11-يوليو-2016

وزير الخارجية المصري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في تل أبيب (gettty)

في خطوة مفاجئة، بعد جولة نتانياهو الأفريقية مباشرة، توجه سامح شكرى، وزير الخارجية، إلى تل أبيب، في أول زيارة لمسؤول مصري يشغل هذا المنصب منذ تسع سنوات، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لإحياء "عملية السلام" بين فلسطين وإسرائيل، المعروف بـ"حل الدولتين"، واستكمالًا للاتصالات والمشاورات التي تجريها الدبلوماسية المصرية مع عدد من الدول الإقليمية والدولية لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين عقب المبادرة التي طرحها عبد الفتاح السيسي منتصف أيار/مايو الماضي لـ"تحريك المياه الراكدة".

رحبت الصحف الإسرائيلية بزيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل واعتبرتها "خطوة تاريخية" سوف تساهم في المزيد من التطبيع

قالت مصادر دبلوماسية إن مصر اشترطت على "تل أبيب" أن تكون المحطة الأولى لسامح شكري، هي رام الله وليست تل أبيب، مضيفة أن هذا الشرط يأتي تأكيدًا من الجانب المصري بأحقية إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967.

وأوضحت المصادر أن هذه الزيارة لن تكون الأخيرة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث من المتوقع البدء في إجراء ترتيبات بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قريبًا إلى القاهرة.

وكان جاكي حوجي، محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أول من كشف عن زيارة "شكري"، حيث كتب عبر حسابه على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر"، مساء السبت، أن وزير الخارجية المصري يزور إسرائيل الأحد.

بعدها صدر بيان لوزارة الخارجية صباح الأحد، أكد الزيارة، مشيرًا إلى أنها تأتى في إطار الجهود التي تبذلها مصر لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لنزع فتيل الأزمة بين الجانبين، واستكمالا للاتصالات والمشاورات التي تجريها الدبلوماسية المصرية مع عدد من الدول الإقليمية والدولية لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين عقب المبادرة التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي منتصف مايو الماضي لـ"تحريك المياه الراكدة".

وتقود مصر جهودًا مكثفة منذ إطلاق مبادرة الرئيس لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي أعقبها استقبال الرئيس لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بحضور سامح شكري والسفير الأمريكي في القاهرة لبحث عملية إحياء مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.

لا يخفى أن المسعى من وراء الجهود يتجاوز الأبعاد الإقليمية للزيارة، إلى الساحة التي تطلب فيها استمرارية الشرعنة الدولية للنظام في مصر، إذ يُدرك أركان نظام السيسي أن أحد أبواب واشنطن يمكن الحفاظ عليها مفتوحة عبر تل أبيب، كذلك الحال أوروبيًا، لا سيما لدى باريس التي تشهد مبادرتها ودعوتها لمؤتمر دولي بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي انتظارًا حذرًا. 

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل وعضوية الاتحاد الإفريقي..احتمالات وتداعيات

صحف "تل أبيب" لـ"شكري": أهلا وسهلا

رحبت الصحف الإسرائيلية بزيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل، واعتبرتها "خطوة تاريخية" سوف تساهم في المزيد من التطبيع، وعلقت صحيفة "هآرتس" قائلة إن الزيارة تمثل تغيرًا جذريا في المنطقة.

وقبل وصول شكري إلى تل أبيب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع حكومته الأسبوعي: "أحيطكم علمًا بأن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيصل إسرائيل وسألتقيه".

ورجحت مصادر دبلوماسية إسرائيلية لصحيفة "هآرتس" أن يزور نتانياهو القاهرة لإجراء مناقشات حول القضية الفلسطينية. في حين كشفت صحيفة "معاريف" عن أن شكري سيلتقي مع رئيس المعسكر الصهيوني، عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ وعضو الكنيست تسيبي ليفني، لبحث دفع حكومة نتنياهو إلى عملية السلام.

يزور شكري إسرائيل نيابة عن السيسي، الذي دعا قبل شهرين الأحزاب السياسية الإسرائيلية إلى التوحد حول دفع عملية "السلام"

ونقلت القناة الثانية الإسرائيلية أن سبب الزيارة هو الحديث عن المصالحة بين مصر وتركيا بعد توقيع اتفاق التطبيع بين إسرائيل وتركيا، كما ستتطرق المباحثات إلى تنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه اجتمع مع شكري مرتين، مرة في فترة ما بعد الظهر، ومرة أخرى في المساء، وكان إسحاق مولخو مبعوث نتانياهو الخاص هو المسؤول عن تنسيق الزيارة. واعتبر نتانياهو الزيارة "تغييرًا كبيرًا" في العلاقات بين إسرائيل ومصر، بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدفع عملية السلام بين تل أبيب والفلسطينيين والدول العربية. ويزور شكري إسرائيل نيابة عن السيسي، الذي دعا قبل شهرين الأحزاب السياسية الإسرائيلية إلى التوحد حول دفع عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، فضلًا عن دعوته للدول العربية لدعم هذا الجهد.

اقرأ/ي أيضًا: نتانياهو يفتح إفريقيا.. سر الزائر والزيارة

لغز "مولخو"

برز اسم المحامي الإسرائيلي يتسحاق مولخو عندما وجه له رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو الشكر على "مجهوداته في التنسيق لزيارة سامح شكري إلى تل أبيب". ويتسحاق مولخو، البالغ من العمر 71 عامًا، هو كبير المفاوضين الإسرائيليين مع الفلسطينيين، وأحد أقرب مستشاري نتانياهو منذ توليه رئاسة الوزراء للمرة الأولى عام 1996.

وبدأت علاقة زعيم حزب الليكود مع المحامي العجوز حينما عمل محاميًا له ثم مبعوثًا خاصا مع تولي نتانياهو عام 1996 منصب رئيس الوزراء للمرة الأولى. ويعرف مولخو بأنه مهندس اتفاقية الخليل الذي تفاوض مع الراحل ياسر عرفات خلال 50 جلسة عام 1997.

ويقول عنه المحلل السياسي يوسي ألفير "إن لديه خبرة التفاوض مع الفلسطينيين بناء على تعليمات نتانياهو، لذلك هو غير معروف، لكنه في المقابل يعتبر الرجل الذي لا يعترض الفلسطينيون على التفاوض معه".

وشارك مولخو مفاوضًا رئيسيًا في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية إلى جانب تسيبي ليفني، عام 2013، كما تفاوض مع القاهرة بشأن أزمة تصدير الغاز المصري لإسرائيل في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 بتكليف مباشر من نتانياهو.

وأرسل نتانياهو مولخو إلى مصر لتتوسط القاهرة في عملية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي كان مأسورًا من قبل حركة المقاومة الإسلامية-حماس جلعاد شاليط منذ عام 2006، حيث تم الإفراج عنه مقابل 1000 أسير فلسطيني في عام 2011.

وتفاوض أيضًا مع السلطات المصرية للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل الذي أوقعته المخابرات المصرية في عام 2011 حيث تم الإفراج عنه مقابل 25 مصريًا يقبعون في سجون إسرائيل، وعاد جرابيل مع مولخو على نفس الطائرة في تشرين الأول/أكتوبر من عام الثورة.

اقرأ/ي أيضًا:

الإفراج عن سيف الإسلام القذافي.. حقيقة أم إشاعة؟

نفايات إيطالية في المغرب واستياء شعبي