14-يوليو-2022
ألبرتو بوري

لوحة لـ ألبرتو بوري/ إيطاليا

كنا سعداء ولكل منا دجاجته يتولى رعايتها

فيفوز ببيضها

ويحرص على ادخلها قُنِّها قبيل الغروب

لا نعرف شيئًا عن أنطونيو بورشيا، القائل: أؤمن بالله، لا من أجله ولا أجلي، بل من أجل من يؤمنون به.

إنما نعرف أشياء عن خلفاءٍ أربع

نحفظ آثار الأصح بينهم

ونتبعه

ونبايعه

ونسترضيه

بذا حشوا أفئدتنا وأدمغتنا تبنًا وإيمانًا وخبزًا أسمر

كبرنا

وتركنا مسؤوليتنا تجاه دجاجات البيت

أمي قالت فيما بعد:

أضواء المدينة سرقتكم

أما المدينة فقد عرضت عليكم فلسفة الشّعر

مقابل براءة جهلكم

جهلكم الذي يمثل أمانكم أمام الأضواء.

 

أنا لو كنت خليفةً لأمة ما لفتحت بيت المال

واشتريت

ثوبًا

وناقةً

ووحدتُ بين القبائل

كي أقبض على كلمة أحبك بيديّ

كالقابضِ على جمرةٍ مطفأة.

 

أنا حتى لو وضعوا الشمس في يميني

والقمر في شمالي

كنت أخترتكِ

فبلا مبالغةٍ أن يدي لا تتسعان إلا لمفهومك.

 

دعي الناقة تسير وحيثما تبرك

سأحبك

وأبني بيتًا

وننجب ذريةً نباهي بها الأمم

ومتى ما نهضت

أتركك

كي لا تنسينا السلطة والمزاج والحب أننا الأمةُ التي ضحكت من خفةِ دمها الأمم.

 

ليس لنا في صحرائك

إلا الفراغ

فاكتشف لنا أبوابًا تؤدي إلى خضرةٍ أو نهر

ولكن ليس إلى المزيد من الدساتير

والنسخ

والجفاف

أبوابًا تؤدي إلى أنفسنا لا إلى أباءنا.

 

 

طريقان لي في يدك

 

لم يعرف أحد شيء عن حياتي

ثمة من قال عنها

ظل مكسور

وثمة من وصفها

بأنها ساعة ريح لا تقف مع أو ضد عابرٍ ما

تمر الريح

وتمر الظلال

فتبقى حياتي مستورة كمصيرٍ قلق

لا يعرفها مبصرُ

ولا يتحسسها فاقد بصر

صار المبتغى في حياتي

إصلاح الظلال المكسورة

ويومَ عزِمت

قالت الظلال أنه زمن استبدال الأشياء التي تنكسر

لا زمن إصلاحها.

*

 

تحفظينني كما تحفظين أسماء كل من أحبوك

ولأن الدنيا خذلان

رسمتِ لي طريقين في يدك..

واحد إلى قلبك

وآخر يعلمني كيف أصبر معه وعليه.

*

 

كنت أُفتت مرارة أيّامي

بأن حياتي

حلوة

حلوة

حلوة

حتى أنهى الذباب وجبة عمري.

*

 

خذيني على أنني وصية الدنيا لك

احفظيها

من البلل أو التلف

أو الزوال

وحذاري أن تأكلها عنزة من تحت سريرك

فنختلف بعدها

وتنشق الصفوف

وإن مللتِ يومًا من مسؤوليتها

خذيني بجديةٍ هذه المرة على أنني

الدنيا.

*

 

إلى الأبد

أو كان إلى الغد

سينتهي يومًا حبنا

فتعالي نكن حراسًا أمناء لذكرياته

تعالي نحفظ لكلمةٍ موجعة

ألم وجهها.