24-ديسمبر-2021

رسم متخيل لـ سافو ومختاراتها الشعرية

ألترا صوت – فريق التحرير

ولدت الشاعرة الإغريقية سافو في جزيرة ليسبوس اليونانية ما بين (580 – 610) قبل الميلاد. وحظيت، على عكس الكثير من شعراء عصرها، بشهرة واسعة مردُّها الغموض والجرأة التي اتسمت بها حياتها، والعذوبة والرقة والقوة العاطفية التي طبعت شعرها المكتوب بنبرة بسيطة تلقائية، وعاطفة متقدة.

تُعتبر سافو شاعرة من الطراز الأول، وشخصية فريدة في التاريخ الأدبي عند الإغريق، لدرجة أن بعض النقاد وضعوها إلى جوار هوميروس، بينما اعتبرها المؤرخ اليوناني سترابون، وبحسب ما نقله عنه الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت في كتابه "قصة الحضارة"، امرأة: "فذة عجيبة، لأني لا أعرف أنه قد وجدت في جميع العصور التي وصل إلينا علمها امرأة أوتيت معشار ما أوتيت من النبوغ في فن الشعر". في حين قال ديورانت نفسه: "إن الأقدمين إذ ذكروا لفظ الشاعر فإنهم يعنون هوميروس، كذلك لفظ الشاعرة يُعنى به سافو".

ويرى أفلاطون أن سافو هي "ربة الفنون" العاشرة، حيث يقول: "يقولون إنه يوجد تسع "موزيات"، هذا استهتار! انظروا، سافو من ليسبوس هي العاشرة"، ويُقصد بلفظ "موزيات" ربات الفنون التسع الملهمات لكل شعراء الإغريق.

نظمت سافو مجمل قصائدها باللهجة الليسبية المحلية. أما أوزانها، فيقال إنها أخذتها من الأغاني الشعبية التقليدية. ونادرًا ما زادت قصائدها على أربعة أبيات مكرسة، بشكلٍ كامل، للحب الذي عبّرت عنه ببساطة وتلقائية أحيانًا، ونبرة رقيقة وناعمة، ولكن بلغةٍ عاطفية متقدة، في أحيانٍ أخرى، الأمر الذي منح قصائدها بُعدًا شاعريًا مميزًا، لا سيما أنها اتخذت من الطبيعة خلفية للحديث عن الحب الذي كرست حياتها وشعرها له.

هنا مختارات من قصائد سافو أخذناها من كتاب "لا العسل تشتهيه نفسي ولا النحل"، الذي صدر عن "دار كنعان" عام 2007، بترجمة طاهر رياض وأمنية أمين.


 

1

ليعلم الجميع

أنني اليوم والآن

سأغني غناءً بديعًا

كي أبهج صديقاتي

 

2

لسوف نستمتع

أما من يعيب علينا ذلك

فلعل الحماقة والأسى

يتوليّانه

 

3

واقفة كانت إلى جوار مخدعي

بخفيها الذهبين

في تلك اللحظات بالذات

أيقظني الفجر

 

4

سألت نفسي

ماذا يمكنك، يا سافو، أن تمنحي

من في يديها كل شيء

مثل أفروديت؟

 

5

وقلت:

سوف أحرق عظام نعجة بيضاء

مكتنزة الفخذين

في معبدها

 

6

أعترف

أنني أحب ذلك الذي يداعبني

وأؤمن

أن للحب نصيبًا

من ألق الشمس

وعفتها

 

7

في وقت الظهيرة

حين الأرض مشتعلة بالحرارة الملتهبة

التي تسقط مباشرةً عليها

يرفع صرار الحقل عقيرته

بأغنيات جناحيه

 

8

تناولت قيثارتي وقلت:

هيا الآن، يا ترس سلحفاتي

المقدسة: كن آلة ناطقة

 

9

على الرغم من أنها

ليست سوى أنفاس،

فإن الكلمات التي تصدر عني

أبدية

 

10

الأرض مطرزة

بألوان زهورها

 

11

في تلك الظهيرة

أخذت الفتيات الناضجات للزواج

ينسجن عقودًا

من بتلات الورد

 

12

أنصتنا إليهن يترنمن

  • الصوت الأول: يكاد الموت

يخترم أدونيس الفتى

فماذا نحن فاعلات يا سيثريا؟

  • الصوت الثاني: الطمن صدوركن

بقبضاتكن، يا فتيات

ومزقن الجيوب!

 

13

لا جدوى يا أمي العزيزة

لم يعد بمقدوري أن أتم نسيجي،

وعلى أفروديت ضعي اللوم

فهي برقتها البالغة

كادت تقتلني

شغفًا بذلك الفتى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ميلياغروس الجداري: في حضرة الصيداوي

سوزان عليوان: حياة سابقة