15-نوفمبر-2020

لوحة توماس سوتوفسكي / بولندا

ذات يوم وأنا أُحدِّث البحر..

وحيدًا.. كنتُ..

وكنتُ مكتظًا بِنا، فقط أنا وأنتِ..

أنتِ الغائبة وهذا الغياب مُضجر..

فأنا رجلٌ خُلِقتُ لأكون حزينًا..

ولا أعلمُ السّبب..

الربيع في قلبي أصبح باهتًا..

وكلّ الأمكنة التي رغبت في الذهاب اليها رفقة ضحكتك وأصابعنا متشابكة باتت بعيدة محطاتها..

فلا قِطارًا يفضّل وجهتي..

ربّما لأنّني رجل تعيس.. لا أمتلك ثمنَ تذكرة!

أهتم كثيرًا فيخونني اهتمامي، تخونني الأمكنة وسبُلُها، تخونني الذاكرة وتفاصيلها، تخونني الأقنعة باسم الحبّ، يخونني الانتظار، تخونني ملامح وجهي حين أضحك، ويخونني الياسمين..

حتّى البحر الذي أُحدّثه، مثلي..

حزين لأنه لم يرَ عينيك..

ولمْ تتبسمي له

هذا اللّيل قد بدأ بتسلّق السّماء..

وتلك أصابعي التي لم تتشبثي بها جيّدًا..

ها هي تحمل اللّيل بكلّ ثقله..

فلِم كُنتِ زلِقة هكذا؟

حتى النّجوم في مواقعها تنتظر العرض حين يُسدل السّتار..

وأنا يكفيني.. تعبتُ..

سأترك البحر يتحدّث..

 

اقرأ/ي أيضًا:

إلى غودو

بين ذائقتين