01-مارس-2017

مندوب روسيا في مجلس الأمن خلال جلسة التصويت على القرار (فولكان فورونكا/الأناضول)

أجهضت روسيا مشروع قرار صاغته ثلاث دول يفرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات تابعة للنظام السوري، باستخدامها حق النقض/الفيتو للمرة السابعة على التوالي، بعد موافقة تسعة دول، وامتناع مصر، إثيوبيا، كازاخستان، ورفض روسيا، الصين، وبوليفيا للقرار الذي يطالب بحظر سفر، وتجميد أرصدة مالية لـ11 شخصية عسكرية، وعشرة مؤسسات مرتبطة بالنظام السوري.

أجهضت كل من الصين وروسيا مشروع قرار أممي صاغته ثلاث دول يفرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات تابعة للنظام السوري

وقبل عقد جلسة مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، سادت أجواء من التوتر عكستها تصريحات دبلوماسيين روس وأمريكيين حول طبيعة القرار، وفي هذا الصدد تساءلت مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن، نيكي هالي "حتى متى ستستمر روسيا في رعاية النظام السوري وإيجاد الأعذار له؟"، رد عليها نائب المندوب الروسي، فلاديمير سافرونكوف، بالقول إن الأدلة المستخدمة في التحقيق "غير كافية"، لذا كان واضحًا أن روسيا سوف تستخدم الفيتو إن لزم الأمر.

اقرأ/ي أيضًا: هل تعرقل تفجيرات حمص مفاوضات جنيف؟

وأعلن في تشرين الأول/أكتوبر الأخير عن أن تحقيقًا مشتركًا بين منظمة "حظر الأسلحة الكيميائية" والأمم المتحدة، توصل فيه المحققون لأدلة تُثبت استخدام النظام السوري لغاز الكلور بين عامي 2014 – 2015، إضافة لاستخدام تنظيم "الدولة الإسلامية" غاز الخردل، وهو ما أثار حفيظة روسيا الراعي الأساسي للنظام السوري.

لكن روسيا والصين عرقلتا القرار الأممي الذي يدعو لمعاقبة شخصيات بارزة في النظام السوري باستخدامهما فيتو مزدوج، ضد القرار الذي يطالب بحظر السفر وتجميد الأرصدة المالية لشخصيات عسكرية، بينهم رئيس فرع "المخابرات الجوية" جميل حسن، والعقيد سهيل الحسن الملقب بـ"النمر"، إضافة لحظر بيع المروحيات العسكرية والقطع والمعدات المرتبطة بها بكافة أشكالها.

وهذا سادس فيتو مزدوج بين بكين وموسكو، فيما يعتبر السابع في رصيد روسيا لعرقلة تبني أي قرار صادر عن مجلس الأمن يدين النظام السوري. ولم يكن مستبعدًا امتناع مصر عن التصويت كونها أصبحت تدور ضمن المظلة الروسية أكثر من غيرها.  

بحساب استخدامها لحق الفيتو حماية لنظام الأسد، تكون روسيا قد استخدمت حق النقص لسابع مرة، ما يعرب عن تعقيد التوصل لتسوية سياسية

وتعليقًا على الفيتو الروسي، أعربت المندوبة الأمريكية عن موقف بلادها بالقول: "إنه يوم حزين في مجلس الأمن عندما تبدأ بخلق الأعذار لدول أخرى تقتل شعوبها"، فيما شدد نظيرها الفرنسي، فرنسوا دولاتر، على أن المجلس لا يواجه "فقط خطر استخدام أسلحة دمار شامل"، إنما شهد "تكرار استخدامها"، مضيفًا أنهم وصلوا لـ"أقصى درجات انتهاك السلام".

اقرأ/ي أيضًا: بعد تعثر طويل..معركة الباب وجنيف مجددًا

إلا أن المندوب الروسي في تعليقه على استخدام بلاده للفيتو اعتبر أن التحقيق يستند على "معلومات مريبة تقدمها المعارضة المسلحة والمنظمات الدولية غير الحكومية الداعمة لها بالإضافة إلى وسائل الإعلام وما يسمى بأصدقاء سوريا"، في إشارة للدول التي صاغت مشروع القرار، الذى ترى موسكو أنه لا يتضمن "حقائق دامغة يمكنها أن تكون أساسًا لأي اتهامات"، رغم تأكيد المندوب البريطاني، ماثيو ريكروفت، أن مشروع القرار كان "تقنيًّا يعتمد على قرارات آليات التحقيق التي حددها مجلس الأمن".

ويأتي الفيتو الروسي، بعد ساعات قليلة من نشر وكالة "سبوتنيك" الروسية، خبرًا يقول إن فرقاطة "الأميرال غريغوروفيتش" المزودة بصواريخ "كالبير المجنحة"  انضمت مساء الأحد لمجموعة السفن الحربية الروسية المنتشرة قرب السواحل السورية في البحر المتوسط، من دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى، ما يرجح مشاركتها في عمليات النظام العسكرية.

من شأن الفيتو الروسي السابع عرقلة جنيف-4، وتعقيد عملية الرقة المرتقبة

ولا يظهر حتى اللحظة أي بوادر انفراج في التوصل لملامح حل ممكن أن تحدث خلال مفاوضات جنيف-4 بين وفدي النظام والمعارضة السورية، وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أمس الثلاثاء على أن "محاربة الإرهاب أولوية ويجب أن يكون على جدول الأعمال إلى جانب مواضيع أخرى تم اقتراحها"، غير أنه يرجح أن يكون الفيتو الحديث الرئيسي بين الوفود المشاركة، إذ أن منصتا "موسكو" و"القاهرة" ينظران للتدخل الروسي في سوريا بعين الترحاب.

ويبدو أن روسيا ماضية بدعمها لنظام الأسد حتى النهاية، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تلعب دورًا سلبيًا في عملية "الرقة" التي تشير التقارير لإمكانية أن تكون تركية – أمريكية، إضافة إلى أن العلاقات الروسية – الأمريكية حاليًا ينطوي عليها نوع من التوتر يشبه التوتر السابق بمع إدارة أوباما ويبدو أنه بدأ يعود للواجهة من جديد.

اقرأ/ي أيضًا: 

اقتراب داعش من الجولان..تذكرة إسرائيل المجانية