08-يناير-2021

القطري ناصر العطيّة في رالي داكار 2021 بالسعودية (Getty)

خالد الناصير

كاتب متخصص بالرياضات الميكانيكية

أصبحت الراليات الصحراوية الآن أكثر شهرةً نظرًا لتقديمها تحدِّيات أكبر، فضلًا عن العامل الأساسي المُحرِّك لرياضة السيارات، ألا وهو التنافس بين الصانِعين لإثبات جودة مُنتجاتهم وأفضليتها، وذلك عبر اختبارها لحُدودها القُصوى وتحسينها، كما جذبت الكثير من السائقين من بُطولات أخرى، وللراليات الصحراوية فئاتٌ عديدة، إليكم أبرزها.

الدرّاجات النارية:

تُشارك فيها الدرّاجات النارية ذات العجَلَتَيْن والأربع العجلات "كوادز"، وضمنها تُصنَّف الدرّاجات ضمن "مجموعات" بناءً على سعة مُحرِّكاتها ودرجة التعديلات عليها، وفي هذه الفئة مُنافسون كُثُر أبرزهم "كاي تي أم" النمساوية وهوندا وياماها وكاوازاكي اليابانية، إلى جانب علامات أقل بُروزًا من الهند وأوروبا مثل "هيرو" و "غازغاز".

ومع إن هذه الفئة تبدو سهلةً من الوهلة الأولى إلا إنها من أخطر الفئات، فالمُشارك هنا يُسابق مُنفردًا في مُعظم الحالات، وعليه إتقان "تعدُّد المهام"، فهو الدرّاج والملّاح والميكانيكي في آن واحد، كما إن المخاطر هنا أكبر، مثل الضياع والسقوط عن الدرّاجة والتعرُّض لإصابات، والدرّاج الحقيقي لا يتقاعد، بل ينتقل غالبًا إلى فئة السيارات أو الشاحنات أو ينضم لصفوف الفريق التنظيم؛ مُدير الرالي الحالي الفِرنسي دايفيد كاستيرا كان درّاجًا ثم ملّاحًا.

السيارات:

إنها الفئة الأكثر جذبًا للانتباه والإثارة في الرالي الصحراوية عُمومًا، يتضمَّن تصنيف "فيا" الفئات التالية:

فئة السيارات النموذجية "بروتوتايب" ("تي 1"): خاصةٌ بالسيارات المُصممة لتكون سيارة راليات صحراوية أساسًا، وهي وإن كانت تُشبه السيارات التجارية من ناحية المظهر الخارجي إلا إن جوهرها مُختلفٌ تمامًا، حيث يُستخدم في تصنيعها هيكل من الأنابيب الفولاذية، وأجزاء من مواد خفيفة ومتينة مثل الألومنيوم المُقوَّى والألياف الفحمية والزجاجية واللدائن، فهي مُكونات أخفُّ وزنًا وتُتيح لمُهندسي الفرق التحكم بتوازن السيارة وتوزيع الأوزان حسب الحاجة، ومنظومة ميكانيكية خاصة بالراليات من المُحرِّك وعُلب التُروس ونظام التعليق والمقاعد ومحاور العجلات، وضمن هذه الفئة يوجد تصنيفات فرعية اعتمادًا على نوعية المُحرك ووُقوده ونظام الدفع في السيارة والتصميم الخارجي.

السيارات في فئة "تي 1" باهظة الكُلفة، يبدأ من عدة مئات آلاف من الدولارات، لذا نرى أسماء شركات كبرى وفرق مُحترفة في هذه الفئة، مثل فريق "أكس رايد" الألماني الذي يتعاون مع مجموعة "بي أم دبليو" وفريق "أوفردرايف" البلجيكي و "غازوو للسباقات" الجنوب إفريقي المُتعاونان مع مجموعة تويوتا، وشركة "مُمتلكات" البحرينية التي تُموِّل فريقًا باسم "البحرين أكس رايد" وتتعاون مع فريق "برودرايف" البريطاني.

تحدُّ التكلفة العالية لفئة السيارات النموذجية من عدد السائقين، فتقتصر على السائقين المُحترفين والموهوبين الذين يحظون برعاياتٍ شخصيةٍ من شركاتٍ كُبرى

وإلى جانب هؤلاء الكبار هنالك فرق صغيرة وخاصة تجرُؤ على الحُلم، وتعتمد على أساليب أرخص لإنتاج سيارات نموذجية، مثل استخدام مركبات نموذجية قديمة وتطويرها، أو الاعتماد على مركبات من الإنتاج التجاري وإدخال تعديلات كبيرة عليها وبذلك يُمكن تصنيفها ضمن هذه الفئة، ويُنافس هؤلاء المُشاركون غالبًا ضمن البُطولات الإقليمية والمحلية، لا يمكن تعداد هذه الفرق في فقرة واحدة لكن أغلبها يتركَّز في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وجنوب إفريقيا ومُؤخرًا في السعودية والإمارات، وتحدُّ التكلفة العالية لهذه السيارة من عدد السائقين في هذه الفئة، إذ تقتصر على السائقين المُحترفين والموهوبين الذين يحظون برعاياتٍ شخصيةٍ من شركاتٍ كُبرى، إلى جانِب فرق خاصة لرجال أعمال وأثرياء.

الفئة الحرَّة: تُدرج ضمن هذه الفئة المركبات التي تُشارك من تصنيفات أخرى غير تصنيفات "فيا"، وهي على الأغلب شبيهة بالسيارات النموذجية، مثل فئة "شاحِنات تروفي الخفيفة" المصنوعة وفق أنظمة الراليات الصحراوية الأمريكية "سكور"، وفئة "المركبات الكهربائية" التي ظهرت في الأعوام القليلة الماضية.

