28-يناير-2019

اليابان تقسو على إيران بثلاثيّة نظيفة (Getty)

أطاحت اليابان بطلة آسيا 4 مرّات بإيران المرشّح الأبرز لنيل اللقب، بعد أن أقصتها من الدور نصف النهائي لكأس آسيا بنتيجة تاريخية 3-0، بذلك حجزت اليابان إحدى بطاقتي المباراة النهائيّة، والتي سيكون طرفها الآخر الفائز من مباراة قطر والإمارات.

شهد المنتخب الإيراني حالة انهيار  مع أوّل هدف ياباني يعانق شباكهم

سلّم الجميع باستحالة توقّع هوّية الطرف المتأهّل من موقعة اليابان وإيران إلى المباراة النهائيّة، لكنّهم في الوقت نفسه أجمعوا على أفضليّة المنتخب الإيراني، والذي قدّم أداءً مذهلًا في مبارياته الخمس السابقة بالبطولة، إذ لم يقدر أحد من خصومه الخمسة على هزّ شباكه على الإطلاق، بل استطاع رفاق سردار أزمون أن يتخطّوا كلًّا من اليمن وعُمان والسعودية وفيتنام، وتعادلوا مع العراق دون أهداف في مباراة ترتيبية على صدارة المجموعة، تلك أسبابٌ رشّحت إيران بدرجة كبيرة للتفوّق على اليابان، لأنّها تملك استقرارًا فنّيًا بقيادة المدرّب البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش، والذي عمل مساعدًا للسير أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد، واستلم قيادة دفّة المنتخب الإيراني قبل 8 أعوام، توّجها بحضور مونديالي رائع في روسيا 2018، حينما كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور الستة عشر على حساب البرتغال وقائدها كريستيانو رونالدو، كما يملك الفريق الإيراني رغبة جامحة للوصول إلى المباراة النهائيّة، والتي غاب عنها منذ عام 1976، وهو الوقت الذي أنجزت إيران من خلاله ثلاثيّتها الآسيوية التاريخية، فحان الآن موعد التتويج الآسيوي بالنسبة للإيرانيين، ويا له من وقت مناسب تحت قيادة كارلوس كيروش.

اقرأ/ي أيضًا: المنطق يفرض نفسه.. إيران واليابان إلى نصف نهائي كأس آسيا!

بالمقابل قدّمت اليابان عرضًا رائعًا في كأس العالم 2018، عندما بلغت دور الستة شر وخرجت أمام بلجيكا 3-2 بالدقائق الأخيرة، لكنّ ذاك الإنجاز كان مع جيل أراد الاتحاد الكروي الاكتفاء منه وتعزيز الفريق بدماء جديدة، وأتى ذلك على حساب الأداء في هذه البطولة، فالفريق لم يرضي جماهيره ولم يقنع أحدًا أنّه قادم من أجل نيل اللقب، صحيحٌ أنّه غلب كافّة خصومه بخمس انتصارات، لكنّ جميعها أتى بفارق هدف واحد، وبروح مختلفة عمّا عهده الساموراي في العقدين الأخيرين من ناحية الأداء الممتع.

على غير عادتها في البطولة الحاليّة، دخلت اليابان المباراة أمام إيران بنفس هجومي، فشنّت المحاولات واحدة تلو الأخرى دون أي نتيجة، وما أن استوعبت إيران هذه البداية القويّة حتّى تقدّمت تدريجيًّا نحو الأمام، وكادت أن تفتتح النتيجة بوساطة نجمها سردار أزمون، عندما تلاعب بالدفاع الياباني وسدّد كرة زاحفة على يسار الحارس شويتشي جوندا، لكنّ الأخير أنقذها ببراعة تامّة فأخرج الكرة بحافّة قدمه إلى ركلة ركنيّة، عادت الثقة لإيران بعد هذه الهجمة، وسيطرت على مجريات اللقاء بشكل تدريجي، ولاحت لمهاجميها العديد من الفرص، لكنّ ذلك لم يغيّر النتيجة، فظنّ الجميع أن حسم إيران لمجريات الأمور تأجّل للشوط الثاني..

بالفعل، استمرّت إيران في فرض حصارها على الدفاعات اليابانيّة، والتي لم تسمح لأحد منهم أن يقترب نحو مناطق الخطر، ووسط هذا التقدّم الإيراني حاول اليابانيون مباغتة دفاع الخصم عبر الهجمات المرتدّة، ومن إحدى هذه الهجمات توغّل تاكومي مينامينو على حافّة منطقة الجزاء الإيرانيّة، وسقط بسبب الاحتكاك مع الدفاع في أرضيّة الملعب، التفت 5 لاعبين إيرانيين كانوا يحاوطونه للحكم ليظهروا له براءة الفريق من خطأ محتمل، وفي الوقت ذاته فضّل مينامينو اللعب على صافة الحكم وانسلّ إلى الكرة التي لم تخرج من أرض الملعب بعد، وحوّلها مرفوعة داخل منطقة الجزاء، فوجدت رأس زميله يويا أوساكو الذي أودعها في الشباك في الدقيقة 56.

اقرأ/ي أيضًا: قطر تصنع التاريخ في كأس آسيا.. لقاء مرتقب مع صاحب الأرض

لم تستوعب إيران الصدمة على الإطلاق، فالهدف الذي دخل شباكها هو الأوّل في البطولة، ولم يعتد الفريق على لعب دقائق المباريات فيها وهو متأخّر بالنتيجة، لذلك كان وقع هذا الهدف قاسيًا للغاية، وكأن انهيار السدّ الدفاعي تناسبت شدّته طردًا مع صلابته، فماهي إلا دقائق حتّى حصلت اليابان على ركلة جزاء من خطأ دفاعي، أعلنها حكم اللقاء بعد استعانته بتقنية الفيديو، سجّلها أوساكو نفسه في مرمى إيران هدفًا ثانيًا بالدقيقة 67، ومع حالة اليأس تلك لم تستطع إيران أن تعود بالنتيجة، لأنها افتقدت لخبرة قلب النتيجة في هذه البطولة، وهو أمر فعلته اليابان أمام تركمانستان عندما تأخرت بهدفين وخرجت منتصرة بالثلاثة في دور المجموعات، وقبل نهاية المباراة بلحظات تلاعب هاراغوتشي بالدفاعات الإيرانية وأطلق رصاصة ثالثة في شباكها، ليتلقّى الفريق الذي افتخر بصلابة دفاعه خسارة لم يتلقّاها منذ 31 عامًا بالبطولة، وينهار السدّ الدفاعي فوق رؤوس أصحابه، بينما تأهّلت اليابان للمباراة النهائيّة للمرّة الخامسة في تاريخها، وهي لم تخسر اللقب في كلّ النهائيات التي لعبتها، بانتظار ما ستفضي إليه مواجهة قطر مع الإمارات، والتي سيتحدّد من خلالها الطرف العربي الذي سيلاقي اليابان صاحبة الرقم القياسي بعدد مرّات رفع الكأس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من تاريخ كأس آسيا.. تتويج ثالث لإيران وولادة جيل الكويت الذهبي

قطر تتفوّق على السعودية في القمّة الآسيوية ولبنان يودّع البطولة