15-سبتمبر-2015

يمكن التصوير فيما يكون الهاتف مغلقًا (مانجوناث كيران/أ.ف.ب/Getty)

على الرّغم من إنتاجها هواتف لمختلف الفئات والمتطلّبات المتنوّعة تعتمد شركة "سامسونج" في مبيعاتها للهواتف على سلسلتين أساسيّتين هما سلسلة ال "S" والـ "Note". وبعد فشل هاتفها ال 5S في عام 2014 حيث حقّق مبيعات تقدّر بنحو 12 مليون قطعة في الأشهر الثّلاثة الأولى، أي أقلّ من تلك الّتي حقّقها الهاتف السّابق له، من نفس السّلسلة في العام السّابق، وهو ال 4S ــ بلغت مبيعاته 16 مليون قطعة ــ أصبحت الشركة على الحافة. كان من المتوقّع أن يتفوّق الـ S5 في هذه المعركة ولكنّ هذا لم يحصل. فإمّا أن تتجاوز الشركة الحافة بسلام وتكمل صراعها مع آبّلّ (Apple) وإمّا أن تقع في الهوّة، فمبيعاتها تنخفض تدريجيًا، وقد تخرج من ساحة المنافسة.

علة S6 الوحيدة هي البطارية التي لا تكفي ليوم واحد

الحافّة

إنتقد الكثيرون هاتف ال S5من عدّة جوانب، فالبعض سخر من الغطاء الخلفيّ البلاستيكيّ المرقّط وشبّه اللّون الذّهبيّ منه بضمّادة الجرح، وكذلك لم يعجب المستخدمين مستشعر البصمة الّذي يطلب تمرير الإصبع على زرّ ال Home لتشغيله وسمّوا هذه الميّزة بـ "محاولة تقليد فاشلة لشركة الآبّل"، حيث كانت الأخيرة قد وضعت مستشعر بصمة في الآيفون  5S الّذي لقي ترحيبًا واسعًا. وقد شكا مستخدموا الـ S5 من البطء في الأداء بعد فترة وجيزة من الإستعمال لا تتجاوز الشّهر، ونسبوا هذه العلّة إلى المعالج وإلى روم الـ Touchwiz الثّقيل، والّذي قيل عنه أنّه يحمل العديد من التّفاصل عديمة الإستعمال.

بعد كلّ هذه الإنتقادات أطلقت الشّركة هاتف الـ Note 4 ولم تأت بأيّ تغيير يذكر على سياسية تصنيعها، فقد أتى الأخير بتصميم مشابه لسابقه في السّلسة وهو الـ Note 3 الّذي حمل غطاء خلفيّ جلدي مع تحسينات بسيطة لم تطل تغيير نوع المعالج ولا المواد المستعملة في التّصنيع، هذا ما وضع الشّركة في دائرة الهبوط مع التّمسّك بنفس التّصميم والعجز عن حلّ مشكلة الأداء البطيء فكانت تلتزم نفس الشّركة المنتجة للمعالج وهي شركة "Qualcomm" بمنتجها "Snapdragon" مع اختيار الإصدار الجديد منه.

تجاوز الحافّة

مع حلول عام 2015 توجّهت الأنظار إلى الهاتف المنتظر وهو الـS6. فبحسب العادة تطلق الشّركة هاتف من سلسلة الأس أوّلاً، ثمّ تليه بهاتف من سلسلة النّوت بعد نحو سّتّة أشهر. توقّع البعض التّغيير في التّصميم ومواد التّصنيع وقد ساعد في هذا التّوقّع الحملة الدّعائيّة الّتي قامت بها الشّركة قبل الإعلان عن الهاتف. وكان للتّسريبات المعتادة دور في ذلك أيضًا، وبالفعل قامت الشّركة بعقد مؤتمر"Samsung Galaxy Unpacked" في الأوّل من آذار/مارس الفائت في برشلونة، حيث أعلنت على غرار العادة عن هاتفين وليس هاتف واحد هما الـS6  والـ edgeS6. ويختلف الثّاني عن الأوّل بإمتلاكه شاشة منحنية الحواف، وكان الكوريون أول من يستعمل هذه التّقنيّة في شاشات الهواتف.

