقط، وأن التطبيع قادم لا محالة.

ومن زاوية أخرى، دون المعارضون للتطبيع على هاشتاغ آخر #سعوديين_ضد_التطبيع واعترض بعض المغردين على ما يُسمى وجهة نظر في القضية الفلسطينية، فالخيانة ليست وجهة نظر، على حد تعبيرهم، كما هوجمت قيادات السعودية والإمارات باعتبارهم أكبر المطبّعين مع الكيان الصهيوني، وتداول بعض السعوديين مقطعًا بصريًا قديمًا للملك فيصل يهاجم فيه المحتلين ومغتصبي الأراضي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هل تدخل العلاقات السعودية الإسرائيلية عهدًا جديدًا؟

آل سعود.. فروض الحرب على إيران من "تيران"