فئة سيارات الإنتاج التجاري المُتسلسل ("تي 2"): كما يُشير اسمها، فإن السيارات في هذه الفئة مأخوذةٌ من سيارات الدفع الرُباعي من الإنتاج التجاري الواسع التي نراها في شوارعنا يوميًا، وتخضع لتعديلاتٍ طفيفة لتُصبح ملائمةً أكثر للراليات الصحراوية، مثل تحسين نظام التعليق وتركيب خزّان وقود خاص بالراليات ومعدَّات إضافية للسلامة والأمان مثل القفص المُقاوم للانطباق ومقاعد بأحزمة أمان مُتعددَّة النقاط، يُصدر "فيا" دفتر شروط يُحدِّد طبيعة هذه التعديلات، كما إن السيارات تخضع لمُراقبة صارمة لضمان أن التعديلات ضمن الشروط المسموح بها لا أكثر.

اقرأ/ي أيضًا:  من أصعب السباقات وأكثرها إثارة.. مدخل إلى عالم الراليات الصحراوية

وبخلاف هذه التعديلات، تعمل الفرق على تخفيف وزن السيارة عبر إزالة ما لا يلزم مثل المقاعد الخلفية والنظام الصوتي، هذا يسمح بتعويض زيادة الوزن الناجمة عن التعديلات الإضافية. مُعظم المُشاركين في هذه الفئة فرق خاصة صغيرة أو سائقين يُمكنهم تحمُّل تكاليف تجهيز السيارة والاشتراك بها. يوجد تصنيفات فرعية ضمن هذه الفئة، كما الحال في الفئة السابقة، وإن كانت أقل تباينًا، تتعلَّق بسعة المُحركات ونوعية وُقودها.

فئة المركبات الصحراوية الخفيفة النموذجية ("تي 3"): تختلف هذه الفئة شكليًا عن السيارات المعتادة، فهي أصغر حجمًا وأخفُّ وزنًا وبمُحرِّكٍ أصغر ومن دون نوافذ زجاجية، مأخوذة من المركبات الصحراوية خفيفة الوزن، يُطلق عليها أيضاً اسم "أس أس في" أو "سايد باي سايد" وتتسع لشخصين فقط. تم إنشاءُ هذه الفئة قبل عامٍ واحد فقط كتطوُّرٍ طبيعي للراليات الصحراوية، وهي أكثر تطوُّرًا من الفئة القياسية بكونها تعتمد على هياكل مصنوعة خصيصًا للراليات ومُحرِّكات أقوى، ما يجعلها أكثر تكلفةً من الفئة القياسية لكنها أقل من فئة "تي 1" بطبيعة الحال.

ينظر الكثيرون لهذه الفئة حاليًا على إنها فئة انتقالية وتحضيرية للسائقين الشباب والمُبتدئين قُبيل انتقالهم إلى الفئتين الأعلى "تي 1" أو "تي 2"، لذا يزداد عدد المُشاركين فيها إلى جانب دخول فرق وشركات على خطّ تطوير هذه الفئة.

فئة المركبات الصحراوية الخفيفة من الإنتاجِ التجاري المُتسلسل ("تي 4"): وهي مركبات "سايد باي سايد" خفيفة الوزن وقياسية، لكن مع حدٍّ أدنى من التعديلات لتُصبح مُلائمة للراليات، خُصوصًا من ناحية السلامة والأمان.

تزداد شعبية هذه النوعية من المركبات لكونها أكثر مطاوعة في القيادة وأرشق في المناطق الوعرة، وتُستخدم على نطاقٍ واسع في الأنشطة الترفيهية في المناطق الصحراوية والبرية والشاطئية، وكمركبات عملانية في المناطق الريفية والغابات والبرية ومركبات عسكرية في عددٍ من الجيوش.

  

                   

فئة الشاحِنات ("تي 5"): تختصُ هذه الفئة بالشاحنات كبيرة الحجم، وتكون آخر المُنطلقين في كل فئة، وتُصنَّف بشكلٍ رئيسي لفئتين:

- "شاحنات الراليات" التي تُنافس على لقب هذه الفئة؛

- "شاحنات الدعم" التي تسير خلف المُنافسين. الهدف الأول لها مُساعدة المُشاركين في الفئات السابقة، حيث تُشركها الفرق لهذه الغاية أساسًا، وتحمل قطع غيار إضافية وإطارات وتجهيزات إضافية لهم، وتمدُّ يدِّ المُساعدة للمتأخرين مثل إخراجهم من العوائق وإصلاح السيارات المُعطلَّة أو قطرها لخطّ النهاية، لذا يكون فريق شاحنة الدعم من الميكانيكيين المُحترفين.

يتضمَّن فريق الشاحنة الواحدة ثلاثة أفراد؛ السائق والملّاح والميكانيكي المُساعد، ومن المُفضَّل أن يتمتَّع جميعهم بخبرة في إصلاح المركبات وصيانتها. وكما في الفئات السابقة هنالك تصنيفات فرعية تتعلق بمقدار التعديلات على الشاحنات ونظام الدفع ووزن الشاحنة وسعة المُحرِّك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جائزة تركيا الكبرى ..هاميلتون ينال لقبه العالمي السابع ويعادل رقم شوماخر

ألفيّة الفيراري في الفورمولا ون.. هاميلتون يخرج بطلًا من "معركة توسكانا"