لم تخيّب الشّركة الآمال. استمعت لطلبات المستخدمين وحسّنت هاتفها الجديد وأنقذت نفسها. الهاتف الجديد مصنوع من الحديد المغطّى بالزّجاج ممّا يضفي لمسة جميلة، وقد أتى بأربعة ألوان هي الأبيض اللّؤلؤي الأسود الياقوتي الذّهب البلاتيني ولون مميّز جديد وهو الأخضر الزّمرّدي. وبالإضافة إلى التّصميم والموادّ المصنِّعة عالجت الشّركة مشكلة بطء الأداء فقلصت حجم الرّوم الإعتيادي، عبر حذف الخيارات الّتي قلّ ما يستعملها المستخدم وقررّت استبدال المعالج المعتاد بمعالج جديد من صنعها وهو "Exynos 7420" ثمانيّ النّواة بمعماريّة 64 bit وبسرعة GHz 1.5 و 2.1 GHz للنّواة الأربعة على حدى بمساندة ذاكرة عشوائيّة بسعة 3 GB.

جعل هذا الهاتف يتمتّع بسرعة قياسيّة في الأداء وإضافة ميّزة جديدة بفضل هذه التّحسينات، وهي إمكانيّة فتح الكاميرا بمدّة لا تتجاوز 0.7 ثانية بعد الضّغط مرّتين على زرّ ال Home حتّى لو كان الهاتف مقفلًا. امتلك الهاتف أيضاً شاشة جديدة عالية الدّقّة بوضوح QHD وبتقنيّة الـSuper AMOLED الخاصّة بسامسونج بقياس 5.1 بوصة وبكاميرا خلفيّة بدقّة 16 ميغا بيكسل وأماميّة بدقّة 5 ميغا بيكسل مع تحسينات كبيرة أهمّها القدرة على التّصوير في الضّوء الخافت لكلا الكاميراتين.

وعلى صعيد الحماية حسّنت الشّركة مستشعر بصمة الإصبع من حيث السّرعة والأداء وأصبح مشابهًا لتلك المستعملة في هواتف آيفون  5Sوآيفون 6 حيث يتطلّب فقط وضع الإصبع على المستشعر من دون تمريره كما كان الحال في الـS5. إلى ذلك، أضافت الشّركة خدمة جديدة للإستفادة من المستشعر وهي خدمة "Samsung Pay" الّتي تتيح للمستخدم شراء ما يريد من الإنترنت بالموافقة على بصمة إصبعه من دون الحاجة إلى كتابة المعلومات الخاصّة بحسابه المصرفيّ في كلّ مرّة.

بفضل كلّ هذه التّحسينات حقّق الهاتف نجاحًا باهرًا. ولكن "ليس هناك هاتفٌ كامل". هذا ما قاله مراجع الهواتفّ الأميريكيّ الشّهير ماركس برونلي Marques Brownlee في أحد فيديوهاته الأخيرة على يوتيوب عبر محطّته "MKBHD" حيث كان يعدّد آخر الهواتف المطلقة في السّوق ويذكر العلّة في كلّ منها. برهن أنّ الهاتف الكامل غير موجود، وبحديثه عن الـ S6 قال إنّ علّته الوحيدة هي البطّاريّة، حيث أنّه وجد من الصّعب أن تكفي ليومٍ كامل من الإستعمال المعتدل.

يحمل الـ S6 بطّاريّة بسعة 2600 mAh وهذا رقمٌ يبدو جيّدًا للوهلة الأولى، ولكن بعد تعداد مميّزات الهاتف المتفوّقة لا بدّ من أن تكون البطّاريّة متفوّقة أيضًا، لتمنح الهاتف يومًا كاملًا من الإستعمال الإعتياديّ، فالنّقلة النّوعيّة الّتي قامت بها الشّركة في منتجها شملت كلّ شيء إلّا البطّاريّة، وهذا ما سلب الهاف كماليّته. البعض تغاضى عن المشكلة واعتبر أنّ استعمال الشّركة لتقنيّة الشّحن اللّاسلكي والشّحن السّريع هو حلّ إستباقي للمشكلة، وقد ذكرت الشّركة أنّ الهاتف قادر على تشغيل فيديو عالي الدّقّة لمدّة 4 ساعات تقريبًا بعد أن يتمّ شحنه لمدّة 10 دقائق فقط بتقنيّة الشّحن السّريع. وهذا كما حصل مع الشركة، التي شحنت نفسها سريعًا، ونجت – إلى حين ــ من الغرق في محيط الآيفون!